بقلم: زكريا كرش
في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء الشعب اليمني جراء الحرب التي اندلعت ضد مليشيات الحوثي قبل حوالي تسعة أعوام، في 2015، لم تسلم اليمن ومواطنوها من الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والأمراض الفتاكة، وغيرها.
في هذا العام تحديدًا، زادت الكوارث في اليمن أثر تدفق السيول ومياه الأمطار على بعض المناطق، مما تسبب ذلك في تهدم بعض المنازل على رؤوس سكانها منهم من فقد حياته، ومنهم من جُرح، وآخرون تكبدوا خسائر مادية مثل تلف الأراضي الزراعية وموت مواشيهم من الأغنام والأبقار وحتى بعض مزارع الدجاج.
آخر تلك الكوارث كانت في محافظة الحديدة قبل بضعة أيام، حيث اجتاحت الفيضانات العديد من منازل المواطنين، وخلفت خسائر كبيرة بشرية ومادية وأيضََا حصل ذلك ببعض المحافظات الأخرى الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
في ظل هذه الظروف الصعبة، يستعد الحوثيون للاحتفال بالمولد النبوي، والذي ما زال على موعده قرابة نصف شهر، يتبعه في الشهر نفسه “ثورة” (نكبة) 21 سبتمبر، وهو حفل إحياء ثورتهم المزعومة التي أهلكت الأرض والإنسان اليمني.
إن الكوارث الطبيعية في اليمن زادت بشكل كبير هذا العام، ولذلك كان من الواجب على مليشيات الحوثي، بما أنهم يديرون السلطة في البلاد، أن يقوموا باللازم لتعويض من تهدمت منازلهم ومن فقدوا مزارعهم ومواشيهم وأن يعملون حلول جذرية لمشاكل الفيضانات ومياه الأمطار والسيول.
كل هذا لم يحرك فيهم ساكنًا، فهم مشغولون فقط بالاحتفالات والمناسبات الدينية الخاصة بهم، والتي تكلفهم عشرات الملايين وربما المئات والمخزي بالأمر أنه إذا تجرأ أحدََا وتحدث عن إهمالهم وتقصيرهم، اتهموه بالتخابر مع “العدوان”، وأنه طابور خامس حسب مصطلحاتهم، فيتم اعتقاله وإخفاءه أو قتله.
لكن هذا ليس بغريب على مليشيات قامت على سفك الدماء منذ اليوم الأول لأنقلابهم على الحكومة الشرعية.
في كل فترة ليست ببعيدة، يتم تنظيم فعاليات ومناسبات وصرف كثير من الأموال ولو أن هذه الأموال وُظفت للصالح العام، لكانت كافية لتخفيف آثار الحرب والحد من الكوارث الطبيعية وتسهيل سبل العيش على المستضعفين من فقدوا وظائفهم وراتبهم وغيرهم من عامة الشعب.
في هذا العام، بدأت مليشيات الحوثي بالتحضير للمولد النبوي قبل موعده بأكثر من نصف شهر. برأيكم، ما السبب وراء ذلك؟
كما ذكرت سابقًا، يتبع المولد النبوي ذكرى نكبتهم وانقلابهم (ثورة)، 21 سبتمبر ويتبع ذلك ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد التي قامت ضد أجدادهم من المملكة المتوكلية اليمنية، وإعلان قيام الجمهورية العربية اليمنية بدلاً منها.
إن تجهيزهم المبكر للاحتفالات يهدف إلى طمس معالم الثورة المجيدة، ثورة التحرر من عبوديتهم يريدون بذلك تعميق وحفر ثورتهم في عقول الصغير والكبير ماحيين بذلك الثورة المجيدة، لكن خططهم فاشلة، فلا ثورة إلا ثورة 26 سبتمبر فهي أم الثورات ولن تطمس معالمها وأهدافها مها حصل.
تحيا الجمهورية اليمنية.
تحيا الجمهورية اليمنية.
تحيا الجمهورية اليمنية.
أعيد وأكرر أن صلاح البلاد سيكون فقط باجتثاث مليشيات الحوثي نهائيًا، ما دون ذلك ستظل الظروف الصعبة مستمرة، ولن يرى الشعب نور الأمان والاستقرار في ظل وجودهم وحكمهم للبلاد.