أثار فيديو لطبيب نساء وتوليد يرقص على أنغام «مهرجان شعبي»، بجوار أم وضعت مولودها، حالة من الجدل والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.

أظهر الفيديو، الطبيب وهو يجلس على ترولي بجوار الأم، واضعًا الطفل أمامه، ثم بدأ في أداء حركات راقصة أمام الكاميرا، في مشهد كأنه يحاول الترويج لنفسه وتصدره للتريند؟.

ظهور الأب يرقص بجوار الطبيب

كانت المفاجأة ظهور الأب إلى جوار الطبيب حاملاً الرضيع ومشاركًا في الرقصة، وقد بدت على وجهه علامات فرحة غير عادية، فيما كان الطبيب يرتدي نظارة شمسية ويتمايل بطريقة وُصفت بأنها مثيرة وغير لائقة، واعتبر كثيرون المشهد سقوطًا أخلاقيًا، ووجهوا سيلًا من الانتقادات للطبيب ولما وصلت إليه صورة مهنة الطب.

نقابة الأطباء تحقق في الواقعة

أعلنت نقابة الأطباء، استدعاء أحد الأطباء المتخصصين في أمراض النساء والتوليد للتحقيق أمام لجنة آداب المهنة بالنقابة، على خلفية مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي اعتُبر مسيئًا للمهنة.

عدم التهاون في المساس بقدسية المهنة

أكدت النقابة العامة للأطباء، رفضها القاطع لمثل هذه السلوكيات، التي تتنافى مع قدسية مهنة الطب، ومع القيم الإنسانية والمهنية والأخلاقية التي تفرض احترام خصوصية المرضى وصون كرامتهم.

شددت النقابة، على أنها لن تتهاون في إتخاذ الإجراءات الرادعة بحق أي عضو يسيء للمهنة أو يخل بواجباتها، مؤكدة التزامها الكامل بحماية شرف المهنة والحفاظ على ثقة المجتمع في الأطباء ورسالتهم السامية.

غياب القيم الأخلاقية والتربوية

في سياق متصل، تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن المجتمع يمر حاليًا بأزمة انفلات أخلاقي وديني، وأصبح هناك خلل كبير في سلوك الأفراد نتيجة التنشئة والتعلق المرضي بمواقع التواصل الاجتماعي، والبحث عن الشهرة والأموال، حيث أن القيم التربوية والأخلاقية التي تربى عليها المجتمع المصري غابت بشكل كبير، وكانت وسائل الإعلام والدراما شريك أساسي للأسرة في نشر هذه القيم من خلال البرامج الدينية والاجتماعية وبرامج الأطفال التي تنمى المبادئ والسلوكيات التربوية السليمة.

تقليد السوشيال ميديا

طالبت «الدكتورة سامية»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، بضرورة استعادة القيم التربوية والأخلاقية، وخاصةً داخل الأسرة بتوفير الرعاية والاهتمام والتربية السليمة التي تساهم في إخراج طفل سوي نفسيًا واجتماعيًا، موضحة أن الدراما ووسائل الإعلام لهم دور أساسي في هذا الصدد، حيث أن الأعمال الدرامية والسوشيال ميديا خلال الفترة الماضية تحث على أعمال لا تتناسب مع قيمنا بشكل ملحوظ، بما يؤثر على المواطنين سلبًا، وتدفعهم للتقليد، فكانت الأفلام والمسلسلات والبرامج التليفزيونية قديمًا تساهم في نشر القيم والأخلاق والمبادئ، ولابد من عودتها لإخراج أجيال سوية بما يحافظ على أمن واستقرار المجتمع.

أضرار الافراط في استخدام السوشيال ميديا

كما يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن إدمان الإنترنت أصبح مرضًا معترفًا به طبيًا، وتزايدت حالاته بشكل ملحوظ، مشددًا على ضرورة نشر الوعي وتطبيق استراتيجيات فعالة لتقليل الأضرار النفسية والاجتماعية للسوشيال ميديا، موضحًا أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي تسبب الانعزال الاجتماعي والانغماس في العالم الافتراضي، وتؤدي إلى ضعف التركيز والشعور الدائم بالاكتئاب واضطرابات النوم.

يستكمل «فرويز»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن الافراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتيك توك، يرفع مستويات مستويات الأدرينالين (هرمون القلق والتوتر) ويخفض مادتي الدوبامين والسيروتونين المسئولتين عن التركيز والشعور بالسعادة، ويؤثر على منطقة تحت المهاد بالمخ.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني