دخلت الحرب في غزة شهرها الثالث، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف المدن والمخيمات ومحافظات شمال وجنوب القطاع. مُحدثة بذلك كارثة إنسانية وصحية خطيرة في حق الفلسطينيين. وخلال الأيام القليلة الماضية يستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصدير فكرة الهجرة الطوعية للفلسطينيين وعدم انتهاء الحرب في غزة إلى المشهد السياسي بالبلاد.
الهجرة الطوعية سياسة لإطالة المدة
وفي هذا السياق تحدث “الدستور” مع اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، الذي أكد أن (نتنياهو) يرغب في إطالة مدة الحرب بأية طريقة بهدف الاستمرار في منصبه، لأنه إذا انتهت الحرب سيتم عزله من منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي في اليوم التالي لذلك. مضيفًا أنه فضلًا عن ذلك ففي اليوم الثالث لعزله سيتم محاكمته مدنيًا (والتي حاول حاليًا تأجيلها لشهر فبراير القادم) وبالتالي سيتم سجنه على خلفية ثلاث قضايا مُدان بها.
موعد انتهاء الحرب
كما توقع اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أن (نتنياهو) لن ينجح في ملف الهجرة الطوعية للفلسطينيين؛ فهو يستخدمه فقط لاكتساب مزيدًا من الوقت، مؤكدًا أن الحرب بين غزة وإسرائيل ستتوقف في شهر يناير القادم تزامنًا مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية وهو الأمر الذي ستنشغل به أمريكا عن (نتنياهو).
وأشار “فرج” لـ”الدستور” أن (نتنياهو) يحاول رفض جميع محاولات الهدنة الطويلة في الحرب الدائرة في غزة ويرفض وقف إطلاق النار. كما يشير لجنوده أنه أمامهم حرب طويلة، وكل ذلك لمحاولة البقاء في منصبه. وتابع: “لكنني أعتقد أن المجتمع العالمي وخاصة أمريكا لن تسمح له بذلك”.
رفض حكومي وشعبي
وأوضح الخبير الاستراتيجي أن الحكومة الإسرائيلية حاليًا تشهد انقساما شديدا بين اليمين المتطرف الذي يؤيد الحرب في غزة وبين باقي الحكومة التي ترفض ما يقوم به (نتنياهو). كما أنها ترفض استمرار الحرب لأن إسرائيل تخسر الكثير كل يوم سواء في الأفراد أو الاقتصاد. مشيرًا إلى أن عائلات الرهان بإسرائيل تشكل أيضًا ضغط كبير على (نتنياهو) مطالبين بضرورة استرجاع ذويهم أحياء ويقولون له “أنت تستخسر خروج أولادنا أحياء من غزة مقابل الإفراج عن كام أسير فلسطيني بالسجون!”.
وأضاف أن ما زاد الاحتقان في إسرائيل هو محاولة إخراج إسرائيل لثلاثة من جنودها من غزة خلال الفترة الأخيرة، فقتلوا على يد زملائهم بالجيش الإسرائيلي. وبالتالي فليس الجميع في إسرائيل يوافق على ما يفعله (نتنياهو)، بل يطالبه الكثيرين بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.
لكن (فرج) أكد في حديثه على أنه لا يتوقع أن الرفض داخل إسرائيل سيصل إلى حد الانقلاب على (نتنياهو) أو خروج مظاهرات كبيرة ضده.
مصر ومحاولات وقف إطلاق النار
وفيما يخص محاولة مصر حاليًا لتقديم مقترح لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين غزة وإسرائيل والوصول إلى هدنة كاملة، يقول اللواء سمير فرج إن مثل هذه المقترحات دائمًا ما يحل عليها بعض التعديلات وفقًا لما يتناسب مع الدول المعنية، مضيفًا أنه يتوقع تفعيل المقترح المصري الحالي في غضون أسبوع أو 10 أيام بعد تعديله بما يحقق رغبات كل الأطراف.
إسرائيل ومحور فلادلفيا
وفيما يتعلق بمحاولة دخول إسرائيل إلى محور فلادلفيا، أكد “فرج” أن محور فلادلفيا هو أرض فلسطينية، لكننا وفقًا لمعاهدة كامب ديفيد فنحن نعتبرها منطقة عازلة لا تتواجد فيها إلا قوات مصرية محدودة لمنع تهريب الأسلحة والمخدرات وخلافه، مشيرًا إلى أنه إذا حاولت إسرائيل الدخول إلى هذه المنطقة بحجة منع هروب قادة حماس من الأنفاق بها أو غيره من الأسباب الأخرى، سيُعَد ذلك “مخالفة لاتفاقية كامب ديفيد” وهناك لجنة مشتركة تحكم هذه المخالفات. وهذا يعني أنه إذا دخلت إسرائيل محور فلادلفيا سيُعَد ذلك “مخالفة لاتفاقية كامب ديفيد وليس لمصر”.