حذرت القوى الدولية والإقليمية من خطورة توسيع رقعة الحرب في المنطقة جراء الاحتكاك العسكري المستمر بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله الذي لا يكاد يمر يوم حتى يشن هجوم تلو الآخر على القوات الإسرائيلية قرب الحدود والتى يسفر عنها سقوط قتلى في صفوف الجانبين.
مناوشات عسكرية بين حزب الله وإسرائيل
فمنذ بداية الحرب في غزة، شارك الحزب اللبناني المدعوم من إيران بالهجمات العسكرية على إسرائيل في محاولة للضغط على تل أبيب لوقف الحرب على غزة، غير أن إسرائيل تواصل في عملياتها العسكرية في غزة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، زار مستشار الرئيس بايدن آموس هوكشتاين كل من إسرائيل ولبنان في محاولة لخفض التصعيد بين الجانبين.
وتزامناً مع زيارة المبعوث الأمريكي ألقي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خطاب تأبين طالب عبد الله وهو قيادي في حزب الله قتل في غارة إسرائيلية، وخلال الخطاب حذر من إمكانية نشوب حرب مع إسرائيل.
مؤخراًَ دعت العديد من الدول رعاياها بسرعة مغادرة لبنان، وذلك خوفاً من نشوب حرب موسعة في ظل التوترات التى تشهدها الدولة وتدهور الوضع الأمني.
وخلال الساعات الماضية، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت لبنان بـ “إرجاعها إلى العصر الحجري” بسبب حزب الله، مشيراً في ذات الوقت إنهم يفضلون الحل الدبلوماسي.
هذه التوترات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، آثارت تساؤل حول القدرة العسكرية لكلا الطرفين في حال نشوب الحرب، فهل حزب الله الذي يعد “جيش غير نظامي” أقوي أم إسرائيل التى تتباهي بجيشها هى الأقوي من حيث العتاد العسكري والتسليح.
قدرات حزب الله العسكرية
يتمتع حزب الله، الذي تأسس عام 1982 ومقره الرئيسي في لبنان، بقدرات عسكرية قوية وبتمويل وإمدادات كبيرة من إيران، حيث تشتمل ترسانة حزب الله على صواريخ متطورة وقذائف وطائرات بدون طيار وأسلحة مضادة للسفن.
ويستخدم الحزب أيضًا طائرات بدون طيار على نطاق واسع، مثل شاهد 136، للاستطلاع والعمليات الهجومية، مما يعزز قدرة حزب الله على جمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ هجمات مستهدفة.
كما تشمل ترسانة حزب الله صواريخ ياخونت الروسية الصنع المتقدمة وصواريخ سيلك وورم الصينية المضادة للسفن، ويبلغ مدى كل منها حوالي 186 ميلاً.
و قدر مركز ألما الإسرائيلي للأبحاث، في تقرير له عام 2021 أن حزب الله يمتلك ما يزيد على 2000 طائرة مسيرة متعددة المهام، لكن حزب الله لم يكشف عن أعدادها بشكل رسمي.
وبحسب تقرير حديث نشره مركز ألما الإسرائيلي، فإن أحد أهم التحديات التي تواجه إسرائيل، هو “نشاط حزب الله في اكتشاف الثغرات في النظام الدفاعي الإسرائيلي، ونشر العديد من نقاط الإطلاق المموهة المعدة مسبقاً، والطريقة التي تطير بها الطائرة المسيرة نحو هدفها”.
كما يتبنى حزب الله إجراءات تجعل من الصعب تحديد مواقع الإطلاق والنشطاء مُسبقاً، إلى جانب قصر مدة الهجوم، ويوضح التقرير أن حزب الله وضع عدداً كبيراً من الطائرات المُسيرة الجاهزة للقتال بالقرب من الحدود مع إسرائيل، وأخفاها في مناطق مفتوحة ومبنية.
وتعتمد استراتيجية حزب الله العسكرية على استخدام ذخائر دقيقة التوجيه وصواريخ عالية القوة تمثل تهديداً كبيراً لأهداف محددة تتفوق على الصواريخ وقذائف الهاون الأقل تطوراً التي تطلقها حماس على إسرائيل.
كما تعتقد إسرائيل أن حزب الله يمتلك نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك صاروخا فاتح 110 وزلزال 2 الإيرانيين، القادرين على ضرب عمق الدولة العبرية بدقة عالية. كما لديها القدرة على التغلب على نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المعروف باسم القبة الحديدية في حالة اندلاع حرب شاملة.
قدرات إسرائيل العسكرية
أما عن قدرات إسرائيل العسكرية، فهناك ما يقرب من 169.500 فرد في الخدمة الفعلية وحوالي 465.000 إسرائيلي في وحدات الاحتياط. وتبلغ الميزانية السنوية للجيش الإسرائيلي حوالي 23.6 مليار دولار،
ووفق موقع “أكسيوس” فتمتلك إسرائيل العشرات من الرؤوس الحربية النووية – رغم أنها لم تعترف بها قط – وتمتلك طائرات بدون طيار وطائرات مقاتلة ودبابات وغواصات ومدفعية متطورة للغاية.
وتعتمد إسرائيل منذ عام 2011 بشكل كبير على نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية” الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات لاعتراض وتدمير الصواريخ قصيرة المدى باستخدام تكنولوجيا الرادار.
وبحسب موقع “إكسيوس” يمتلك الجيش الإسرائيلي مجموعة واسعة من ناقلات الجنود المدرعة والدبابات والمدفعية والصواريخ والطائرات المقاتلة والمروحيات والسفن الحربية والطائرات بدون طيار. وتبلغ قوة ترسانة الدبابات وحدها حوالي 2200 دبابة.
كما يمتلك الجيش الإسرائيلي أيضًا عشرات السفن السطحية – بما في ذلك حوالي 15 سفينة حربية – وخمس غواصات من طراز دولفين .
ويمتلك الجيش الإسرائيلي ترسانة من الطائرات بدون طيار تشمل سلسلة Heron وHermes وSkylark.
ويعتقد أن إسرائيل تمتلك صواريخ وطائرات قادرة على حمل أسلحة نووية.
الولايات المتحدة أكبر الدول الموردة للسلاح لإسرائيل
ويشار إلى أن الولايات المتحدة هي إلى حد بعيد أكبر مورد للمساعدات العسكرية لإسرائيل، حيث ساهمت بحوالي 130 مليار دولار منذ تأسيسها.
وتأتي معظم المساعدات الأمريكية في شكل منح أسلحة، حيث يأتي أكثر من 80% من واردات إسرائيل من الأسلحة من الولايات المتحدة بين عامي 1950 و2020.
وبلغت قيمة المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل في السنة المالية الماضية 3.8 مليار دولار، وهي في المرتبة الثانية بعد أوكرانيا. ويمثل ذلك حوالي 16% من الميزانية العسكرية الإسرائيلية.
كما خصص مشروع قانون التمويل الحكومي الذي وقعه بايدن في ديسمبر 2022، 500 مليون دولار لإعادة تجهيز القبة الحديدية و72.5 مليون دولار للتعاون الأمريكي الإسرائيلي في مجال مكافحة الطائرات بدون طيار ومكافحة الأنفاق.
