رنا عادل

يجد الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، أنفسهم مجبرين في بعض الأحيان على مشاهدة مقاطع صادمة لم يختاروا رؤيتها، منها “انتشار مقاطع العنف، وحوادث إطلاق النار أو الكوارث والحروب”؛ مما يجعل من الصعب حماية النفس من مقاطع وصور قد تظل عالقة في الذاكرة لفترة طويلة؛ مما يؤثر سلبًا على نفسية الأفراد بشكل ملحوظ، وفي ظل تقليص المنصات لجهودها في مراقبة المحتوى، أصبح العبء الأكبر على المستخدم نفسه ليتخذ إجراءات تحميه.

* لماذا يشكل المحتوى العنيف خطرًا على صحتك النفسية؟

أشارت دراسات حديثة، إلى أن التعرض المتكرر لمشاهد العنف لا يمر دون أثر، إذ يزيد من مستويات التوتر والقلق، ويغذي الإحساس بالعجز بسبب عدم قدرة المشاهد على تقديم المساعدة في أغلب الأحيان، بحسب تقرير لـCNN.

ومع مرور الوقت، يستنزف هذا التعرض الرصيد العاطفي الذي يحتاجه الفرد للاعتناء بنفسه والتعاطف مع الآخرين، إذ إن الأمر لا يتعلق فقط بلحظة الانزعاج، بل بتأثيرات تراكمية قد تنعكس على النوم والمزاج وحتى القدرة على التركيز واتخاذ القرارات.

* ليس كل ما يعرض يستحق المشاهدة

تعمل وسائل التواصل الاجتماعي وفقًا لخوارزميات تهدف إلى إبقائك متصلاً لأطول وقت ممكن؛ ما يعني أن المحتوى الأكثر صدمة وإثارة غالبًا ما يُعرض لك أثناء تصفحك، فمن الأفضل الابتعاد عنه، كما ينبغي عدم تناول طعام فاسد لمجرد أنه موجود أمامنا، لا يجب أيضًا أن نستهلك كل ما يُعرض على شاشاتنا.

* خطوات عملية لحماية نفسك

فيما قدّم تقرير الـCNN، عدة خطوات بسيطة لكنها فعّالة في تقليل فرص وصول المحتوى العنيف إليك، والتي جاءت على النحو التالي:

إيقاف التشغيل التلقائي للفيديوهات، التي تعد خطوة أساسية لمنع المفاجآت غير المرغوبة.

تفعيل إعدادات تقييد المحتوى الحساس، تختلف حسب التطبيق، لكنها تساعد على الحد من الصور الصادمة.

استخدام الفلاتر والكلمات المحجوبة: خاصية موجودة على معظم المنصات تتيح لك منع ظهور هاشتاجات أو كلمات مرتبطة بأحداث دموية أو عنيفة.

تنظيم قائمة المتابعة: ألغِ متابعة الحسابات التي اعتادت نشر صور مزعجة، واملأ صفحتك بمصادر تمنحك معرفة أو راحة.

تخصيص وقت خالٍ من الشاشات: خاصة قبل النوم أو أثناء الوجبات، فالفصل الواعي عن الهاتف يقلل الضغط النفسي ويمنح ذهنك مساحة للراحة.

* استعادة السيطرة على تجربتك الرقمية

ينبغي أن يدرك مستخدمو مواقع التواصل أن تجنب المحتوى العنيف ليس إنكارًا للواقع، بل وسيلة لحماية نفسك لتظل قادرًا على التفاعل مع العالم بوعي، فحين تسمح لكل صورة صادمة أن تدخل وعيك، يتحول جزء كبير من طاقتك إلى صدمة وغضب، بينما حماية انتباهك تتيح لك أن تختار أين تستثمر طاقتك ومتى تتحرك بفعالية.

* مبادرات ودورات لدعم المستخدمين

وأوضح التقرير، أنه في هذا السياق ظهرت مبادرات أكاديمية ومجتمعية تعمل على تمكين الأفراد من التعامل الصحي مع وسائل التواصل، من بينها مشروع “ما بعد الإنترنت”، الذي أطلقه فريق بحثي في الولايات المتحدة لتطوير استراتيجيات عملية للحد من التأثيرات السلبية الرقمية.

وقدم المشروع برنامجًا بحثيًا يحمل اسم PRISM، يساعد المستخدمين على بناء علاقة أكثر وعيًا مع المنصات، ومن المقرر أن يطرح الفريق دورة مجانية على منصة كورسيرا في أكتوبر 2025 بعنوان “الاستهلاك الإعلامي المتوافق مع القيم”، والتي ستكون متاحة لأي شخص يرغب في تعلم تقنيات عملية لإدارة استخدامه لوسائل التواصل.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني