بقلم: زكريا كرش

لقاء بعد غياب دام طويلًا ما بين سنتين إلى أربع سنوات وأكثر، كل شخص وحسب فترة إعتقاله.
بعض من أسرى الحرب يعودون إلى أهاليهم بعد سنواتٍ عجاف مُرة كمر فقدان الحرية..
دموع الفرح تنهمر من أعينهم وأعين أهاليهم، لإطلاقهم من المعتقلات الظالمة أهلها..
كم هي جملية هذه اللحظة وكم هو مؤلم سبب إعتقالهم،
لا يقدر حجم الألم عندما تُسجن في وطنك وتتحكم فيك ميلشيات تدعي الوطنية والولاء..

عائدون إلى منازلهم لكي يحكوا لأهاليهم مر غربتهم، وكيف قضوا تلك السنين خلف القضبان..
عائدون لكي يحكوا لجيرانهم وعشيرتهم أن مُر الحرب ليس أن تنام وأنت جائع أو أن تفقد شخص ما..
وإنما المر في الحرب هي أن تفقد حريتك وأنت على قيد الحياة..
ما هؤلاء الا قلة قليلة ممن هم معتقلون حتى الآن، فهناك المئات ينتظرون الفرج لكي يعودون إلى منازلهم، ولكي يعانقون أهاليهم ويزورون قبور من فقدوهم وهم في سجونهم..
اللعنة على الحرب وعلى القائمين عليها وعلى من يريد إطالتها..

اما حان “للحرب” أن تنتهي لكي نعود ويعود الوطن آمنًا مستقرًا..
اما حان “للسلام” أن يعود وتعود أحلامنا معه التي رحلت بلا عودة..
اما حان “للشعب” أن يتنفس الصعداء ويغفوا مطمئن البال ويصحوا على أجمل واقع..

إنتهي أيتها الحرب وأفرحي ضعفاءك
إنتهي أيتها الحرب وأقهري عشاقك
إنتهي أيتها الحرب فنحن نكرهكِ كحب تجاركِ لبقاءك.
أن تموت وأنت جائع أهون من أن تموت وأنت مكبل اليدين فاقدًا “حريتك”..
هذا لسان حال السجناء في جميع سجون اليمن هنا وهناك..

لقد سرقت “الحرب” منا ابتسامتنا وأحرقت كل جميل،
لقد كبلتنا “الحرب” قولًا وفعلًا فإن لم نسجن في سجونهم فنحن مسجونون في منازلنا دون رأي أو قرار..
لقد أعادتنها هذه “الحرب” إلى الوراء سنين طويلة وبتنا نحلم بإنتهاءها فقط..
لا نريد رفاهية ولا جاه نريد الأمن والسلام
وأن يعود “اليمن” سعيد.

مبارك عليكم هذه “الحرية” أيها الطلاقاء وتمنياتنا للقابعون هناك.. بنيلها فهي المر الذي لا مر بعده

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز