حنان عبد الهادي شارك
صيام شهر رمضان في سبتمبر، يشهد العالم الإسلامي اليوم جدلًا واسعًا عن شهر رمضان، الذي أكد البعض أنه بدأ بالفعل يوم 17 سبتمبر، وأن على المسلمين صيام شهر رمضان في شهر سبتمبر من كل عام، زاعمين أن فتوحات وغزوات رسول الله التي كانت في شهر رمضان، كانت توافق شهر سبتمبر في التقويم الشمسي.
صيام شهر رمضان في سبتمبر يثير الجدل
أثار صيام شهر رمضان في سبتمبر ردود أفعال كثيرة بين المُصدق للأمر، وبين الرافضين له، مؤكدين أن شهر رمضان من الأشهر القمرية، التي لا تأتي في موعد ثابت، وصيامه يكون برؤية الهلال، بحسب نتيجة الأشهر القمرية.
Advertisements
بداية الجدل الواسع عن شهر سبتمبر وصيام رمضان حدثت عندما زعم بعض الفلكيين أن شهر رمضان بدأ يوم 17 سبتمبر، وأن شهر سبتمبر هو شهر رمضان بالتوقيت الحقيقي، مدعين أن الأشهر الحرم ثابتة منذ أن خلق الله الخلق، فهناك أشهر الشتاء التى بها التكاثر. متسائلين “كيف يأتى ربيع أول وثاني في الصيف؟ وكيف تتغير ليلة القدر كل عام؟”
وعلق صابر عبد المعبود قائلًا: “المتمسكون بنظرية شهر سبتمبر هو شهر رمضان يقولون إن شهر رمضان يأتي من الرمض، أي بعد زوال الحر الشديد في فصل الصيف، هنا يكون الاعتدال في الأرض كلها هنا تتساوى ساعات الصيام 12 ساعة في شهر سبتمبر، وهنا تثبت ليلة القدر والاشهر الحرم، ويتم تقويم التاريخ الميلادي والقمري بالشهر الحرام كل ثلاث سنوات وليس كل عام، لأن الفارق بين القمرى والشمسي 11 يومًا…”
السبت الماضي كان أول شهر رمضان
ورد وائل النور فقال: “يوم السبت الماضي كان موعد شهر رمضان الفضيل، شهر رمضان الكريم في 16 سبتمبر 2023، فرض عين صيامه على كل من وصله بلاغ التصحيح لشهر رمضان الفضيل، هل أنتم جاهزون مستعدون للصيام والقيام والفدية، هل أبلغتم أهلكم بموعد رمضان”.
وتساءل الدكتور محمود زهران قائلًا: “هل نصوم شهر رمضان في ميعاده الأصلي؟ نحن الان بفصل الصيف وباقي أيام قليلة على فصل الخريف، وشهر الربيع في فصل الربيع لا يأتي إلا بالربيع، وسيدنا محمد، صل الله عليه وسلم، مولود في الربيع كما هو معلوم، وفصل الخريف سيبدأ في 23/ 9/ 2023 وذلك بعد فصل الصيف الذي نحن فيه الآن والذي لم ينته بعد!”
وقال الدكتور زهران: “رمضان يأتى ثابتا في بدايات فصل الخريف، ازاى هنحتفل بالربيع والمولد النبوى واحنا في الصيف، ولا حول ولا قوة الا بالله، طيب مين لعب في المعادلة والتوازنات الواضحة… مين فعل غير النسيئ…؟! مين لعب في العدادات؟! كيف نحتفل بميلاد النبي في الصيف؟!
صمت مطبق وحيرة وشك لموعد شهر رمضان
وتساءل زهران “هل يعقل أن يحتفل أحدهم المولود في شهر سبتمبر مثلا في شهر ديسمبر مثلا أو مولود في شهر نوفمبر يحتفل في يناير ؟!، وبالتالي فإننا حتي لو قمنا بقياس الفصول فمن ولد في الربيع يحتفل بميلاده في الربيع ومن ولد بالشتاء يحتفل بالشتاء، ونحن الأن لسنا في شهر ربيع ولا في فصل الربيع! ماهو النسيئ ان لم يكن كبس وتحريك الفصول والشهور؟”
وتابع الدكتور زهران “صمت مطبق وحيرة وقلق وشك، أدعو الله أن يهدينا جميعا لخير مايحب ويرضي، شهر رمضان في سبتمبر، انتم أحرار مع ربنا بقي أيتها الأمة المخطوفة”.
