كتبت: لمياء كرم

أن فنان صاحب الرؤية التشكيلية الخاصة التي تنبع من احاسيسه، وافكارة تمح له نوع من التفرد، والتميزالادائي، تزيد من اصرارة علي أنتقاء موضوعاته صياغة مفرداته التشكيلية في إطار الأسس البنائية للعمل الفني من تناسب، وإيقاع، ووحدة،تدلل علي قدرة إبداعية حقيقية فنجد الفنان دائم البحث وراء جوهر الأشياء، والتعبير عنها بشكل يحمل خبرات، وتجارب توحي بالكثير من المضامين الفكرية الراقية، وتسمح للمشاهد بتنوع القراءات الفنية للعمل، فتستخدم الرموز البصرية البسيطة التي تحمل الكثير من المعاني، والدلالات وبقراءة أعمال الفنانة المصرية فاطمة منصور نلاحظ تميزها بقدرتها علي التعبير عما تتخيلة، أو ماتستمده من الواقع بأسلوبها الخاص، بدقة، واناقة تحول العمل إلي تجربة جمالية تجعل كل عمل فني تنتجه يعطي معاني متعددة مما يحدث نوع من الإثارة للمشاهد الفن الحقيقي يفتح أبوابه عندما يخرج بالخيال بعيد عن المنطق والواقع ويقترب من حقل الأحلام، ليتجول العقل دون عوائق أو قيود يفرضها العالم الحقيقي، فيعطي الحياة بعداً تسموا به عن المنطق وتعلوا بالروح علي الواقع ، ففي لوحات فنية للفنانة فاطمة منصور نجدها تمكنت من تقديم مجموعة من المعطيات التخيلية التي تمنح العمل نوع من سحر، والتعايش مع عالم خيالي بعيد عن التقليدية المعتادة ، مما يمنح بعد جمالي له مدلولات فكرية فتبحث (فاطمة) عن مثالية العالم تناقش بعض المفاهيم الراقية داخل خياله الحسي، وتسعى وراء مناقشة واقع، وحاولت تخفيف الهموم لكن بمثالية فلسفية تتجه نحو سريالية الأداء، و الاسلوب ، فتستخدم معطيات ،واقعية لكن بمنطقية حدسية مغايرة للواقع تخضع لفلسفتها الخاصة علي فضاءات السطوح التصويرية المفعمة بالطاقة التعبيرية النابعة من المفردات متحولة من عالم الواقع الي عالم ساحر، فلها مجموعة من التركيبات الغربية لأجسام مرتبطة ببعضها البعض تخلق إحساس بعدم الواقعية إذ أنها تعتمد على الخيال ، فنشاهد الفنانة وقد استخدمت مجموعة من العناصر التي تحمل دلالة رمزية مثل( المرأة ، والشجرة ، والكف، وثنيات القماش ، ورؤس الصلعاء …..)

لكلها تنقل لنا معاني المعناة والالم الذي يتضح عند النظر في مفردات العمل تشكيلية محققة نوع من الغرائبية تجذب نظر المشاهد للوحة ، على سبيل المثال يظهر في اللوحات، الاجسام ، والسيقان القصيرة، والاوجه النحيلة الشاحبة وإلى غير ذلك من التحريفات، وأيضا قد ظهرت التكوينات التي تمزج بين الإنسان والنبات والصرخات والفواه المفتوحة “كلها تجليات تعبر عن الغرابة في اللوحة ارتبط مفهوم الغرابة عند الفنانه بفكرة الخروج عن المألوف أو المعتاد و بفكرة التحريف، والإيهام التي تم اعتمادها في الفن الحديث، كما يفعل الفنان سريالى (عبد الهادي الجزار ) بحثا عن تسجيل واقع شديد المصري لكن بأسلوبه، الذي يحدث الدهشة، أو الاختلاف مما يعطي العمل التفرد، وتميز. مما يساعد المشاهد علي التأمل، ومتابعة الرؤية البصرية، حتي يصل إلي مضمون العمل.. ونستطيع أن ندرك أن (الفنانة) تمتلك أدواتها من خلال قدرته علي استخدام الهارموني اللوني، والانسجام الكائن بين الظل، ونور؛ حيث لديها القدرة علي ان تجعل المشاهد يستمتع بسينفونية إبداعية جميلة مستخدما أسلوب اللون، الذي يعطي دلالات رمزية، حيث تلعب دور تعبير مقصود في العمل لنصل الي حوارية هادئة ، فتستخدم(الالوان الباردة مخلوطة بالاصفر الاوكر لتدلل علي شحوب البشرة، والمعانها )كما في لوحة السيدات النائحات، التي تحمل مشاعر الحزن . نجد لها مرجعية، وفلسفة تستخدمها حتي تقنع المشاهد بمضمون العمل، وأيضا باستخدام مجموعة لونية مدروسة لتعبر عن فكرها فنري المجموعة اللونية (المتحفية) في مساحات واسعة من اللوحة لكن ليست صريحة بل مخطلتة، مع بعض الدراجات الساخنة مما يكسبها درجة من الظهور، وتحافظ الوقار، والرصانه، التي تناسب الموضوع كما حدث مثلا مع لوحة التي تظهر فيها السيده التي تصرخ، ومعها مجموعة من اطفال برؤس صلعاء بدون شعر وكأنها أم حزينه علي أطفالها المرضي فالألوان كانت منتقاة بشكل مناسب، ومحكم في التوزيع لها نوع من النقاء، والشفافة مثل الابيض بدرجاته، ويوحي بنوع من المجهول، والغموض ، كما ان الألوان تحمل نوعا من التناسق الشديد الذي يمنح العمل الهارمونى فاللون تعد لاعبا رئيسيا في ابداعات الفنانه حيث نوعت بين الألوان الشاحبة والقوية ولكل منهم دور فعال محسوب بدقة وعناية.

عيش الفنانه فاطمة منصور حالة من الابداع التلقائي ، الذي يعتمد على التعبير بالألوان عن الأفكار اللاشعورية ، وتستغل الملمس الناعم الذي يحافظ علي تلك المشاعر النبيلة التي ترغب الفنانة في اظهارها في العمل اهتمت الفنانه بالمضمون الي جانب الشكل، لذي تبدو لوحاتها تعد منبعاً، و فيض من الرمزية اللا نهائية جعلتها تحتاج لترجمة ، كي ندرك مغزاها، وتنقل الفنانه انفعالاتها الداخلية علي مسطح اللوحة، ذلك الإنفعال الذي ينتابنا عندما تواجه بعض الافكار الجديدة ، وهي إحساس جمالي يرتبط بالدهشة ، والإرتياب والشك والخوف واحيانا الرعب حيث تنقل كل ذلك عبر اللوحة ، وتسمح للفرشاة بتسجيل خواطرها المتتابعة دون عائق، فتظهر أعمالها الفنية صادقة معبرة فتخرج بالمشاهد من دائرة الجميل الي دائرة الجليل الذي يشعره بالمتعة عندما يري اللوحة . وتهتم(فاطمة منصور) بعالم المرأة، وحياتها وواحاسيسها وقاضاياهاوأيضا ما تعاني منه المرأة من قهر معنوي، و إقصاءٍ . قد جاءت التكوينات عند الفنانه بسيطة مترابطة ومتزنه مما جعلها تحمل الكثير من المشاعر مثل الجوف والقلق ويظهر ذلك في العمل الفني الذي يشتمل علي الكفين تحاول المرأة المرسومة ان تدفع بهم الأزياء عن الوجه وهو ما يرمز للخوف من المستقبل والمجهول . واستخدمت الفنانة ، ونحن حين نستعرض أعمال الفنانه نكتشف أن الفنانه لديها من القدرات التقنية التي تفتح لها أبواب كثيرة نحو الابداع الفني والتعبير الصادق .ونصل الي اننا امام فنانة بدعة تستمتع باداء عالي تثبر غور السريالية لتخرج لنا اعمالا فنية من عالم عالم الواقع عبر طريق الخيال اللامحدود باسلوب تقني غاية في الاتقان ليحمل نوع من الاناقة الذي يظهر في صورة لوحات فنية … نتمني لها دوام الابداع

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز