وجهت السلطات السورية الجديدة إنذارا نهائيا للمجموعات المقاومة الفلسطينية العاملة في البلاد.
وأمرت الحكومة السورية الجديدة المقاومة الفلسطينية بإلقاء أسلحتها وإغلاق معسكرات التدريب وسحب وحداتهم العسكرية من سوريا في أسرع وقت ممكن.. وفقا لموقع “Avia Pro” الروسي.
وأصبح هذا القرار جزءا من استراتيجية الحكومة الجديدة الرامية إلى الحفاظ على الحياد ورفض التدخل في النزاعات الدولية، ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي يحتل الأراضي العربية والسورية.
تاريخيًا، قام النظام السوري السابق بتوفير الملاذ لجماعات مثل حماس والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
واستخدمت هذه التنظيمات الأراضي السورية للتدريب والمأوى والتحضير لشن هجمات، ضد الكيان الصهيوني إسرائيل، إلا أن الحكومة السورية الجديدة، المعارضة للنظام السابق، ترى في هذه الجماعات تهديدًا للأمن القومي.
وقال موقع Ava Pro الروسي المتخصص في الشؤون العسكرية إن موقف القيادة السورية الجديدة واضح: فلن تظل البلاد قاعدة للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل.
قال ممثلو هيئة تحرير الشام المصنفة جماعة إرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية إن القوات الأجنبية، بما في ذلك التشكيلات الفلسطينية، ليس لها مكان في سوريا.
ولهذا القرار عواقب جيوسياسية كبيرة إذ إنه تُظهر رغبة دمشق في إبعاد نفسها عن سياسات الماضي والخروج من صراع دام عقودًا واستخدم سوريا كساحة للمواجهة ضد الكيان الصهيوني اسرائيل الذي يحتل الأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان.
وفي عام 2024، تمت الإطاحة بنظام بشار الأسد نتيجة لهجوم واسع النطاق شنته المعارضة السورية. بدأ الهجوم في نوفمبر الماضي، حيث استولت قوات المليشيات المسلحة على مدن رئيسية بما في ذلك حلب وحماة وحمص.
وفي 8 ديسمبر الجاري، دخلت العاصمة السورية دمشق، وهو ما كان بمثابة الانهيار النهائي لسلطة الأسد.
وغادر الرئيس البلاد إلى موسكو، وأدى سقوط الأسد إلى تغييرات كبيرة في الوضع السياسي في الشرق الأوسط، مما ترك سوريا في حالة من عدم الاستقرار والصراع على السلطة بين مختلف القوى.
بقاء روسيا في قاعدتها البحرية
فيما أفادت وسائل الإعلام عن انسحاب واسع النطاق للقوات الروسية من سوريا، ذكرت وكالة بلومبرج أن الحكومة السورية الجديدة وافقت على بقاء روسيا في قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية.
ونشر مراسل صحيفة التايمز البريطانية سمير الأطرش، مقاطع فيديو أكد فيها تحرك أرتال عسكرية روسية متجهة نحو قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية.
وقال أحد الجنود في مقابلة: “نحن عائدون إلى وطننا روسيا”.
ويثير الوضع في القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، المنشأة الرئيسية لموسكو في البحر الأبيض المتوسط، تساؤلات أيضاً.
وبحسب الأطروش فإن الجنود المتواجدين في المدخل يردون على المدنيين بمنعهم من الاقتراب من القاعدة.
علاوة على ذلك، قال الصحفي إن القاعدة يحرسها الآن مقاتلون من هيئة تحرير الشام.
وأصبح معروفًا أيضًا أن القوات الروسية غادرت في وقت سابق قواعدها في شمال سوريا – في منبج وكوباني.
وتم نقل أولهم إلى موسكو عام 2019 بعد رحيل الجيش الأمريكي.
وأفاد الصحفي السوري سمير الاطرش أن انسحاب القوات الروسية يرافقه نشاط مكثف لطائرات الشحن من طراز إيل-76 التي تنقل المعدات والأفراد من قاعدة حميميم الجوية.
ويشير ذلك إلى قرب الانتهاء من المهمة العسكرية الروسية في سوريا، والتي بدأت عام 2015.
وكانت القاعدة البحرية في طرطوس بمثابة منشأة استراتيجية رئيسية لروسيا في المنطقة منذ عام 1971. والآن، وفقاً لتاس، تتفاوض موسكو مع السلطات السورية الجديدة حول الحفاظ على وجودها العسكري