د.مروة الليثي#دليلك للطمأنينة
في واقعة مؤلمة شهدتها منطقة الهرم بالجيزة، لقي مهندس متقاعد في العقد السادس من عمره مصرعه عقب مشادة كلامية تطوّرت خلال لحظات إلى اعتداء بدني، لم يتوقع أحد أن ينتهي بوفاة مفاجئة. الحادث، الذي بدأ بخلاف مالي بسيط، تحوّل إلى مأساة إنسانية أثارت حالة واسعة من الجدل والحزن.
بداية القصة
تعود تفاصيل الواقعة إلى خلاف نشب بين سكان أحد العقارات السكنية ونجلة المهندس المتقاعد، والتي تستأجر شقة داخل العقار وتستخدمها في نشاط تجميلي. كان الخلاف يدور حول مبلغ 1500 جنيه قيمة مصاريف صيانة للعقار، وهو مبلغ رفضت دفعه، ما دفعها لاستدعاء والدها للحضور ومحاولة حل المشكلة.
من مشادة إلى كارثة
وصل الأب إلى مكان الخلاف في محاولة لتهدئة الموقف، لكن المشادة تطورت سريعًا بينه وبين أحد سكان العقار. ارتفعت الأصوات، وتبادل الطرفان الاتهامات، قبل أن يفقد الساكن أعصابه ويوجه صفعة قوية إلى وجه الرجل.
لم يتوقع أحد ما حدث بعدها: سقط المهندس على الأرض مغشيًا عليه، وتوقف قلبه في اللحظة نفسها. حاول الأهالي إسعافه، لكنّ محاولاتهم لم تُجْدِ، إذ تبين أنه فارق الحياة فور سقوطه.
التحقيقات والتحرّكات الأمنية
وعلى الفور، انتقلت قوات الأمن إلى موقع الحادث، وتم التحفظ على المتهم المتورط في الاعتداء. التحقيقات الأولية أكدت تطور المشادة إلى اعتداء بدني انتهى بوفاة الرجل، بينما أقر المتهم بأنه لم يكن يقصد قتله وأن الصفعة جاءت في لحظة غضب وانفعال.
كما قامت الجهات المختصة بتفريغ كاميرات المراقبة داخل العقار، والاستماع لشهود العيان للوقوف على تسلسل الأحداث بدقة. وتم نقل الجثمان للمشرحة، واستدعاء أسرة المجني عليه لاستكمال الإجراءات القانونية.
صدى الحادث في الشارع
أثارت الواقعة حالة من الصدمة بين أهالي المنطقة، خصوصًا أن الخلاف كان يمكن أن يُحل بسهولة دون أن يصل إلى ما وصل إليه. الكثيرون اعتبروا الحادث درسًا قاسيًا في خطورة الانفعال، وأن “لحظة غضب” قد تهدم أسرًا وتغيّر مصائر.
رسالة أخيرة
الحادث المأساوي ليس فقط قصة وفاة رجل مسن… بل هو تذكير مؤلم بأن النزاعات اليومية قد تتحول إلى كوارث حين يغيب العقل ويتقدم العنف. لحظة واحدة من السيطرة على النفس ربما كانت كفيلة بإنقاذ روح، وتجنّب مأساة لم يكن لها داعٍ.
![]()
