كتب _ عبدالرحمن شاهين
تعدد الزوجات، أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن الشرع كرم المرأة بزواج زوجها من آخريات، مشيرًا إلى أن الشرع كرم المرأة بتعدد الزوجات.
تعدد الزوجات فيه تكريم للمرأة
وقال الدكتور علي جمة إن تعدد الزوجات نظام أشاد به العديد من المفكرين في الغرب، ومنهم شوبنهور، الذي أكد أن “قوانين الزواج في أوروبا فاسدة، فقد جعلتنا نقتصر على زوجة واحدة فأفقدتنا نصف حقوقنا”.
وكتب الدكتور علي جمعة عن نظام تعدّد الزوجات، مؤكدًا أنه “كان شائعًا قبل الإسلام بين العرب، وكذلك بين اليهود والفرس، والتاريخ يحدّثنا عن الملوك والسلاطين بأنّهم كانوا يبنون بيوتًا كبيرة تسع أحيانًا أكثر من ألف شخص، لسكن نسائهم من الجواري، وفى بعض الأحيان يقومون بتقديمهن كهدايا إلى ملوك آخرين، ويأتون بنساء جديدات”.
الغرب يحارب تعدد الزوجات ويبيح الخليلات
وهاجم علي جمعة من ينتقدون نظام تعدد الزوجات فقال: “الغريب أن الذين يحاربون نظام الإسلام في السماح للرجل بالزواج مرة أخرى في ظروف معينة يعانون من تفكك أسرى، وانتشار الفاحشة، وإباحة تعدد الخليلات «العشيقات» بلا عدد ولا حد”.
وأضاف علي جمعة أن “الخليلة لا تتمتع بحقوق الزوجة، إضافة إلى ما يترتب على الأمر من خيانة الزوجة، وإسقاط حقوقها، ناهيك عن عدم الاعتراف بتلك الخليلة وبأولادها”، مؤكدًا أن ذلك النظام مغاير عن نظام تعدد الزوجات، قائلًا: “إن الخليلة وحدها التي تتحمل ثمن أجرة الإجهاض، أو تعيش غير متزوجة «الأم العازبة»، لترعى طفلها غير الشرعي”.
واستعان جمعة بنظريات عدد من مفكري الغرب عن نظام تعدد الزوجات فقال: “قد أيد العديد من المفكرين من الحضارات الأخرى إباحة الإسلام لتعدد الزوجات تحت الشروط السابق ذكرها، فيقول الفيلسوف الألماني الشهير «شوبنهور» في هذا الشأن: «إن قوانين الزواج في أوروبا فاسدة المبنى، بمساواتها المرأة بالرجل، فقد جعلتنا نقتصر على زوجة واحدة فأفقدتنا نصف حقوقنا، وضاعفت علينا واجباتنا».
شوبنهور يشيد بتعدد الزوجات
واستطرد جمعة قائلًا: “قال شوبنهور أيضًا: «ولا تعدم امرأة من الأمم التي تجيز تعدد الزوجات زوجا يتكفل بشؤونها، والمتزوجات عندنا قليل، وغيرهن لا يحصين عددًا، تَرَاهُن بغير كفيل: بين بكر من الطبقات العليا قد شاخت وهى هائمة متحسرة، ومخلوقات ضعيفة من الطبقات السفلى، يتجشمن الصعاب، ويتحملن مشاق الأعمال، وربما ابتذلن فيعشن تعيسات متلبسات بالخزي والعار”.
وتابع شوبنهور حديثه عن تعدد الزوجات فقال “إنه في مدينة لندن وحدها ثمانون ألف بنت عمومية، سُفك دم شرفهن على مذبح الزواج، ضحية الاقتصار على زوجة واحدة، ونتيجة تعنت السيدة الأوروبية، وما تدعيه لنفسها من الأباطيل، أما آن لنا أن نعد بعد ذلك تعدد الزوجات حقيقة لنوع النساء بأسره”.
كما استعان علي جمعة برأي إني بيزانت، زعيمة الصوفية العالمية، التي قالت في كتابها «الأديان المنتشرة في الهند” عن تعدد الزوجات: “ومتى وزنَّا الأمور بقسطاس العدل المستقيم، ظهر لنا أن تعدد الزوجات الإسلامي الذي يحفظ ويحمى ويغذى ويكسو النساء، أرجح وزنًا من البغاء الغربي الذي يسمح بأن يتخذ الرجل امرأة لمحض إشباع شهواته، ثم يقذف بها إلى الشارع متى قضى منها أوطاره”.
أما جوستاف لوبون فكان له رأي في تعدد الزوجات حيث قال: “إن نظام تعدد الزوجات نظام حسن يرفع المستوى الأخلاقي في الأمم التي تمارسه، ويزيد الأسر ارتباطًا، ويمنح المرأة احترامًا وسعادة لا تجدهما في أوروبا”
الشرع إباح الزواج من أكثر من واحدة
وعن أهمية نظام تعدد الزوجات قال الدكتور علي جمعة: “نظام تعدد الزوجات أو إباحة التزوج بأكثر من واحدة، تحقيقًا لمقاصد الشريعة التي نص عليها الشرع الإسلامي، ليس منقوضًا عند معظم المفكرين، وقد رأينا شهادة بعضهم، بل هو في حقيقته تكريم للمرأة؛ لأن الإنسان لابد أن تكون نظرته متكاملة، فقصر النظر على المرأة التي يتزوج الرجل عليها ليس إنصافًا”
واختتم جمعة حديثه قائلًا: “إن التي سوف يتزوجها الرجل هي امرأة كذلك، وكرَّمها الشرع بأن سمح للرجل بأن يتزوج منها لعلاج ما يعانيه المجتمع من مشكلات اجتماعية واقتصادية، بنظام تعدد الزوجات، نسأل الله أن يبصرنا بأمور ديننا ودنيانا، والله من وراء القصد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.