وعلقت حبيبة باسم قائلة: “لازم تكلم علماء الأزهر وتقنعهم احنا عايزين وعي هنصوم علي كلامك وهنفطر في رمضان الاصلي ولا الحل ايه”.
وردت علياء شيشاني قائلة: “ورمضان مربوط بالسنة القمرية وليس الشمسية. وهم ربطوها بالسنة الشمسية”.
فتنة رمضان في شهر سبتمبر
أما زهرة نيسان فقالت: ” كل ما اجي اقول لحد كدا يقولي يعني المليار وشويه من المسلمين كلهم غلط وانتي اللي صح او يقولوا دي فتنه واحنا في زمن الفتن”.
وقالت رحاب زايد: “يعني المفترض أن منذ أيام كان أول يوم من أيام رمضان الحقيقي”
ورد مصطفى علي قائلًا: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج”
وعلق عمار مهد فقال: ” شهر رمضان يكون في 15 سبتمبر 2023 على حسب تقويم الله عز وجل في القرآن الكريم وهو تقويم نبي الله آدم وإدريس ونوح وعيسى وموسى إلى خاتم النبيين محمد عليه وآله الصلاة والسلام.. وهو التقويم الأصلي قبل أن يقوم الحاكم الأموي معاوية بتغيره وجعله يلف الفصول فمرة يأتي رمضان بالصيف ومرة بالشتاء، لكن بفضل الله سبحانه تم تصحيح التقويم على يد الدكتور محمد الهاشمي بالقرآن الكريم فقط بعلم الرقيم ( كتاب مرقوم يشهده المقربون)”
هلال رمضان في 16 سبتمبر
وتابع عمار مهد قائلًا: “شهر رمضان الحق يتساوى فيه الليل والنهار في كل الأرض.. فلا يوجد دولة تصوم 18 ساعة ودولة تصوم فقط 6 ساعات وهذا هو العدل الرباني- لأنه لا ذنب لمسلم يعيش في فرنسا أو النرويج أو أستراليا أن يصوم ساعات أكثر ونسال الله ان يبلغنا رمضان، مثال من بعض الدول في رمضان الحق يوضح تساوي الليل والنهار في شهر رمضان الحقيقي”.
وعلق دكتور محمد شحرور على جدل شهر رمضان يأتي في سبتمبر من مل عام فقال: “رمضان الذي صامه النبي كان ثابت سبتمبر إلى أكتوبر (هذه السنة هو هلال 16 سبتمبر) وفيه استواء الليل والنهار على الكرة الأرضية، وكان هناك اعتماد على شهر النسيء وهو شهر التعديل بين الاشهر القمرية والاشهر الشمسية، وكانت قريش تعمل بشهر النسيء بالطريقة الخطأ ليتجنبو الاشهر الحرم فجاء القرآن وقال ان هذا النسيء الذي تعمل به قريش هو زيادة في الكفر”
عمر ابن الخطاب اعتبر النسيء زيادة في الكفر
وتابع د. شحرور قائلًا: “جاء عمر بن الخطاب واعتبر النسيء زيادة في الكفر على جميع الأشهر بما في ذلك شهر رمضان فألغى النسيء فأصبح شهر رمضان متجول على مدار السنة، والخلاصة: نحن نصوم رمضان عمر بن الخطاب وليس رمضان النبي، وتم العبث بالتقويم وجعله غير ثابت وألغى النسيء واعتبره زيادة في الكفر.”
