كتبت: إيمان عبد الحليم

ابى لهب كان وجهه شديد البريق و الجمال والوسامة حتى أطلقوا عليه في الجاهلية هذا الاسم وكانت كنيته أبى لهب مع أن اسمه كان عبدالعزى
كان شديد الحمرة وكان جميل الوجه وإذا غضب صار وجهه من شدة احمراره مثل اللهب

فلما ذكره القرآن بكنيته أبى لهب و لم يذكره باسمه.
أولاً. لأن القرآن الكريم ما كان ليذكر اسم عبد لغير الله وكان اسمه عبد العزى
ثانياً . لإنه اشتهر بكنيته بين الناس أكثر مما أشتهر بأسمه
ثالثاً . وقد ذكر في تفسير الإمام القرطبي ،،
أن الكنية أقل شرفاً من الاسم ،،
لذلك خاطب الله الأنبياء بأسمائهم مجردة إمعاناً فى تشريفهم وذكر أبا لهب بكنيته لأنها أقل شرفاً
سبحان الله هذا الرجل كان غاية فى الجمال والوسامة وأشتهر بهما بين قومه فلم يغنيا عنه من الله شيئاً
وأبو جهل كان اسمه بين الناس ،،
أبى الحكم لرجاحة عقله وحكمته فلما كفر سمى بأبو جهل ولم يغن عنه عقله وحكمته من الله شيئاً .
وكان لأبي لهب ثلاث اولاد هم
عُتبة ،، متعب ،، عُتـيبة
أسلم الأولان يوم فتح مكة
،وأما عُــتيبة فلم يُسلم ،وكانت ( أم كلثوم ) بنت الرسول صل الله عليه وسلم عنده ،،
فلما نزلت سورة المسد فى حق أبي لهب قال أبوهما :
رأسي من رأسكما حرام ولما ٵراد الشقي عُـتيبة الخروج إلى الشام مع أبيه قال :
لآتين محمد فلأوذينه فى نفسه ودينه
فأتاه فقال :
يا محمد إنى كافر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى ثم بصق أمامه فدعا عليه رسول الله صل الله عليه وسلم قال :
اللهم سلط عليه كلباً من كلابك
فافترسه الأسد ،،
وهلك أبو لهب بعد وقعة بدر بسبع ليالي بمرض معد يسمى
العدسة وبقي ثلاثة أيام لا يقربه أحد حتى أنتن ،،
فلما خاف قومه العار حفروا له حفرة ودفعوه إليها بأخشاب طويله غليظة حتى وقع فيها ثم قذفوا عليه الحجارة حتى واروه فيها ولم يحمله أحد خشية العدوى فهلك كما أخبر عنه القرآن الكريم ومات شر ميتة

أما زوجته فهي أم جميل وهى عوراء والأولى أن تسمى أم قبيح فهى ذكرت فى سورة المسد “حمالة الحطب ” فقد كانت تحمل حزمة من الشوك والحسك فتنثرها بالليل فى طريق النبي صل الله عليه وسلم لإيذائه فقد كانت خبيثة مثل زوجها

وكانت تمشي بالنميمة بين الناس وتوقد نار البغضاء بينهم والعداوه ويحكى أن كان لها قلادة فاخرة من جوهر ،،
فقالت واللات والعزى لأنفقها فى عداوة محمد ،،
فأعقبها الله حبلاً فى عنقها من مسد جهنم

ومن عجائب القصص والأخبار أن امرأة أبي لهب لما سمعت ما أنزل الله فى حق زوجها وفيها أتت رسول الله صل الله عليه وسلم وهو فى المسجد الحرام ومعه أبوبكر الصديق ،، وفى يدها فهر – أى قطعة حادة من الحجر تشبه السكين ،، فلما دنت من الرسول أعمى الله بصرها عنه فلم ترى إلا أبا بكر فقالت :
يا أبا بكر بلغنى أن صاحبك يهجوني أنا وزوجي ،، فوالله لئن وجدته لأضربن بهذا الحجر وجهه ،،
ثم أنشدت مُذمماً عصينا ، وأمره أبينا ، ودينه قلينا أي أبغضنا ،، ثم أنصرفت
فقال أبوبكر :
يا رسول الله أما تراها رأتك
قال : ما رأتني ، لقد أعمى الله بصرها عني وكان المشركون يسبون الرسول صل الله عليه وسلم ويقولون : مذمماً بدل قولهم محمداً فقال رسول الله صل الله عليه وسلم
ألا تعجبون كيف صرف الله عني أذاهم
إنهم يسبون ويهجون مذمماً وأنا محمد

مصادر الموضوع

تاريخ الطبري ،، للطبري
تفسير القرطبي ،، للقرطبي
سير أعلام النبلاء ،، الذهبي
السيرة النبوية ،، ابن هشام

Loading