كتب رفعت عبد السميع

احتفالية رائعة تلك التي شهدتها حديقه الحرية بوسط القاهرة بمناسبة مرور 130 عاما على رحيل البطل القومي لجمهورية كوبا خوسيه مارتي وقد شهد هذه الاحتفالية السفير اشرف منير نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون امريكا اللاتينيه والدكتور عفت السادات واللواء هشام الجمال مدير الحدائق المتخصصة وسفراء امريكا اللاتينيه ولفيف من الجالية الكوبيه في مصر وفي كلمته بهذه المناسبة قال السفير الكسندر بيليسرموراغا سفير كوبا لدى مصر
أصدقاء كوبا وأمريكا اللاتينية،
الجالية الكوبية في مصر،
أود أولاً أن أشكركم جميعًا على وجودكم هنا هذا الصباح.
نجتمع اليوم كي نقوم بتقديم تحية و تكريم مستحق لخوسيه مارتي في الذكرى الـ130 لسقوطه في المعركة. مارتي هو البطل القومي لكوبا والأكثر عالمية بين الكوبيين، نظرًا لأهمية فكره السياسي والاجتماعي وعمق أفكاره.
كان مارتي رجل أدب و معرفة، تجاوز عصره، وفهم منذ صغره أنه لا شيء أهم من تحقيق استقلال كوبا.
لم يتردد أبدًا في التضحية بمهنته كمفكر من أجل حرية وطنه. وظل وفيًا لمبادئه حتى وفاته في ساحة المعركة في 19 مايو 1895. ومع رحيله الجسدي، فقدنا المنظم والمفكر الكبير للثورة. توفي عن عمر يناهز 42 عامًا، لكنه ترك وراءه إرثًا أدبيًا وسياسيًا هائلًا لا يزال يلهم الكوبيين حتى اليوم. من مارتي ورثنا معاداة الإمبريالية، ورثنا مبادئ اللاتينية، والإنسانية، والتضامن.
عاش مارتي معظم حياته في المنفى بسبب أفكاره الاستقلالية. تنقل بين إسبانيا وفرنسا وإنجلترا، وعاش في المكسيك وجواتيمالا وهندوراس وهايتي وكوستاريكا وبنما وجمهورية الدومينيكان وفنزويلا، وأخيرًا في الولايات المتحدة. وفي كل هذه الأماكن، عُرف بعلمه، سعه إطلاعه، وفضائله كشاعر و متحدث بارع. عمل كدبلوماسيًا، وقنصلًا للأرجنتين وباراجواي والأوروجواي في نيويورك، وكصحفيًا، ومعلمًا — وفي كل هذه الأدوار تميز ببراعة أسلوبه وخطابه.
كما لم ينس مارتي مصر، عندما انتقد الطموحات الاستعمارية لفرنسا وإنجلترا لضم قناة السويس، حيث قال في عام 1881، وأقتبس:
“روح التجارة تحاول إغراق روح الاستقلال: ابن الصحراء الكريم يعض السوط ويكسر يد ابن القارة العجوز الأناني”.
كان مارتي لاتينيًا مخلصًا، وتابعاً وفيًا لأفكار بوليفار وأبطال أمريكا اللاتينية الآخرين. كان يحلُم دائمًا بوطن عظيم موحد ومتضامن. واليوم، تواجه البشرية — وخاصة أمريكا اللاتينية العزيزة علينا — تحديات كثيرة، و أعود إلى مارتي الذي قال:
“هذه ليست أوقاتًا لننام فيها بوشاح على الرأس، بل بأسلحة من وسادتنا، ( ) بأسلحة الحكم ( ) فخنادق الأفكار أثمن من خنادق الحجارة”.
يجب على أمريكا اللاتينية أن تدرك أننا عبر إقليمية بلا جدوى، لن نصبح أبدًا الشعوب المحترمة التي نطمح إليها. علينا أن نوحد صفوفنا، نحن الذين نتقاسم نفس المصالح، والثقافات المتشابهة؛ نفس القارة التي حاولوا إخضاعها منذ أزمنة بعيدة.
اليوم يجب علينا أن نكون أكثر اتحادًا من أي وقت مضى كي نجعل أصواتنا تُسمع، تلك التي غالبًا ما يتم إسكاتها من قبل الأقوياء. ” إنها ساعة الحساب، والمسيرة الواحدة، وعلينا أن نمشي بصف مرصوص، كالفضة في جذور جبال الأنديز “.
إذا كنا هنا اليوم، فذلك لنعبر عن شكرنا و امتناننا لمارتي على إرثه، ولنخبره أن تضحيته لم تذهب سدى، وأننا، مثله ومثل كل أبطال أمريكا اللاتينية، نؤمن جميعًا بأنه من الممكن إيجاد عالم أفضل.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني