تحل اليوم الذكرى الـ 81 على رحيل الفنانة أسمهان، التي ولدت في 25 نوفمبر 1912، وتوفيت في 14 يوليو 1944، تاركة إرثا فنيا وثقافيا خالدا في تاريخ الموسيقى والسينما العربية.

أسمهان، هي الشقيقة الكبرى للموسيقار فريد الأطرش، ولدت على متن باخرة في البحر، ولقيت حتفها غرقا في حادث مأساوي، مما أضفى على حياتها وغموض رحيلها بعدا أسطوريا جعلها واحدة من أجمل الألغاز في القرن الماضي.

أسمهان
كانت أسمهان أميرة من أمراء الأطرش، صاحبة صوت ملائكي فريد، لكنها في حياتها الشخصية عانت كثيرا، خاصة من مشاعر الحزن والكآبة التي رافقتها طوال الوقت، ورغم مكانتها الاجتماعية، كانت تكره المدرسة وشغل البيت، وكانت تهرب من واجباتها المنزلية التي فرضتها عليها والدتها، التي كانت تحرص على تأهيلها لتكون “ست بيت بريمو”، لكن أسمهان كانت تعيش حالة من الحزن الدائم، وأكد المقربون منها أن فشل زواجها الأول كان السبب الرئيسي في معاناتها النفسية، حيث كانت تقول دائما: “أنا نفسي أعرف طعم السعادة”.

أسمهان
في سنواتها الأولى، عانت أسمهان من أمراض متعددة، وكانت صحتها ضعيفة للغاية، إلى درجة أن والدتها كانت تخاف على حياتها من تغيرات الطقس، وكانت ترافقها دائما بحقيبة أدوية، رغم مظهرها الرشيق الذي كان يحسدها عليه الجميع، إلا أن والدتها كانت ترى أنها ضعيفة جدا بسبب مرضها المزمن الذي بدأ عندما كانت تبلغ من العمر 15 عاما، مما تسبب في ضعف عام شديد جعلها تتأثر حتى بأبسط العوامل مثل نسمة هواء خفيفة.

أسمهان
في المجال الفني، تركت أسمهان بصمة لا تنسى، حيث تعاونت مع كبار الموسيقيين والمخرجين في عصرها، ومن أشهر أعمالها فيلم “انتصار الشباب” عام 1941، الذي كان أول تعاون بين الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان، من إخراج أحمد بدر خان.

أسمهان
كما تميزت أغنيتها “يا طيور” التي لحنها الموسيقار محمد القصبجي، والتي اعتبرها محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي من أعظم الألحان في تاريخ الموسيقى العربية، حيث جمعت بين التوزيع الهارموني والمقامات العربية والأداء الأوبرالي.

أسمهان
رحيل أسمهان كان مأساويا وغامضا، إذ توفيت غرقا في البحر قبل أن تكمل تصوير فيلمها الأخير “غرام وانتقام”، حيث استخدم المخرج يوسف وهبي جثتها الحقيقية في مشهد من الفيلم، مما جعلها الممثلة الوحيدة التي ظهرت في فيلم وهي متوفاة بالفعل.

أسمهان
أسمهان
بعد وفاتها، اضطر يوسف وهبي للبحث عن ممثلة تشبهها لاستكمال المشاهد المتبقية، فاختار نجوى سالم التي ظهرت في المشهد الأخير ملفوفة بعلم مصر، مع صوت أسمهان في الخلفية.

تحكى حول أسمهان العديد من القصص والأساطير، من بينها قصة “قصر أسمهان” في لبنان، الذي شيد على رابية في منطقة بحمدون، حيث تقول الروايات إن رجلا أرمنيا فقيرا يدعى أبرو أبريان طلب مساعدتها لرفع حجز على بضاعة التي سيطر عليها السلطات الإنجليزية، فاستجابت له وساعدته، فقرر تقديم هدية لها وهي بناء القصر كعربون وفاء.

أسمهان
لكن القدر حال دون استكمال بناء القصر قبل رحيلها، وبقي القصر مهجورا محاطا بالأسرار والقصص الغامضة، منها ما يتعلق بلعنة تصيب كل من يدخل القصر أو يعمل فيه، مما جعل القصر محط اهتمام وتساؤل الكثيرين.

 

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني