شهد العالم خلال الفترة الأخيرة حوادث طبيعية غير مألوفة، بعضها مثير للتساؤلات، والبعض الآخر قوبل بمزيج من التفسير العلمي والتأويل الشعبي.
من بين هذه الظواهر، أثارت حادثة العثور على سمكة المجداف، المعروفة بـ”سمكة يوم القيامة”، نافقة على شاطئ جراندفيو في كاليفورنيا، اهتمامًا واسعًا حول العالم، يرافقها ظواهر أخرى مثل صراخ الحوت الأزرق، وثوران نار غامضة في الصحراء، مما زاد من ربطها بمخاوف يوم القيامة والأساطير المتعلقة بها.
وعثر على سمكة المجداف، التي يبلغ طولها 10 أقدام، من قبل معهد سكريبس لعلوم المحيطات، مما أثار دهشة العلماء والجمهور على حد سواء. تُعرف هذه السمكة النادرة بظهورها غير المعتاد قرب الشواطئ، وغالبا ما ترتبط بأساطير محلية تتحدث عن الزلازل أو الكوارث.
العلماء يؤكدون أن الظروف البيئية، مثل التغيرات المناخية وظواهر مثل “النينيو” و”النينيا”، تؤدي إلى ظهور هذه الأسماك بعيدا عن بيئتها الطبيعية. لكن ارتباطها بالكوارث الطبيعية في دول مثل اليابان وإندونيسيا خلال تسونامي وزلازل كبيرة أعاد إشعال النقاش حول دلالاتها.
صراخ الحوت الأزرق: إشاعة الخوف أم دعوة للبحث؟
في بداية عام 2024، انتشرت تقارير تفيد بسماع أصوات مرتفعة للحوت الأزرق في مناطق متعددة، مما أثار ذعرا واسعا بين الناس. الحوت الأزرق، الذي يعتبر من أكبر الكائنات البحرية، يصدر أصواتا بترددات منخفضة لا يستطيع الإنسان سماعها إلا بأدوات متخصصة. لكن الأصوات المرتفعة التي سُجلت أدت إلى تأويلات شعبية ربطتها باقتراب يوم القيامة.
وزارة البيئة المصرية سارعت لنفي هذه الشائعات، مؤكدة أن الصوت طبيعي ولا علاقة له بأي كارثة وشيكة. أشارت أيضًا إلى أن التلوث البيئي والتغيرات المناخية قد تؤثر على سلوك الكائنات البحرية، مما يجعل الظواهر غير المعتادة أكثر شيوعًا.
النيران الغامضة في الصحراء.. ظاهرة جيولوجية أم علامة؟
فيما ظهر فيديو يظهر نيرانا متطايرة من حفرة في الرمال في إحدى الصحارى العربية، مما أثار تساؤلات حول ارتباطها بآخر الساعة. بعض الخبراء أوضحوا أن هذه الظاهرة قد تكون نتيجة تسرب الغاز الطبيعي أو نشاط جيولوجي محدود.
وعلى الرغم من محاولات التفسير العلمي، استدعى البعض حديث النبي محمد (ﷺ) عن “نار الحجاز” كإشارة لعلامة من علامات الساعة. ومع ذلك، أكد متخصصون أن النيران التي ظهرت في الماضي، وُصفت في سجلات تاريخية مثل نار المدينة في القرن السابع الهجري، تختلف تمامًا عن ما يُشاهد حاليًا.
الاستعداد ليوم القيامة لم يعد مجرد هواية للأثرياء، بل أصبح اتجاها واسع الانتشار بين الأمريكيين العاديين، الذين أنفقوا نحو 11 مليار دولار على أدوات البقاء في الفترة بين أبريل 2022 وأبريل 2023. ورغم أن حوالي ثلث الأمريكيين يعترفون بالتحضير للكوارث، فإن قلة منهم تمتلك الموارد التي تسمح للأثرياء بإنشاء ملاجئ فائقة الفخامة.
يتجه الأثرياء لبناء مجمعات تحت الأرض، وجزر خاصة، وشقق مخصصة للنخبة فقط. على سبيل المثال، أنفق مارك زوكربيرج 100 مليون دولار لبناء ملجأ مدفون في مزرعته بهاواي مزود بإمدادات خاصة، بينما اشترى الملياردير فرانك فاندرسلوت مزرعة مجاورة بقيمة 51 مليون دولار. أما سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة OpenAI، فكان لديه ترتيب مع بيتر ثيل، المؤسس المشارك لشركة PayPal، للاختباء في عقار الأخير في نيوزيلندا.
نيوزيلندا كملاذ مثالي
يعتبر جمال نيوزيلندا وبعدها الجغرافي خيارًا مفضلًا للأثرياء الباحثين عن ملاذ آمن. ومع ذلك، واجهت بعض مشاريع بناء المخابئ هناك معارضة، مثل مخطط بيتر ثيل الذي أوقف بسبب تأثيره السلبي على المناظر الطبيعية التاريخية.
قلق متزايد بشأن الأزمات
تشير المخاوف العالمية إلى عوامل متعددة تشمل الحروب، تغيّر المناخ، والأوبئة. زادت هذه المخاوف مع الحرب في أوكرانيا وتهديدات نووية روسية، إضافة إلى النزاعات في الشرق الأوسط. ساعة يوم القيامة، التي تشير إلى قرب الكوارث، تم ضبطها على 90 ثانية قبل منتصف الليل في عام 2023.
استثمارات الشباب والأثرياء
جيل Z، المولود بعد 1997، أبدى اهتمامًا كبيرًا بالاستعداد، حيث أشار 40% منهم إلى إنفاقهم على إمدادات الكوارث. في المقابل، استثمر الأثرياء في الجزر الخاصة والمخابئ المتطورة، بالإضافة إلى برامج الإقامة الذهبية للحصول على جنسيات بديلة.
وظهرت شركات لتلبية الطلب المتزايد، مثل Rising S التي تبني مخابئ في نيوزيلندا، وشركة Survival Condo التي تحول صوامع الصواريخ الأمريكية المهجورة إلى مجمعات تحت الأرض، وOppidum التي تقدم مخابئ فائقة الفخامة.
ويبقى الحديث عن علامات الساعة والظواهر غير المألوفة مزيجًا من الواقع والعقيدة والأساطير. وبينما تثير هذه الظواهر خوفًا وتساؤلات، فإن التعامل معها بوعي علمي وروحانية متوازنة يساعد على تهدئة المخاوف، مع تعزيز الفهم العلمي للعالم من حولنا.