بقلم: زكريا كرش

أنا وهم.. صرنا غرباء في وطني ولكن لماذا ؟!
مالذي يحدث في بلدي اليمن الحبيب؟
وإلى أين وصل بنا هذا الحال؟!

مؤلم جدََا عندما تتهرب في وطنك، وإذا تم إيقافك تختلق ألف عذر لكي تثبت براءتك مما أدعون به.. عليك رغم أن ما أتهموك به لا ترتبط به بأي شكل من الأشكال، وأنت بريئ من إفترائهم عليك.

ذنبك أنك تعيش في اليمن، ومن اليمن، وفي مكان تسيطر عليه جماعة تعادي الطرف الآخر.
فبمجرد أن تفكر بالتنقل الى محافظة اخرى داخل اليمن لطلب الرزق، والعيش او للسفر إلى دولة مجاورة للعلاج أو لغيره تفكر مباشرة بإيجاد طريقة، للتهرب لكي تصل إلى مبتغاك رغم أنه من حقك الذهاب، وعمل ما شأت.

لكن في وطني الأمر عجيب تتهرب فيه، والسفر من منطقة الى منطقة أخرى أشبه بالغربة، وأفلام الأكشن، والرعب، ولكن بطريقة حقيقية.
ليتها كانت غربة تستحق كل هذا العناء، ولكنها غربة عوجاء مليئة بالمخاطر، والخوف لا تسمن ولا تغني من جوع، وليتك كنت البطل الحقيقي لهذا الفلم لكي تعتلي المنصة في النهاية، وتكون أنت الرابح ولا أحد سواك.

“للأسف” في وطني البطل يقتل في النهاية، لأن دوره محدود وبطولته مزيفة فقط أستخدم لتحقيق أهداف غيره فلا بطولة حقيقية ولا مكسب له سوى الموت.
ستعود لعشيرتك جثة هامدة، وهنا تكون قد أنتهت مهمتك، وحان الوقت للبحث عن بطل جديد يستخدمونه في حربهم العبثية.

في وطني توزع الأدوار والبطولات ولكل دور مقام أنت كمواطن عادي سيكون دورك محدود وبطولتك مزيفة لها صلاحية وستنتهي بإنتهائك فأنت في كل الأمور ستموت اما بجبهات القتال أو برصاصة طائشة أو ستموت من الجوع.
المواطن العادي هو غني عن دور البطولة المزيفة التي فرضت عليه، ولكن هذا ليس بيده فقد تم إختياره بطلََا للفلم غصبََا عنه ما هو إلا سلم يتسلقون عليه للوصول إلى أهدافهم اللعينة.

كم أنت مجرم أيها المخرج فلا توجد فيك ذرة من الرحمة او الإنسانية.
وضعك المزري، وتدهور الأوضاع في البلد يجبرك على البحث عن لقمة العيش، ولو كلفك ذلك حياتك كنت مقاتل مع أي طرف.. او باحث عن مسكن فأنت في وطنك غريب.
مؤلم جدََا عندما يتم إنزالك من أي مركبة كانت بحجة الإشتباه بك أو أنك من منطقة ليست تابعة لهم، هنا يتم التحقيق معك حتى يتم تلفيق التهمة عليك رغم براءتك.
وهنا بات عليك أن أمكن دفع مبلغ خيالي لكي تشتري براءتك من مجرمين هذا العصر وخونة الأوطان!
او يتم زجعك بالسجن، وتصبح من المنسيين فأنت في وطنك غريب.

في وطني تدفع المال لكي تعيش !!
في وطني تحكمك مليشيات لا تعرف ماذا تعني الحرية، والإنسانية، ماذا يعني النظام والقانون !!
في وطني يجب عليك تأيديهم أو ستكون في نظرهم عدوهم !!
في وطني واجب عليك تقديسهم أو ستكون في نظرهم متمرد !!
شعب بات لا حول له ولا قوة، والذنب أنه يعيش في اليمن، ومن اليمن.
شعب أصبح مثل قصير القامة يتعارك المتعالون حوله، والضحية هو، ولا أحد سواه، فكل شي سيقع على رأسه.

في وطني يتم سؤالك كأنك غريب لا تنتمي لتراب هذا الوطن !!
“من انت؟
” والى اين أنت ذاهب؟
“ولماذا أنت ذاهب؟
” وأين هي هويتك؟!
أسئلة مستفزة تجعلك تشعر بالإهانة.
أسئلة دكتاتورية تزرع في قلبك ألف ألم وقهر.
يسرح بك التفكير أنك لست في، وطنك، وإنما في جحيم تسيطر عليه الكلاب البشرية، والأكثر من هذا كله إن كانت إجابتك غير مقنعة لهم أو شعروا أنك أنزعجت من أسئلتهم يتم إدخالك ضمن قائمة المتمردين، ويتم التحقيق معك بكل أنواع الأساليب.
في ذلك الوقت تتمنى أنك لم تخلق، وأنك لم تكن من أبناء هذا الوطن الذي عبث به الأنذال، تتمنى لو أنك قنبلة موقوتة تضعط زرها، وتنهي حياتك أنت وكل من معك لكي تموت بشرف ولا تذل.

في وطني تتهم بالعمالة، والإرتزاق بمجرد قول كلمة حق !!
في وطني إذا لم يكن لديك وجاهة، وسلطة أو لست من أهل النسب الرفيع فأنت منفي من المجتمع !!
في وطني مسلمين بلا إسلام !!
في وطني..
في وطني. !!

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني