كتبت : ايمان عبدالحليم

يعتبر الصحابي الجليل عقبة بن نافع رضي الله عنه من أشهر القادة في التاريخ الإسلامي حيث نسب إليه فتح شمال أفريقيا وبناء مدينة القيروان .

نسبه ونشأته :

هو عقبة بن نافع عبد القيس الأموي الفهري ، ووالدته هي سلمة بنت حرمله ولد قبل الهجرة النبوية بعام واحد ، وقد كان والده من المسلمين الأوائل لذلك تربى تربية صالحه ، كما قيل أن الصحابي الجليل عمرو بن العاص كان ابن خالته وقيل أنه خاله .

الفتوحات :

بدأ عقبة بن نافع يشارك في الفتوحات الإسلامية في سن مبكرة ، حيث التحق مع والده بالجيش الذي توجه لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص ، وقد توسم فيه عمرو بن العاص الشجاعة ، فأرسله لفتح بلاد النوبة ولكنه وجد مقاومة من أهلها فتراجع لكنه مهد الطريق لفتح بلاد النوبة والسودان بدون حرب .

ثم أرسله في دورية لاستطلاع إمكانية فتح بلاد شمال أفريقيا ، ثم أسند إليه عمرو بن العاص بعد ذلك مهمة حماية الحدود الغربية لمصر ضد هجمات الروم ، فعينه قائد لحامية برقه ، ظل عقبة بن نافع في ولاية برقة طوال عهد عثمان بن عفان وعليّ بن أبي طالب ، ولم يشارك في أحداث الفتنة التي وقعت بين المسلمين ، وعمل طوال تلك الفترة على رد هجمات الروم ونشر الإسلام بين القبائل البربرية .

وفي عهد معاوية بن أبي سفيان تولى معاوية بن حديج حكم مصر ، وفي سنة 49  هجرية أرسل عقبة بن نافع لفتح شمال أفريقيا بعد أن كانت الفتوحات الإسلامية قد توقفت ، وانطلق عقبة بن نافع ومعه عشرة آلاف فارس من المسلمين ، لمحاربة البلدان التي ارتدت عن الإسلام وقت الفتنة ، وقد أوغل في الصحراء المغربية حتى وصل الفتح وصل إلى تونس ، وهناك قام ببناء مدينة القيروان .

تأسيس مدينة القيروان :

فكر عقبة بن نافع في بناء مدينة للمسلمين لتكون مركزًا لهم ببلاد المغرب وقاعدة عسكرية دائمة ، لأن القبائل البربرية كانت ترتد عن الإسلام بعد انصراف الفاتحين عنهم ، وقد أسماها القيروان أي محط الجنود.

استغرق بناء مدينة القيروان ما يقرب من خمسة أعوام ، حتى أصبحت المدينة من أجمل المدن المغربية ، كما بنى فيها عقبة مسجدًا كبيرًا ، وقد كان هذا المسجد قبلة طلاب العلم من كل مكان ، وكان بمثابة أول جامعة إسلامية على مستوى العالم .

بعد أن انتهى عقبة بن نافع من بناء القيروان وفي عام 55هـ قام الخليفة معاوية بن أبي سفيان بعزله وتعيين أبو المهاجر بن دينار بدلًا منه والي على شمال أفريقيا ، فعاد عقبة لصفوف الجنود ، ثم قام أبو المهاجر بإقناع زعيم قبائل الروم كسيلة بن لمزم بالدخول في الإسلام ، وبالفعل أعلن كسيلة إسلامه ، لكن عقبة بن نافع بسبب خبرته مع القبائل البربرية لم يطمئن لإسلامه .

وفي عام 62هـ بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان وتولية ابنه يزيد ، أعاد يزيد بن معاوية عقبة بن نافع لولاية شمال أفريقيا .

استشهاده :

بعد عودة عقبة بن نافع للقيروان توغل بجيشه في بلاد المغرب لإخضاع القبائل البربرية حتى وصل إلى المحيط ، ثم قرر العودة إلى القيروان ، أقام عقبة بن نافع بطنجه وأمر باقي رجاله بالعودة إلى القيروان وبقي معه ثلاثمائة فقط من رجاله .

ثم اتجه عقبة مع رجاله إلى مدينة تدعى تهودة كان أهلها من الروم ، فلما وجدوا عقبة ورجاله قلة أغلقوا باب المدينة عليهم ، ثم أظهر كسيلة زعيم البربر حقده على الإسلام وأرسل إلى القبائل البربرية المرتدة وحاربوا عقبة ورجاله مع الروم .

وقد كان أبو المهاجر مع عقبة بن نافع فقال له عقبة أذهب إلى القيروان وأنا اغتنم الشهادة ، لكن أبو المهاجر رفض ، وقاتل عقبة ورجاله الروم والبربر حتى نالوا الشهادة جميعًا في عام 63هـ ، وقد أطلق على تلك الموقعة معركة ممس .

📚 المصادر :
1- البداية والنهاية.
2- سير أعلام النبلاء.
3- الكامل في التاريخ.

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز