صاحبة الصوت الناعم والأداء المفعم بالمشاعر الدافئة الفنانة ماجدة الصباحي التي رحلت عن عالمنا في السادس عشر من يناير عام 2020، اسمها الحقيقي عفاف على كامل الصباحي من مواليد 6 مايو 1931.

 

 لم يكن احترافها للفن بالأمر السهل أو المقبول وسط العائلة العريقة التي تنتمي إليها، وهو الأمر الذي دفعها وهي في سن الـ 15 سنة إلى تغيير اسمها لتتمكن من تحقيق حلمها الفني. عندما اكتشفها المخرج سيف الدين شوكت أثناء زيارة مدرسية لاستديو شبرا، ولفتت انتباهه بطلتها المختلفة، فعرض عليها العمل في السينما، فقررت تحدي الجميع ووافقت على لعب دور البطولة أمام النجم إسماعيل ياسين في فيلم الناصح الذي عرض في السينما عام 1949دون أن تخبر أسرتها.

قدّمت العديد من الأدوار المميزة في السينما المصرية، ومن أبرز أفلامها: ” الآنسة حنفي، بنات اليوم، شاطئ الأسرار، النداهة، الحقيقة العارية “… أسست شركة إنتاج عام 1958 وأنتجت عددا من الأفلام الهامة في تاريخ السينما المصرية قدمت من خلالها عددا من النجوم والوجوه الجديدة، فضلا عن الأفلام الاجتماعية ومنها أين عمرى، ومن أحب، والمراهقات الذي تم تصنيفه كأحد أهم الأفلام في تاريخ السينما، وفيلم “جميلة بوحيرد ” من إخراج يوسف شاهين والذي حصدت به العديد من الجوائز والتكريمات.

 

تزوجت ماجدة عام 1963 من الفنان إيهاب نافع الذي كان يعمل طيارا وشاركها بطولة عدد من أفلامها وأنجبت منه ابنتها الوحيدة غادة. وخلال مسيرتها الفنية الطويلة قدمت ماجدة مسلسلا واحدا هو “قصيرة الحياة” إخراج نور الدمرداش وشاركها البطولة صلاح ذو الفقار، كما كانت ترفض العمل في المسرح لعدم رغبتها في تكرار ما تقدمه على خشبة المسرح كل يوم، ولكنها عشقت السينما ومنحتها كل ما تملك تاركةً وراءها رصيدًا كبيرًا من الأعمال الفنية، التي مازالت محفورة في أذهان الجمهور حتى اليوم.

 

حياتها الفنية:

بدأت حياتها الفنية وعمرها 15 سنة دون عِلم أهلها وغيرت اسمها إلى ماجدة حتى لا تكتشف. كانت بدايتها الحقيقية في عام 1949 في فيلم الناصح إخراج سيف الدين شوكت مع إسماعيل ياسين. دخلت مجال الإنتاج وكوّنت شركة أفلام ماجدة لإنتاج الأفلام، ومن أفلامها التي أنتجتها جميلة وهجرة الرسول وقد مثلت مصر في معظم المهرجانات العالمية وأسابيع الأفلام الدولية واختيرت كعضو لجنة السينما بالمجالس القومية المتخصصة.

حصلت على العديد من الجوائز من مهرجانات دمشق الدولي وبرلين وفينيسيا الدولي، كما حصلت على جائزة وزارة الثقافة والإرشاد.

ومن الجدير بالذكر على مدار تاريخها الفني عملت ماجدة كممثلة ومنتجة للعديد من الأفلام، و سنذكر أهم تلك الأعمال والتي صنفت ضمن أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وهما:

فلم أين عمري:

في هذا الفيلم قامت ماجدة بدور فتاة مراهقة تبحث عن الاستقلال والتخلص من سيطرة والدتها، فتتزوج من ” عزيز” الذي يكبرها ب40 عام والذي جسد دوره الفنان زكي رستم، ولكن تصطدم بتسلطه الشديد وغيرته الشديدة، وتتعرف على طبيب يساعدها في التخلص من معاناتها، وبعد وفاة زوجها تنطلق لحياة صاخبة تعويضا عما عانت منه في حياتها.

الفيلم قصة الأديب الكبير “احسان عبد القدوس”، وسيناريو وحوار” علي الزرقاني”، وشارك بطولته زكي رستم، يحيى شاهين، أمينة رزق، ومن إخراج أحمد ضياء الدين.

فلم جميلة:

جسدت ماجدة في هذا الفيلم شخصية المناضلة الجزائرية ” جميلة بو حريد”، والتي برعت من خلاله في تجسيد معاناة الشعب الجزائري أثناء فترة الاحتلال الفرنسي، ومثلت ببراعة دور ” جميلة بو حريد” وما تعرضت له من تعذيب وتنكيل حتى حصول بلادها على الاستقلال.

ولعل أحد أسباب أهمية هذا الفيلم أيضا أن من قام بكتابة القصة الأديب ” يوسف السباعي”، وقام الأديب العالمي ” نجيب محفوظ” بكتابة سيناريو وحوار الفيلم إلى جانب الكاتب الكبير “عبد الرحمن الشرقاوي”، وشارك في بطولة الفيلم ” “أحمد مظهر، رشدي أباظة، حسين رياض، محمود المليجي، والفيلم من إخراج يوسف شاهين.

فلم المراهقات:

يحكي الفيلم عن معاناة فتاة تتحكم أسرتها في كل قراراتها وتعاني من قسوة وتسلط أمها وأخيها، حتى تتعرف على طيار تجمعهما قصة حب، ويتقدم لخطبتها الا أن عائلتها ترفض وتجبرها على الزواج من أحد أقاربها، وهنا تصاب بانهيار عصبي حاد، وتتعافى حينما يعود حبيبها مرة أخرى وتوافق العائلة على زواجهما.

الفيلم قصة وسيناريو وحوار ” علي الزرقاني” وبطولة رشدي أباظة، حسين رياض، دولت أبيض، عدلي كاسب ومن إخراج أحمد ضياء الدين.

فلم الرجل الذي فقد ظله:

يتحدث الفيلم عن شخصية شخصية انتهازية تناضل من أجل الوصول إلى مكانة عالية، حتى لو كان هذا الطموح بالتخلي عن كل القيم، حيث يقوم ” يوسف” والذي جسد شخصيته الفنان كمال الشناوي بطرد زوجة أبيه ” ماجدة” بعد وفاة والده، وتناضل من أجل الحصول على حقها ويساعدها ” شوقي” الذي يجسد شخصيته ” صلاح ذو الفقار”، وينتهي الفيلم بفقدان ” يوسف” كل ما وصل إليه بعد قيام ثورة يوليو.

الفيلم من تأليف ” فتحي غانم”، وسيناريو وحوار ” علي الزرقاني”، وبطولة كمال الشناوي، صلاح ذو الفقار، عماد حمدي، نيللي ومن إخراج كمال الشيخ.

كما قامت بالعديد من المسلسلات الأذاعية منهم: : الكلمة الأخيرة ، العمر لحظة-نعمة ،في سبيل الحرية ،أعلنت عليك الحب و أخيرا تمثيلية الحياة قصيرة قصيرة

وفتها:

رحلت ماجدة الصباحي عن عمر يناهز 89 عاماً، يوم الخميس 16 يناير 2020 في القاهرة، وأقيمت صلاة الجنازة عقب صلاة الجمعة 17 يناير 2020 بمسجد مصطفى محمود في مدينة الجيزة ، لكن إرثها الفني سيظل حياً ليستمتع به الأجيال القادمة. استطاعت ترك بصمتها بقوة في عالم الفن المصري والعربي، وسيظل اسمها منارة تضيء طريق العديد من الشباب الطامحين في مجال التمثيل والفن، ستظل ماجدة الصباحي خالدة في قلوب محبيها ومعجبيها.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني