كتب _ عبدالرحمن شاهين
- تقديم مؤلفات عبدالوهاب والطويل وشنودة والأطرش والظاهرى
- المايسترو نادر عباسى: برنامج متنوع يضم أعمالا عالمية ومصرية تليق بالحدث
- السوبرانو فاطمة السعيد: أشعر بالفخر لكونى أول فنانة تقوم بالغناء فى هذا الصرح
غدا تكون مصر على موعد مع حدث عالمى جديد، وهو أول حفل غنائى يقام داخل المتحف الكبير، الذى يترقب العالم افتتاحه قريبا، فى أول رسالة إلى العالم، من قلب هذا البناء الأضخم فى العالم من حيث عدد الآثار الموجودة بداخله إلى جانب البانورما المدهشة التى يضمها المكان وهى وجود أهرامات الجيزة فى الخلفية، لنكون بذلك أمام أهم متحف أثرى على مستوى العالم، لذلك أعد حفل غنائى يليق بالحدث، نجمته هى المغنية المصرية العالمية فاطمة سعيد، وقيادة المايسترو نادر عباسى، الذى أصبح المتخصص فى الافتتاحيات الضخمة المرتبطة بأهم المناسبات فى مصر، سبق له قيادة الأوركسترا فى حفل نقل المومياوات، ثم شارك فى افتتاح طريق الكباش بالأقصر، وكلا المناسبتين حظى باهتمام عالمى غير مسبوق، كرسالة للعالم من مصر، الحضارة، بأن لدينا جزءا هاما من تاريخ البشرية، ولدينا الموسيقى الغناء والأفراد التى يمكنها أن تستكمل الصورة الجميلة التى تركها الأجداد.
فى البداية تحدثت إلى المايسترو نادر عباسى الذى أكد لـ«الشروق»: كنت حريصا بما أن المتحف هدية من مصر للعالم أجمع أن يكون اختيار البرنامج متنوعا من أعمال عالمية كلاسيكية وأعمال شرقية ومصرية تتميز بأسلوب أوركسترالى أكاديمى يليق بالحدث واختيار مؤلفين من أجيال مختلفة، وكذلك أعمال عالمية، فى الأعمال المصرية سوف أقوم بتقديم مؤلفات لمحمد عبدالوهاب وكمال الطويل وهانى شنودة وفريد الأطرش وفؤاد الظاهرى ونجيب حنكش، ومحمد سعد باشا من الجيل الأكاديمى المعاصر.
ويتضمن البرنامج بجانب الأعمال الشرقية والمصرية الموزعة خصيصا لأوركسترا كبير مثل أوركسترا الاتحاد الفيلهارمونى وهو الأوركسترا الذى قام بالعزف فى الحدث التاريخى لنقل المومياوات الملكية، أعمال لمؤلفين آخرين من إيطاليا، فرنسا، إنجلترا، إسبانيا، أمريكا، روسيا، الدنمارك، حتى يكون الحفل بمثابة بانورما عالمية تضم كل الألوان الموسيقية والغنائية، الحفل بمصاحبة أوركسترا الاتحاد.
فى نفس السياق استعدت السوبرانو المصرية فاطمة السعيد للتعاون مع المايسترو نادر عباسى لإحياء هذا الحفل الجماهيرى الضخم الذى يعد الأول من نوعه.
وقالت فاطمة السعيد: «أشعر بالفخر والامتنان لكونى أول فنانة على الإطلاق تقوم بالغناء فى المتحف المصرى الكبير، وأتمنى أن تكون هذه بداية للعديد من الفعاليات الثقافية والموسيقية التى تقام فى هذا المكان الجميل، وأتطلع دائما إلى العمل مع المايسترو نادر عباسى، قائد الأوركسترا الذى أستمتع حقًا بالعمل معه وآمل أن نقدم الكثير من البهجة لجمهورنا الحبيب فى الحفل، والذى يأتى فى إطار التعاون الفنى المتكرر بينى وبين المايسترو نادر عباسى وأوركسترا الاتحاد الفلهارمونى، بهدف تقديم أرقى أنواع الفنون العالمية، التى تساهم فى الارتقاء بالذوق العام، والتى تحظى باهتمام الجمهور المتذوق للفن من المصريين والأجانب، ويتماشى الحفل الأول من نوعه مع نهج المتحف المصرى الكبير فى دعم التراث الثقافى وإلقاء الضوء على الأنشطة الثقافية والفعاليات الفنية المختلفة، وأن يصبح منصة تجمع بين التاريخ والتراث والفنون والترفيه، مما يساهم فى تعزيز السياحة الثقافية فى مصر.
لماذا فاطمة سعيد فى هذا الحدث المهم؟ هذا السؤال تردد على لسان الكثيرين.. والإجابة تكمن فى إبداعها الفريد من نوعه، فهى حصلت على جائزة «أوبوس كلاسيك»، إحدى أرفع الجوائز فى مجال الموسيقى الكلاسيكية بألمانيا، وذلك عن فئة أفضل فنانة شابة لعام 2021.
ونشرت السفارة الألمانية بالقاهرة عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»، صورة حصول فاطمة سعيد على الجائزة، كنوع من الاحتفال بها فى حينها، مصحوبة بتعليق: «احتفلت ألمانيا فى أكبر مسارح برلين بحصول السوبرانو المصرية العالمية فاطمة سعيد، وهى خريجة مدرسة سان شارل بورومى الألمانية بالقاهرة، على جائزة (أوبوس كلاسيك) لأول ألبوم قامت بتسجيله، وتعتبر هذه الجائزة من أرفع الجوائز فى مجال الموسيقى الكلاسيكية بألمانيا».
«فاطمة سعيد درست الموسيقى الكلاسيكية والغناء الأوبرالى فى ألمانيا وحصلت على الماجستير ودراساتها العليا فى أكبر معاهد برلين.
ولدت فاطمة سعيد فى القاهرة عام 1991، وفى سن الرابعة عشرة، تلقت أول درس غناء لها فى الاستوديو الصوتى للدكتور نيفين علوبة فى دار أوبرا القاهرة، وسرعان ما أدركت عائلتها ومدرسيها موهبتها، وشجعها مدرسيها على مواصلة دراستها فى الخارج، وتم قبولها فى مدرسة هانز إيسلر للموسيقى فى برلين، خلال فترة وجودها هناك، فازت بجائزة منحة التميز للوحدة الرابعة وجائزة ستارت آب ميوزيك لعام 2013 لمدرسة الموسيقى.
وبعد حصولها على شهادة البكالوريوس فى الموسيقى من مدرسة هانز إيسلر للموسيقى فى عام 2013؛ حصلت على منحة دراسية للدراسة فى أكاديمية ديل تياترو آلا سكالا فى ميلانو، وأصبحت أول سوبرانو مصرية تغنى على هذا المسرح العريق.
وخلال سنوات دراستها وعلى مدار حياتها المهنية، فازت فاطمة سعيد بالعديد من مسابقات الأوبرا الدولية، منها مسابقة فيرونيكا دون الدولية للغناء فى دبلن، ومسابقة ليلى جينسر الدولية للأوبرا فى إسطنبول، الجائزة الكبرى فى مسابقة جوليو بيروتى الدولية للأوبرا الأولى باللغة الألمانية، وكذلك حصلت على الجائزة الأولى فى المسابقة السنوية للموسيقيين الشباب التى تعقد فى ألمانيا.
بالإضافة إلى غنائها على مسرح لاسكالا فى ميلانو؛ غنت فاطمة سعيد باكبر دور الاوبرا العالمية، منها قاعة ألبرت هول الملكية بلندن ودار أوبرا سيدنى باريس. وشاركت فى اهم المهرجانات العالمية، فى نابولى وليبزيج وبرلين والقاهرة ومسقط وبون ومهرجانات فى إسبانيا وتورينو وبودروم.
مثلت فاطمة سعيد مصر فى يوم حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة فى جنيف، وغنت إلى جانب خوان دييجو فلوريز، حيث غنت من أجل حق الأطفال فى التعليم والكرامة من خلال الموسيقى.
وفى عام 2016، حصلت فاطمة سعيد على جائزة فخرية من المجلس القومى للمرأة فى مصر، وأصبحت أول مغنية للأوبرا تحصل على جائزة الإبداع للدولة عن إنجازها الفنى المتميز على المستوى الدولى.
وطرحت فاطمة سعيد أول ألبوماتها «النور» وتعتبره ساهم فى نشر الأغانى المصرية والعربية فى عدد كبير من دول العالم، حيث صدر بـ 3 لغات هى «العربية والفرنسية والإسبانية»، مشيرة إلى أن كل أغنية من أغانى الألبوم تتميز بلون خاص فى الأداء والموسيقى التوزيع، وتتحدث فاطمة بـ 6 لغات، الألمانية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية، والإسبانية وهو ما أتاح لها الغناء بتلك اللغات بشكل جيد.
وإلى جانب عشقها للغناء الأوبرالى فهى تعشق الغناء بالعربية، وحاولت أن تمزج بين الأوبرا والأغانى العربية، كنوع من تقريب الثقافات وهو نوع مطلوب خارج مصر كثيرا.
وترى مغنية الأوبرا أن الموسيقى لغة منفصلة لأنها تخرج من القلب تصل للقلب بدون فهم الكلمات حتى لو كانت كلمات الأغنية بلغة مختلفة عن اللغة التى يعرفها الجميع.
منتصف العام الماضى طرحت أغنية من كلمات تامر حسين، تتحدث عن الأمل، وهى كتبت على لحن لأغنية أرجنتينية.
كل تلك الأسباب جعلت من فاطمة سعيد المرشحة الأولى للغناء فى أول حفل بالمتحف الكبير الشاهد على عظمة قدماء المصريين.