وقال شحرور “النتيجة نفطر في رمضان الحقيقي ونصوم في رمضان الغلط. ألم تلاحظ نحتفل بميلاد المسيح في يوم معروف وثابت في السنة بينما نحتفل بميلاد محمد في يوم يختلف عن اليوم في السنة الماضية، ميلاده متجول عبر الأيام والسنوات، هذا أيضا نتيجة عبث بالتقويم: ميلاد النبي غلط، رمضان غلط الحج غلط وهكذا. على فكرة وهذه تؤكد ما أقول، فترة تكاثر الحيوانات البرية في الشتاء وفي القرآن حرم الله الصيد في هذه الفترة وهذه الفترة مقترنة بمناسك الحج. الحج دائما في الشتاء يعني شهرين بعد رمضان سبتمبر.”
وعلقت رغد رغد قائلة: “من أين أتيت بها لعله في صحيح الشحرور”.
ورد طارق أحمد فقال: “ابحثي في غزوات الرسول التي صادفت شهر رمضان وما يقابلها في التأريخ الإفرنجي، عندها ستصدمين!”
وقال محمد سالم: ” كلام مقنع. وفعلا السنة الميلادية طبقا لدورة الأرض حول الشمس 365.25. وبيتم كبسها كل اربع سنوات بيوم كامل لتكون 366 يوم وتسمى السنه الكبيسة. فى التقويم الهجرى وطبقا لحركة القمر كان بيتم كبس ثلاث سنوات بشهر النسيئ ليتطابق مع فصول السنة بالكامل.”
صيام رمضان جاء بالتواتر
أما وردة أحمد فعلقت قائلة: ” رمضان على كيفكم نهار قصير ولا حر ولا برد ولا فيه معاناة صائم الصقوا بالرسول افكاركم ستحاسبون على كل كلمة أمام الله تعالى”
ورد فيصل إبراهيم فقال: “الصيام جاء بالتواتر فلا تغيير فيها، وكذلك الصلاة”
وقال علي المالكي: ” قال تعالى:يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وقال صلى الله عليه وسلم:صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته”
الدكتور حسني أحمد علي المتعافي “يحتفل المسلمون هذه الأيام بحلول شهر رمضان، وفق التقويم الهجري القمري الشمسي، حيث يبدأ الشهر المبارك عادة كل عام خلال أواخر أغسطس أو خلال سبتمبر.
وتابع قائلًا: “بطبيعة الحال أغلب المسلمين يتبعون التقويم الهجري القمري منذ عصر الخليفة عمر بن الخطاب، قبله كان المسلمون يتبعون تقويما قمريا لكنه ثابت، رغم عموم استخدام العرب للتقويم القمري قبل الإسلام بقرون، لكن أسماء أشهره وترتيبها تعددت حسب ما رأته كل قبيلة، قبل أن يتم ترتيبها والإتفاق عليها قبل الإسلام.”
وأضاف “التقويم الهجري القمري تم وضعه في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، في السنة العاشرة للهجرة (622 ميلادية تقريبًا)، وقد تم اعتماده كنظام رسمي للتقويم في الدولة الإسلامية في ذلك الوقت، والسنة الهجرية المعمول بها منذ التعديل الأول عليها نجد الشهور غير ثابتة، كما أن السنة الهجرية التي تعد أقصر من السنة الشمسية قد وصلت الآن إلى 1445 بينما حسب السنة الهجرية القمرية الشمسية تشير إلى أننا في عام 1402 حاليًا.”
صيام رمضان بالتقويم القمري الشمسي
وذكر الفلكيون المتمسكون بنظرية أن شهر رمضان يأتي في سبتمبر أن الفجوة الزمنية بين السنة الهجرية والسنة الشمسية تعتمد على الاختلاف في طول السنة بين النظامين، السنة الهجرية تستند إلى الدورة القمرية وتستمر لمدة 354-355 يومًا، لكن السنة الشمسية تستند إلى الدورة الشمسية وتستمر لمدة 365 يومًا.
وزعم أصحاب هذه النظرية أنه حسب التقويم الهجري الشمسي القمري فإن رمضان الحقيقي عادة ما يكون في شهر سبتمبر من 16 سبتمبر إلى 16 أكتوبر، حسب نظام تقويم يستخدم في العالم الإسلامي لتحديد الأشهر والسنوات، يعتمد هذا التقويم على حركة القمر والشمس، حيث يعتبر القمر لتحديد بداية الشهور والشمس لتحديد مدة السنة.