بقلم _ صموئيل نبيل اديب

* لا تأتي كارثةَ عرضِ مسلسلاتِ الانتقامِ في شهر رمضانْ من إنها تغني الناسَ عنْ الصلاةِ ، ولكنَ مشكلتها الكبرى أنها تدمرُ السلامَ الذي يسببهُ الصيامُ وروحانيةُ التعبدِ وسهرِ التهجدِ والتراويحِ ،

يظلّ الإنسانُ طولَ العامِ يعيشُ في صراعٍ معَ الحياةِ وضغوطاتها التي تطحنُ روحةَ وجسدهُ ، وعندما تقتربُ روحهُ منْ الانطفاءِ يأتي الصيامُ المقترنُ بالصلاةِ لكيْ يريحَ الروحُ المتعبةُ ، ويرفعَ عنها قليلاً منْ آثامِ النفسِ ، يعيدها إلى علاقتها معَ اللهِ ليخففَ عنها الألمُ ويذكرها بأنَ اللهَ ضابطَ الكونِ كلهِ فلا يجبُ أنْ تخشى منْ فقرٍ أوْ جوعٍ أوْ حاجةٍ

ومعَ ارتياحِ الروحِ تقلُ الصراعاتُ بينَ البشرِ ، يختفي التنافسُ قليلاً ، ويظهرَ التسامحُ تجاهَ منْ أخطأَ في حقنا … ونتعلمُ أنْ نغفرَ للآخرينَ كما يغفرُ اللهُ آثامنا التي نعترفُ بها ، فنصبح أهدأ وأرق وتجاهِ أنفسنا والآخرينَ

و كما أنَ الخيطَ إذا تمَ شدهُ لفترهُ طويلهُ ينقطعُ ، هكذا يأتي الصيامُ ليريحَ الروحُ منْ شدِ العالمِ

ولكنْ تأتي المسلسلاتُ لتقدمٍ لنا نماذجُ ( القاسيةَ قلوبهمْ ) .. تدفعنا لنتوحدَ معَ البطلِ ، فتعرضَ لنا صراعاتٌ لا تنتهي ، تذكرنا بمنْ سرقَ حقوقنا ومنْ شتمنا ومنْ أهاننا ، وهكذا تنضغط أرواحنا أكثرَ فأكثر ،

فكلُ يومِ صراعٍ جديدٍ في مسلسلٍ جديدٍ وبدلاً منْ أنْ نصبحَ أكثرَ هدوءا نصبحَ أكثرَ تعبا ، بدلاً منْ أنْ نريحَ حبلُ الروحِ . نضغطها أكثرَ فأكثر ،

الروحُ تحتاجُ إلى الاتصالِ معَ اللهِ لكيْ ترتاحَ لا أنْ تتصلَ معَ شاربي الخمرِ في المسلسلاتِ ، الروحُ تحتاجُ أنَ تسامحَ الآخرينَ لا أنْ تنتقمَ منهمْ ، الروحُ تحتاجُ إليَ أنْ تتذكرَ حشمةُ الجسدِ ، لا أنْ تنظرَ إلى تعري الرقصِ ،

عزيزي القارئَ
اطفىءْ الشاشةُ واتركْ روحكَ ترتاحُ ، فصدقني الحياةُ لمْ تعدْ تحتملُ صراعاتِ المسلسلاتِ ، يكفينا قسوةَ الواقعِ ودعنا نهربُ إلى حيثُ ( الرحمنَ مريحُ التعابي )

 

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني