قوة المنطق لا منطق القوة


بقلم: بسيونى ابوزيد


فى ظل التحديات العالمية والاقتصادية بسبب تداعبات فيروس كورونا والحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا والتى تسببتا فى ارتفاع معدل التضخم فى العالم وأزمة الغذاء العالمية مما ينذز بكارثة اقتصادية لم يشهدها العالم منذ زمن بعيد ، عقدت فى جدة أمس السبت الموافق ١٦ يوليو وبمشاركة عشر دول (( قمة جدة للأمن والتنمية )) بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الأمريكى جو بايدن وبمشاركة العراق والاردن وقادة دول مجلس التعاون الخليجى ، القى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة تاريخة عبر فيها عن ايمان مصر الدائم وسياستها الراسخة فى التعامل بقوة المنطق لا بمنطق القوة وأن الانطلاق نحو المستقبل يتوقف على كيفية التعامل مع ازمات الماضى الممتدة ، وأكد الرئيس السيسى على سياسة مصر ومبادئها الراسخة فى التعامل مع كافة القضايا المحلية والإقليمية والدولية ومطالبة مصر لدول العالم عدم اللجوء لإستخدام القوة العسكرية لحل النزاعات والخلافات فيما بينهم ، فمصر ليست دولة شعارات ولا أقوال ولكنها تؤمن بمبادئها وتطبقها عمليآ على أرض الواقع فعلى الرغم من تعنت الجانب الاثيوبى فى حل أزمة سد النهضة ونظرآ للفوارق العسكرية الهائلة بين مصر وإثيوبيا فمصر لم تلجأ لمنطق استخدام القوة حتى الآن ولكنها مازالت تستخدم قوة المنطق فى التعامل مع هذا الملف الشائك وهى رسالة يجب أن تدرس للعالم أجمع ، وضع الرئيس السيسى خارطة طريق ومبادئ خمسة
المبدأ الأول : أكد سيادته أن قضايا العالم أجمع والمنطقة العربية على وجهة الخصوص لحل كافة النزاعات فى المنطقة العربية والتى لن تهدأ إلا بالتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة وعاجلة للقضية الفلسطينية وحل الدولتين إلى حدود ما قبل ١٩٦٧ ، نعلم جميعآ أن الرئيس الأمريكى جون بايدن آتى مباشرة من تل ابيت إلى جدة بعد مباحثات مع الجانب الإسرائيلى الذى يرغب ويأمل فى التطبيع مع دول الجوار وعلى رأسها مصر والسعودية والأردن وكأن الرئيس عبدالفتاح السيسى يرد على تطلعاتهم بأنه لاتطبيع قبل الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية ، أما المبدأ الثانى أو الشرط الثانى إن صح التعبير هو تعزيز دور الدولة الوطنية ودعم ركائز مؤسساتها وتطوير قدراتها وكوادرها وامكانياتها الذاتية ، وهو التأكيد على المطالبة بتقديم الدعم لمصر فى كافة المجالات ، المبدأ الثالث :
أكد السيسى على أن الأمن القومى العربى كل لا يتجزأ وهى بمثابة رسالة قوية لكل من تسول له نفسه المساس بمقدرات أى دولة عربية فمصر قيادة وشعبآ وجيشآ فى خندق واحد مع الدول العربية للدفاع عن مقدراتها ، المبدأ الرابع تجديد الالتزام بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والقضاء على التنظيمات والمليشيات المسلحة ،
المبدأ الخامس :
هو التعاون والتضامن الدولى لرفع قدرات المنطقة فى التصدى للأزمات العالمية الكبرى الناشئة كالمناخ والطاقة والأمن المائى .
واخيرآ :
كلمة الرئيس عبدالفتاح جاءت قوية ومعبرة عن كل مواطن مصرى وعربى وهى كلمة للتاريخ أمام اكبر رئيس دولة فى العالم وردت بقوة على كل من يزايد على موقف مصر والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية ، كلمة تؤكد على قوة مصر وقوة وبعد نظر الرئيس المصرى الذى لايهاب أحد ، الذى قال لا مكان لمفهوم المليشيات والمرتزقة وعصابات السلاح فى المنطقة وسنحمى امننا القومى بكافة الوسائل وهى رسالة قوية لكل لدول بعينها ممن يقوموا بتمويل هذه المليشيات لإرهاب شعوب المنطقة ، شكرآ سيادة الرئيس لحضورك القوى والمشرف والذى يعكس قوة مصر ورئيسها وشعبها العظيم ، مصر التى تتعامل بمنطق قوة المنطق ولا تتعامل بمنطق القوة ، مصر التى تنشد التعامل بمبدأ الإنسانية بين كافة شعوب ودول العالم كما طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى ، حفظ الله مصر وشعبها العظيم ورئيسها القوى المخلص لبلده وللأمة العربية .

قوة المنطق لا منطق القوة

قوة المنطق لا منطق القوة

Loading