صموئيل نبيل أديب
كتبتْ الصحف بالخطِ العريضِ :
ثلاثةُ أشقاءَ منْ الأقصر يطلقونَ زوجاتهمْ في نفسِ الدقيقةِ ليلةَ عيدِ الفطرِ لأنهنَ رفضنَ أنْ يخدمنَ والدتهمْ !!
القصةُ التي كانتْ غريبةً على أُذنِ البعضِ أتتْ بسببِ أنَ والدة الأشقاء الثلاثةَ الكبيرةَ السنَ لا يوجدُ منْ يخدمها إلا أختهمْ الوحيدةُ التي تأتي كلِ أسبوعِ لخدمتها .. ولكنها غابتْ في العيدِ لأنَ زوجها مريض .. الأمرُ الذي جعلَ الأشقاءُ الثلاثةُ يطلبوا منْ الزوجاتِ خدمةَ الأمِ . . ورحلوا إلى العملِ .. رجعوا آخرٌ النهارِ ليكتشفوا أنَ جارتهمْ هيَ منْ ( تُغسلَ الأمُ ) استعدادا للعيدِ … ! !
الأمرُ الذي اعتبروهُ عدمَ طاعةٍ منْ الزوجاتِ ليتمَ طلاقَ الثلاث زوجاتٍ في نفسِ الدقيقةِ!!!
ولتنقلبَ السوشيالْ ميديا بين :
مؤيدُ بشدةِ حيثُ كرامةُ الأم هيَ الأهمُ ، ويروا في الأخوةَ مثالاً للرجولةِ الحقةِ والدمِ الحامي والتى اختفتْ اليومِ وسطَ مئاتِ القصصِ عنْ أبناءٍ يلقونَ بأمهاتهمْ في الشوارعِ …
وبينَ منْ يرى أنهُ لا يوجدُ إلزامٌ شرعي على زوجةِ الابنِ أنْ تخدمَ حماتها ( ودخلَ في الخطِ بعضَ فقهاءِ الدينِ ) وانهَ كانَ على الأبناءِ أنْ يحضروا منْ يخدمُ الأمَ … وانْ أبغضَ الحلالُ عندَ اللهِ الطلاقِ وأنَ هدمَ الأسرةِ لا يكونُ بهذهِ السهولةِ فما بالكَ بثلاثةِ أسرِ مرةٍ واحدةٍ !!!
بينَ هذا وذاكَ تثورُ لديَ بضعةُ أسئلة لا أجدُ لها أجابهُ :
هلْ تفاجأَ الأخوةَ برفضِ زوجاتهمْ أمْ أنهنَ كانَ يرفضنَ قبلُ ذلكَ ؟ فإذا كانت أول مرة فالطلاق عقوبة قاسية جدا.. وإذا كان الرفض أسبق في مواقف سابقة فلماذا لم يتم التفاهم قبلا بدلا من الوصول إلى أسوأ شئ وهو الطلاق؟
إذا كانَ هناكَ ثلاثةَ زوجاتِ فلماذا يجبُ أنْ تخدمَ الأمُ ابنتها لوحدها ؟ أينَ كنَ هؤلاءِ الزوجاتِ طوالَ الفترةِ السابقةِ ؟ وأليسْ منْ الظلمِ أنْ نتركَ خدمةُ الأمِ في رقبةِ ابنتها وهيَ المسؤولةُ عنْ بيتٍ وزوجٍ دونَ مساعدةٍ لا منْ الأبناءِ ولا منْ زوجاتهمْ ؟
هلْ يوجدُ لهولاءْ الأشقاءِ أبناء ؟ ماذا سيحدثُ لهمْ بعدَ الطلاقِ ؟ وهلْ كانَ ردُ فعلِ الأشقاءِ صحيحٌ . ؟
إذا كانَ فقهياءْ ليسَ على زوجةِ الابنِ خدمةِ حماتها . . . فمنْ المسؤولِ ؟
أسئلة كثيرة بلا إجابة..
وأنت ماذا رأيك عزيزي القارئ؟
هل توافق علي ما فعله الأبناء؟