التقرير الذي شارك في إعداده أكثر من 60 عالمًا متخصصًا في المناخ، ونُشر في يونيو الماضي، دق ناقوس الخطر مؤكدًا أن “ميزانية الكربون” المتاحة للحفاظ على درجة حرارة الأرض دون عتبة الاحترار الحرج، أوشكت على النفاد، إذا استمرت الانبعاثات بنفس وتيرتها الحالية.
وحذّر العلماء من أن تجاوز ارتفاع الحرارة العالمي عتبة الـ1.5 درجة مئوية سيُدخل الكوكب في سيناريو كارثي، مع خطر دائم على النظم البيئية وحياة البشر، خصوصًا في الدول الجُزرية والنامية.
لكنهم في الوقت نفسه يطرحون تساؤلًا مفتوحًا: هل ما زال هناك مجال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
بحسب ما أورده موقع “لايف ساينس” العلمي، فإن تجاوز الحد الحرج لا يعني نهاية حتمية، إذ يرى الخبراء أن هناك تقنيات وإجراءات يمكن أن تسهم تدريجيًا في خفض درجات الحرارة، إذا نجحنا في تقليص الانبعاثات فورًا.
ويؤكد مايكل مان، أحد أبرز علماء المناخ ومدير مركز العلوم والاستدامة والإعلام بجامعة بنسلفانيا، أن تقليص الانبعاثات الآن هو الخيار الأرخص والأكثر جدوى، مقارنة بمحاولة عكس تأثيرات الاحترار لاحقًا. ويضيف: “كل عُشر من الدرجة نمنعه الآن، يُحدث فارقًا هائلًا في المستقبل”.
وبحسب التقرير، لم يتبقَّ أمام البشرية سوى 143 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون يمكن إطلاقها، قبل تجاوز الحد الذي نصت عليه اتفاقية باريس للمناخ، والتي تسعى 195 دولة من خلالها إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة.
وفي المقابل، يُصدر البشر حاليًا نحو 46 مليار طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يجعل نافذة الفرصة تتقلص سريعًا، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وتشير بيانات التقرير إلى أن حرارة الأرض ارتفعت بالفعل بمقدار 1.2 درجة مئوية منذ عصر ما قبل الصناعة، بفعل النشاط البشري.
ومع ارتفاع حرارة المحيطات، التي ستُطلق بدورها حرارة كامنة خلال العقود المقبلة، يُتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع بنحو نصف درجة إضافية، حتى مع وقف الانبعاثات فورًا.
وفي هذا السياق، تؤكد كيرستن زيكفيلد، أستاذة علوم المناخ بجامعة سيمون فريزر الكندية، أن تخطي حاجز الـ1.5 درجة مئوية سيجعل الاحتباس الحراري خطرًا مباشرًا وغير آمن على سكان الدول النامية والدول الجُزرية، الذين يفتقرون إلى البنية التحتية والموارد الكافية للتكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة.