مروة الليثي #دليلك الطمأنينة
في زحمة الأصوات اللي حوالينا، في ضجيج الناس والمطالب والتوقعات، في صوت ضعيف بيحاول يتكلم… بس محدش بيسمعه.
الصوت ده هو أنت.
النسخة اللي جواك، اللي بتتوجع وتسكت، اللي بتخاف ومش بتلاقي حضن أمان، واللي بتبتسم علشان الناس ما تحسّش إنها مكسورة.
إحنا بنتعلّم نسمع الكل، إلا نفسنا.
نسمع كلام المجتمع، كلام الشغل، كلام الأهل، كلام الناس اللي بيمشوا ويسيبوك وقت الجد، لكن مانسمعش إحساسنا الحقيقي.
بنكمّم وجعنا بكلمة “تمام”، ونخفي انهيارنا وراء عبارة “كل حاجة تحت السيطرة”.
بس الحقيقة إن الصوت اللي جواك مش هيسكت طول ما أنت بتتجاهله.
هيفضل يزعق فيك على شكل توتر، نسيان، نوبات بكاء، قلق من غير سبب، تعب مالوش تفسير.
ده مش ضعف، دي طريقة النفس بتقولك “اسمعني”.
أوقات كتير الحل مش في إنك تكمّل زي ما أنت، الحل في إنك توقف لحظة وتواجه نفسك:
إيه اللي مضايقك؟ إيه اللي محتاجه فعلًا؟
يمكن محتاج ترتاح، يمكن محتاج تبعد، يمكن محتاج تعترف إنك موجوع وتبدأ تتعالج.
الصوت الداخلي لما تتجاهله بيتحول لصرخة، لكن لما تسمعه… بيبقى مرشد.
هو اللي هيقولك إمتى تبعد عن اللي بيوجعك، وإمتى تبدأ من جديد.
هو اللي هيعرفك قيمتك لما الناس تنساها.

اسمع صوتك حتى لو العالم كله بيزعق حواليك.
اتكلم مع نفسك، اكتب وجعك، خُد وقتك، ابكي لو احتجت.
مفيش شجاعة أكبر من إنك تواجه نفسك بصدق.
يمكن تكون النهارده تايه، بس أول خطوة للنجاة دايمًا بتبدأ من لحظة صدق واحدة… بينك وبين نفسك.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني