لا يزال حادث السير الذي تعرضت له لونا الشبل مستشارة الرئيس السوري يثير العديد من التساؤلات وإن كان حادث طبيعي أم مدبر أي محاولة اغتيال، خاصة أن الشبل تعد أحد أبرز الشخصيات المقربة لدائرة القصر الجمهوري وتعد المرأة الثانية بعد أسماء الأسد زوجة الرئيس بشار الأسد.
لونا الشبل المرأة الثانية في القصر الجمهوري السوري
تساؤلات وسيناريوهات عدة طرحها المتابعين للمشهد السياسي في سوريا، فهناك من اتهم بضلوع إيران في الحادث وربطه بمقتل الرئيس إبراهيم رئيسي الذي توفى هو الآخر في ظروف غامضة بعد تحطم مروحيته ما أدى إلى مقتله ومسؤولين آخرين من بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان.
اتهامات بالتخابر لصالح دول غربية
ففي تغريدة نشرها المحلل سياسي طارق أبو زينب عبر منصة إكس ورصدها موقع تحيا مصر:” لونا الشبل تعد المرأة الثانية في سوريا بعد أسماء الاسد ، داخل القصر الجمهوري السوري وتمتلك لونا الشبل صلاحيات مكنتها من أن تتحكم في البلاد والعباد “.
وأضاف في التغريدة:” يتداول بأن الأجهزة الأمنية الإيرانية كشفت مراسلات مسربة بين لونا شبل مع دولة غربية تعد معادية لسوريا وايران ، وفي المراسلات معلومات مهمة ودقيقة عن تواجد الايرانيين العسكري في سوريا وتوزيعهم وخريطة مركزهم وطرق امداداتهم اللوجستية من إيران إلى العراق إلى سوريا ومن ثم إلى لبنان ، وعن عمل المليشيات المسلحة في سوريا”.
وتابع قائلاً في التغريدة:” ويقال ايضا بأن لونا الشبل زودت دولة غربية جميع الداتا الخاصة بغرفة العمليات الحربية العسكرية التي يتواجد فيها إيران حزب الله روسيا والنظام السوري في سوريا”.
وإلى جانب الاتهامات التى طالت إيران التى تتمتع بعلاقات قوية مع نظام الأسد ولديها مناطق نفوذ وتموضع في الأراضي السورية. رجح البعض أن الحادث مدبر ومحاولة لتصفية الحسابات.
وبالعودة إلى تفاصيل الحادث، تعرضت لونا الشبل لحادث سير في تمام الساعة الثالثة والنصف من عصر الثلاثاء، في منطقة يعفور بريف دمشق، ما أدى إلى تعرضها لإصابات خطيرة
وذكرت وسائل إعلام محلية، أن سيارة مصفحة صدمت السيارة التي كانت فيها الشبل على أوتوستراد دمشق يعفور، مما دفع سيارتها باتجاه منصف الطريق، مشيرة إلى أن السيارة التي صدمتها كانت مجهزة بدعامة حديدية في المقدمة، مما أدى إلى تعرض الشبل لنزيف دماغي حاد.
الشبل بين الحياة والموت
و تم إسعاف الشبل بدايةً في مستشفى الصبورة في منطقة يعفور ثم تم نقلها إلى مستشفى الشامي في دمشق.
وكشفت مصادر أن الشبل تعاني من حالة نزيف شديدة للغاية، وأن هناك انتظاراً لإعلان الوفاة. وفشلت محاولات عمار ساعاتي زوج لونا بنقلها إلى بيروت، ثم وصل أطباء من لبنان وأكدوا له أنها في حالة غيبوبة و”بحاجة لمعجزة”.
تقارير إعلامية أشارت إلى أن بعد الحادث تم نقل السائق والمرافق إلى (مكان مجهول) ولم تذكر المزيد من التفاصيل.
فيما كشفت مصادر مطلعة أنه قبل أسبوع تم اعتقال العميد ملهم الشبل شقيق لونا الشبل بتهمة التخابر مع دولة أجنبية، كما تناقلت الشبكات الاجتماعية وثيقة قرار موقع من وزير التعليم العالي يقر إنهاء خدمات عمار ساعاتي زوج لونا الشبل وتصفية حقوقه، وهو الرئيس السابق لـ”الاتحاد الوطني لطلبة سوريا”، والعضو السابق بمجلس الشعب عمار ساعاتي، وقد تم منعه من دخول المستشفى.
وحادث لونا الشبل يأتي بعد أن استبعد الرئيس السوري بشار الأسد، اسم الشبل من قائمة “اللجنة المركزية” لحزب البعث، مع آخرين من بينهم مستشارته بثينة شعبان ونائبه للشؤون الأمني علي مملوك، خلال الاجتماع الموسع للجنة المركزية الذي حضره الأسد وعين الأعضاء بنفسه، في مايو الماضي.
ولونا الشبل من أبرز الشخصيات في الدائرة المقربة من الرئيس الأسد، وتشغل منصب مستشارته الخاصة والمسؤولة الإعلامية في القصر الجمهوري، وإحدى أكبر المسؤولين الصحفيين في الحكومة .
وظهرت الشبل لأول مرة عبر برنامج “زوايا وأعمدة”، الذي عُرض على التلفزيون السوري، ومن إعداد فؤاد شربجي، وفي عام 2003 انتقلت للعمل مذيعةً في قناة الجزيرة ، بعد ذلك قدمت استقلتها من القناة القطرية عام 2011.
وكشفت مصادر أن عمار ساعاتي الذي يملك مع لونا الشبل منتجعاً في مدينة سوتشي الروسية، كان يستعد للسفر إلى روسيا على أن تتبعه زوجته، إلا أن تم إيقافها، وأُبلغ بأنه ممنوع من السفر خلال هذه الفترة.
وساعاتي كان عضواً في “مجلس الشعب” بين عامي 2003 و2015، وشغل منصب رئيس مكتب الشباب في “القيادة المركزية” لحزب “البعث” قبل أن يستبعد منه في مايوالماضي.
إدراج زوج لونا الشبل على قائمة العقوبات الأمريكية
و يعد ساعاتي أحد الأشخاص المقربة من رجل الأعمال السوري، محمد حمشو، ومساعدته في التقرب من شقيق الرئيس وقائد “الفرقة الرابعة”، ماهر الأسد، وتسهيل استلام مشاريع المقاولات منها، فضلاً عن امتيازات أخرى.
وفي أغسطس 2020 أدرجت الولايات المتحدة الأميركية ساعاتي على لائحة العقوبات المفروضة على النظام السوري، متهمة إياه بالمسؤولية عن تجنيد الشبان السوريين ضمن ميليشيا “كتائب البعث”.
