كتب _ عبدالرحمن شاهين

اشاد الناقد طارق الشناوي بظاهرة انتشار المسلسلات العائلية في الفترة الأخيرة، مثل مسلسلات “إيجار قديم” و”أعمل ايه” و”أبو العروسة”،هذه النوعية من الأعمال الدرامية التي تدور أحداثها داخل البيوت المصرية، وتتطرق للعلاقات الأسرية، ومشاكل الأبناء، والعلاقات مع الجيران، والتي حققت نسب مشاهدة كبيرة، وردود أفعال واسعة، وهو ما فسره الشناوي في تصريحاته مع “الشروق” بأن هذه النوعية من الأعمال منحت الجمهور الأكسجين الذي يتنفسه، وسط كم هائل من التلوث، وقال:
بداية الدراما التليفزيونية اسمها العلمي “دراما العائلة”، لأن التليفزيون هو الميديا الخاصة بالعائلة، فبالتالي منذ نهاية الأربعينات في العالم كله، ومنذ الستينات في الوطن العربي، كانت العائلة هي المسيطرة علي الدراما، لأنها الهدف، وعليه كل أحداث الاعمال الدرامية كانت تدور في أجواء عائلية جدا، ومن هنا كان سر نجاح هذه النوعية من الأعمال، لأنها لديها الفرصة في التحدث عن كل الأجيال، عن الجد والإبن والحفيد، وهكذا.
وتابع: عودة هذه النوعية من الأعمال، هي عودة لزمن الأسرة والجيران والاجواء اللي افتقدناها، ولعل هذا سر نجاح مسلسل مثل “ليالي الحلمية” حتي الأن، فهو عمل عنوانه الأسرة، و مؤلفه الكاتب الراحل أسامة انور عكاشة دوما كان مهتما بالعائلة في كل أعماله، ونجد أن لكل عائلة لها اسمها، ونفس الحال مع مسلسل “المال والبنون” ومسلسل أخر مثل”لن أعيش في جلباب أبي”، وعليه تظل الأعمال القديمة لها سحر يجعلنا نلتفت إليه، وبالتالي حينما عادت هذه النوعية من الاعمال الدرامية من جديد،وسط الاكشن والجريمة، والإدمان، شعر المشاهد وكانه اخذ مسحة من الهواء النقي، في زمن مليء بالملوثات.
وعن إمكانية تحقيق المسلسلات الجديدة نفس نجاح المسلسلات القديمة قال:
هناك نوعان من النجاح، ما قبل عصر الفضائيات وما بعده، فالنجاح الذي تحقق للمسلسلات التليفزيونية قبل انتشار الفضائيات لن يتكرر، فحينها كان الكل متوحد أمام شاشة واحدة وعمل واحد، لكن الوضع الان تغير، وعليه شكل النجاح تغير، فهذه المسلسلات تحقق نجاحا ونسب مشاهدة كبيرة، ولكن ليس بالشكل الذي حدث قديما.
وعن اهتمام هذه المسلسلات بالطبقة المتوسطة التي تكاد تختفي في المجتمع علق الناقد طارق الشناوي: هو اهتمام محمود لابد من الإشادة به، فهو رصد مهم لطبقة لم يعد لها وجود، ولا ننكر أن مصر في أزمة وتعاني بسبب هذا الموضوع، لأن الطبقة المتوسطة هي التي تصنع المزاج العام للثقافة والفن والعلاقات في المجتمع، وحينما تشاور الدراما علي هذه الطبقة فلابد من تحيتها، لأنها تقدم لنا رصدا مهما، وتوثيقا حتي لو الدراما ترثي وتبكي وتتسحر علي بقايا الطبقة المتوسطة فهو دور رائع يجب أن نشيد به.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني