بقلم : جمال القاضي

في هدوء الليل
جلست هنا بإنتظارك
حولي من الليل
ستائرا مظلمة
ورغم الهدوء أشعر
بشيء ما بداخلي
ربما أزيز من الأشواق
أو همسات لطيفك
صداهما يوقظ غفوتي
يناديني أفيق
صرت بينهما حائرا
فهذه الأشواق
تجعلني بأبصار زائغة
تجوب في أرجاء المكان
لتبحث عنك فيه
تبحث أنفاسي هي الآخرى
عن عطورك القادمة
من بعيد وتسبق حضورك
صارت الرياح تحملها إليا
كالربيع حين تفوح عطوره
من الورود المتنامية
فوق الأغصان وأطرافها
وتلك مشاعري الحاضرة
أصبحت كموج
يموج به قلبي وبحر
من أحاسيسي أعيش فيه
بين مد وجزر
مد أرسو معه
إلى الماضي البعيد
فيه خيالي يحملني
فوق بساط لأفكاري
أهبط على شواطئ للذكريات
أجعل من عقلي
شريطا منها يدور
أتذكر فيه لقاؤنا الأول
والحديث الذي كان بيننا
وكيف كانت فيه
الكلمات صامتة
وللنظرات حديث يدور
عباراته بلا حروف
تفهمها عيناي بلا ترجمان
وجزر يجرف مشاعري
إلى أعماق لبحر
واسع من التفكير
أغمض معه عيني
وأحبس أنفاسي
خوفا من الغرق
أشتاق حينها لحضورك
حضورا يطفئ نار
الحنين إليك ويخمد ألسنة
للهيب الشوق المشتعل
أرى يديك على غفلة
تمتد إليا وتجذبني
أحسستها مجدافا معه نجداتي
تغلب قوته أعاصير غرقي
وتعيدني إلى مواني اللقاء
أنظر إليك حينها
وأرى في ملامحك ملامحا
لضحكات تكتحل بها العيون
ووهج من الشوق على وجهك
يرمي بتحية منه لقلبي
توحي بالرضا والقبول
وبجدواه يستريح قلبي
وكأنك أسقيته من ظمأ
لصحرائه التي غابت
بها قطرات كانت تسقطها الغيوم
لينبت نبتة لحب تنمو
بين أضلع صدري
وتسكن الأعضاء والوجدان
وتخيب أفكار بها سراب

أتى بالعقل من غيبات الحضور

مع أرق تحياتي ( جمال القاضي )

Loading