تحل اليوم الذكرى الـ99 على ميلاد المخرج الراحل حسام الدين مصطفى، أحد أبرز رواد السينما والدراما في مصر والعالم العربي، والذي ترك بصمة لا تمحى في تاريخ الفن السابع من خلال أعماله الجماهيرية المتنوعة.

ولد حسام الدين مصطفى في 5 مايو 1926 في حي السيدة زينب بالقاهرة، وتخرج من المعهد العالي للسينما عام 1950، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الإخراج السينمائي، حيث حظى بفرصة العمل كمخرج منفذ مع المخرج العالمي سيسيل ديميل في فيلم “الوصايا العشر” عام 1956، ما أضاف إلى خبرته الفنية وفتح له آفاقا واسعة في عالم السينما.

يعتبر حسام الدين مصطفى من كبار مخرجي الحركة في السينما المصرية، حيث تميزت أعماله بالحيوية والتوهج، وكان بارعا في قيادة المجاميع الكبيرة والسيطرة على أصعب مواقع التصوير، كما تولى مهمة التصوير بنفسه في العديد من أفلامه.

قدم خلال مسيرته ما يقرب من 100 فيلم سينمائي بين عامي 1956 و1994، من بينها أفلام خالدة مثل “الشيماء”، “كلمة شرف”، “الرصاصة لا تزال في جيبي”، “الطريق”، “السمان والخريف”، “النظارة السوداء”، “أدهم الشرقاوي”، “قاع المدينة”، “الباطنية”، “شهد الملكة”، “العفاريت”، “سونيا والمجنون”، “بطل للنهاية”، “صابرين”، “الأخوة الأعداء”، “حكمتك يارب”، “الحرافيش”، و”طير في السما”، مما جعله مخرجا محبوبا لدى الجماهير.

لم يقتصر نشاط حسام الدين مصطفى على السينما فقط، بل انتقل بقوة إلى الدراما التلفزيونية، حيث قدم مسلسلات تعد علامات في تاريخ الدراما العربية، منها مسلسل “وتوالت الأحداث عاصفة” الذي اشتهر بجملة “أنا البرادعي يارشدي” التي رددها الشارع وقتها، بالإضافة إلى مسلسلات اجتماعية وبوليسية عديدة.

كما برع في تقديم الأعمال التاريخية والدينية التي تعد من أهم الأعمال في الدراما العربية، مثل “الفرسان”، “الأبطال”، “أبو حنيفة النعمان”، و”عصر الأئمة”، حيث استطاع أن يدمج بين الحس السينمائي وحس الدراما التاريخية ليقدم أعمالا ذات جودة عالية.

كان حسام الدين مصطفى مخرجا متعدد المواهب، حيث عمل كمخرج ومنتج ومصور سينمائي ومونتير وممثل أيضا، وكان من عشاق الكاميرا السينمائية، ومن أشهر مواقفه الطريفة في عالم السينما قصة تصوير فيلم “الأشرار” مع الفنانة ناهد شريف، حيث قضى يوما كاملا في تصوير لقطة واحدة تجمع بين الثعبان وناهد شريف في صحراء أبو رواش.

استدعى مخرج الجماهير ثعبان كوبرا خطيرا، لكنه اضطر لتغيير نهاية المشهد بعدما تطورت العلاقة بينه وبين الثعبان أثناء التصوير، فتم استبدال المشهد بمشهد إطلاق رصاصتين على الثعبان ليتم إبرازه كمشهد درامي، ثم أعيد الثعبان إلى صاحبه.

تميز حسام الدين مصطفى أيضا بآرائه الجريئة، إذ كان من المدافعين عن فكرة “السينما للجمهور وليست للمهرجانات”، واعتزل حسام الدين مصطفى السينما بعد أن أخرج حوالي 100 فيلم، ثم ركز جهوده على الدراما التلفزيونية، خاصة التاريخية منها، حيث قدم أعمالا مميزة أضفت على الشاشة حياة وحركة بفضل خبرته السينمائية الواسعة.

ورحل عن عالمنا في 22 فبراير 2000 عن عمر يناهز 74 عاما، تاركا إرثا فنيا ضخما من الأفلام والمسلسلات التي لا تزال تعرض حتى اليوم، وتعتبر علامات بارزة في تاريخ الفن المصري والعربي.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني