كشفت القناة “12” العبرية، نقلاً عن مصدر مطلع لم تسمّه، أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، تنوي فعلياً السيطرة على قطاع غزة، تكون تحت إدارة حكومة عسكرية إسرائيلية تتشكل لاحقا، بعد اجتثاث حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى.
وأوضحت القناة أن حكومة نتنياهو، ماضية بهذا المخطط، رغم أنه يكلف الكثير في الأرواح وانعكاسه سلبا على الاقتصاد.
كما كشفت القناة الإسرائيلية، عن مصدر مطلع، أن “الفرقة “162”، خرجت من محور فيلادلفيا، وعادت إلى شمال قطاع غزة، من أجل العودة والسيطرة على المنطقة، إيذانا بتنفيذ المخطط.
وركزت بعض ردود الفعل الحكومية على هذه الخطوة الإسرائيلية، على أن محور الحدود بين قطاع غزة وسيناء كان قبل لحظة “صخرة وجودنا، لن نتراجع عنها أبدا”، ولكن السؤال المهم ليس من أين جاء فريق النخبة، بل إلى أين يتجه ولأي غرض؟!، وفق القناة.
وعلّق المصدر للقناة الإسرائيلية، بالقول، إنه “من الضروري العودة إلى شمال قطاع غزة لسبب بسيط يكمن بإيجاد بديل لقوة حماس بين سكان غزة، واستكمال تفكيك أطر القيادة وتصفية كبار مسؤوليها لحركة حماس”.
وتعقيبا على ذلك، علّق الجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس، الذي قاد القوات الأمريكية في العراق، للقناة العبرية، قائلا:”ببساطة عندما تواجه مثل هذا العدو “حماس”، فيتعين عليك أن تنتبه بينما تدمره”.
وتشير القناة الإسرائيلية، وفق المصدر، إلى أن القوى الإقليمية تصر على بقاء السلطة الفلسطينية، مبينة أن التدمير دون بناء بديل “لا يعني إلا أننا سنعود مراراً وتكراراً إلى الأماكن التي احتلناها وطهرناها وفككناها”، لأنه في الفراغ الذي خلقه التدمير، لن يكون هناك سوى حماس والأسوأ ينمو.
وفي المقابل، يريد وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إعادة الاستيطان في غزة، وبناء مستوطنات إسرائيلية، وتفكيك السلطة الفلسطينية، والأخطر بناء دولة “يهوذا” مكانها، ضمن “خطة القرار” التي نشرها قبل سنوات قليلة، بحسب مصدر صرّح للقناة العبرية.
ويُحسب لسموتريش، أنه على الأقل لديه جدول منتظم، ولا يخفيه، ويدرك رئيس الوزراء نتنياهو الضرر الهائل الذي ستسببه تنفيذ “خطة سموتريتش”، لكنه يروج لها لأسباب تتعلق بالبقاء الشخصي والسياسي.
وأشار المصدر، إلى أنه في سياق البحث عن بديل لحماس، فإن مسؤولية المستوى المهني، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وقادة الجيش، ليست أقل خطورة، فكثيرون منهم يفهمون أن الحكم الإسرائيلي في غزة، حتى بدون إعلان رسمي، سيلحق الضرر البالغ بالجيش الإسرائيلي، ويحول إسرائيل إلى دولة مدانة.
ورافقت عودة الفرقة “162” الإسرائيلية إلى جباليا، نداء لسكان شمال القطاع لإخلاء منازلهم والتوجه جنوبا، عبر مصارف التفتيش التي يقيمها الجيش في محور نتساريم القاسم لغزة.
وهذا هو التحقيق الفعلي لجزء كبير من الفكرة المضللة التي تسمى “خطة الأبطال”، وممثلها الإعلامي البارز هو الجنرال احتياط “إي جيورا”، وفق المصدر.
وأردفت القناة، “من الواضح أنه لا توجد نية لتنفيذ الجزء المثير للقلق بشكل خاص في تلك الخطة، وهو التجويع الجماعي لأولئك الذين سيبقون في المنطقة، على افتراض أن معظمهم سيكونون من عناصر حماس.
لكن عملياً، فإن نقل سكان الشمال إلى الجنوب، للمرة الثانية خلال عام، في طريقها لاحتمالين، إما أن يكون الجيش الإسرائيلي هو من يوزع الغذاء والدواء على السكان، أو أنهم سيتضورون جوعاً.
والطريق من هنا إلى حكومة أمر واقع عسكري حقيقة، بحسب التقارير، وتجري بالفعل مناقشات حول هذا الموضوع مع نتنياهو.
وأوضحت القناة خلال كشف تفاصيل المخطط الإسرائيلي، فإنه على مستوى العمل العسكري، هذا يعني أن الجنود الإسرائيليين سينخرطون فعلياً، في أعماق السكان اليائسين والعدائيين، في عملية توزيع الغذاء والماء والدواء.
وهذا يعني أن القوات الإسرائيلية ستتمركز في قطاع غزة، وقدر غالانت في ذلك الوقت ترتيب القوة اللازمة لإدارة عسكرية في غزة بأربعة فرق.
كما سيتم إنشاء آليات حكومية لن يحل محلها أحد، ولن تكون أي دولة عربية شريكاً في ذلك، و”القادة المحليون الذين ليسوا من حماس”، هم أمر قبيح للعين”، وفق وصف المصدر، وهذا يعني إن إسرائيل في الطريق إلى احتلال غزة فعلياً، وهو حلم لسموتريتش وستروك، وكابوس للجيش الإسرائيلي، واقتصاد إسرائيل الذي سيتحمل تكلفة وجود مليوني نسمة، ومكانتها الدولية التي تتدهور، كل يوم، وفق المصدر الإسرائيلي .
وفي المقابل ، فإن نتنياهو لن يفرض هذه الخطوة على الجيش، وكل من يعرف الطريقة التي يتم بها اتخاذ القرارات في إسرائيل، يعرف أن الأمر لا يسير بهذه الطريقة.
وهناك من في أعلى المؤسسة العسكرية، يؤيد هذه الخطوة، أقلية منهم خارج الأيديولوجية، وأكثرهم خارج التفكير الضيق، والإحباط من عدم جدوى التفريغ المستمر للبرميل الذي يمتلئ من الجانب الآخر، بحسب القتاة 12 الإسرائيلية.
وخلصت القناة، بالقول”المسؤولية عن النتائج لن تقع على عاتق “نتنياهو” فحسب، بل أيضا على عاتق مرتكبي الجرائم، الذين يعرفون بالضبط ما ستؤدي أفعالهم”، وفق المصدر.
ووصفت القناة 12 الإسرائيلية، الوضع الإسرائيلي بين غزة وجنوب لبنان، بالقول ” إن العيون على لبنان وإيران، ولا يمكن العثور على الأيدي والأقدام في غزة”.
ويتركز الاهتمام العام الإسرائيلي حاليا، على العملية في جنوب لبنان، ومسألة الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، ولكن في ظل هذه الأمور تجري في قطاع غزة خطوة قد لا تكون عواقبها أقل دراماتيكية ، رغم كل ما تتضمنه من عواقب.