كتب: مختار القاضى
مصطلح الإبادة الجماعية
تُعرّف “الإبادة الجماعية” على أنها عملٌ متعمد ومنهجي للتخلص من مجموعة من البشر، بسبب اعتبارات عرقية أو دينية أو جنسية أو أصلية.
يمكن أن تشمل هذه الأعمال قتل الأفراد بشكل جماعي أو جزئي، وذلك من قِبَل حكومة أو جماعة مسلّحة أو أيَّة مجموعة تسعى لتحقيق هذه الأهداف، بطريقةٍ منظّمة ومنسّقة.
جريمة الإبادة الجماعية في القانون الدولي
تعتبر جريمة الإبادة الجماعية جريمة بمقتضى القانون الدولي تفوق في شناعتها القتل غير القانوني للمدنيين.
وتتمثل الجريمة في القصد العمد لتدمير مجموعة عرقية أو دينية أو قومية أو سياسية بأي طريقة من الطرق.
ومن الضروري لإتخاذ إجراءات قانونية ضد المتهمين بارتكاب هذه الجريمة إثبات نية التدمير المعتمدة.
وتتعهد الدول المتعاقدة على عدم السماح بحدوث الجريمة وتطبيق العقوبات اللازمة على المتهمين بارتكابها، سواء خلال الأوقات السلمية أو في الحروب.
وتعتبر جريمة الإبادة الجماعية جزءًا من القانون الدولي العرفي ومن قاعدة القصد الجنائي، وتأتي في إطار مسؤولية الفرد الجنائية عن ارتكاب الجرائم الدولية.
أركان جريمة الإبادة الجماعية
1- توفير شروط الإبادة: يعني هذا الشرط أنه ليكون هناك عملية إبادة جماعية فلا بد من توفر شروطٍ معينة مثل الاعتداء على جماعة محددة من البشر وحاول القضاء عليهم بأي وسيلة.
2- القصد الجنائي: يعد هذا الركن أساسياً لأي جريمة، إذ يجب أن يكون هناك قصدٌ جنائي ونيةً للتخلص من تلك الجماعة، بواسطة أي وسيلة عِلمياً.
3- تزامن الركن المادي والمعنوي: في مظهر السلوك الحربي للعمل التي تُشكّل جريمة الإبادة الجماعية، يتعلق المقصود بتزامن الركن المادي والمعنوي للفعل منح به طابع السلوك الجرمي الذي يتفق مع الإبادة الجماعية بصفة شاملة.
خصائص جريمة الإبادة الجماعية
– تُعد جريمة الإبادة الجماعية من أكثر الجرائم التي تثير الرعب والاشمئزاز في قلوب الناس.
– تقوم جريمة الإبادة الجماعية بتدمير كلي أو جزئي لجماعة ما و استهدافها بسبب خصائصها الدينية أو العرقية أو القومية.
– من الأركان الرئيسية لجريمة الإبادة الجماعية الهجمات الشاملة، مثل قطع زوايا للحياة اليومية كالغذاء والمأوى والرعاية الصحية.
– يعتمد نجاح جريمة الإبادة الجماعية على تطهير الأراضي بأكملها من أفراد الجماعة المستهدفة.
– تمنح جريمة الإبادة الجماعية شعوراً بالاستحواذ الذي لا يشبع، والذي يتم تحقيقه عن طريق القوة العنيفة ضد الأشخاص الآخرين.
– جريمة الإبادة الجماعية هي جريمة مروعة وشيطانية تستهدف جماعة ما بشكل متعمد وممنهج.
آليات الوقاية من جرائم الإبادة الجماعية وحماية حقوق الإنسان
تعد المحكمة الجنائية الدولية الدائمة من أهم المؤسسات التي تهدف إلى حماية حقوق الإنسان ومعاقبة الجرائم الدولية الخطيرة، ومن أهم هذه الجرائم جريمة الإبادة الجماعية.
وتتمثل دور المحكمة الجنائية الدولية بشكل رئيسي في محاكمة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
ولا تقتصر مهمة المحكمة على محاكمة الأفراد فقط، بل يمكنها أيضاً محاكمة الدول التي ترتكب هذه الجرائم.
ويتمثل دور المحكمة الجنائية الدولية في عدة أمور، منها:
الحفاظ على حقوق الإنسان: حيث تعد المحكمة الجنائية الدولية من الآليات الرئيسية التي تعمل على حماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وخاصة في مواجهة جريمة الإبادة الجماعية.
تدعيم العدالة الدولية: حيث توفر المحكمة الجنائية الدولية منصة لمحاكمة الأفراد والدول التي ترتكب جرائم دولية خطيرة، ومن أهم هذه الجرائم جريمة الإبادة الجماعية.
ردع الجرائم الدولية: حيث يمكن للمحكمة الجنائية الدولية أن تسهم بشكل كبير في ردع الجرائم الدولية، وخاصة فيما يتعلق بجريمة الإبادة الجماعية.
تحسين الإدارة الدولية: حيث تعمل المحكمة الجنائية الدولية على تحسين الإدارة الدولية، من خلال محاكمة ومعاقبة الأفراد والدول التي ترتكب جرائم دولية، وبالتالي تحسين صورة العالم بشكل عام.
بشكل عام، تلعب المحكمة الجنائية الدولية دورًا حاسمًا في مواجهة جريمة الإبادة الجماعية، وتعد الآلية الرئيسية التي يمكن من خلالها تحقيق العدالة الدولية وحماية حقوق الإنسان.
وكل ذلك ثابت فى حرب الإبادة الجماعية التى تشنها قوات الإحتلال الصهيونى الإسرائيلى ضد شعبنا العربى الفلسطينى فى قطاع غزة وقتلوا فيها ما ما يقرب من 21 الف شهيد اكثر من نصفهم من الأطفال والنساء.
واصابوا أكثر من 70 الف مصاب ودمروا المنازل والمساجد والكنائيس والمستشفيات وسيارات الإسعاف وكل ذلك نقلته وسائل الإعلام الحديثة وعلى مسمع ومرأى من دول العالم وشعوب الأرض !!
فهل تستطيع الولايات المتحدة الشريك الكامل لدولة الاحتلال الصهيونى فى حربها الابادية ضد غزة افلات حكومة مجرم الحرب النتن ياهو من العقاب الذى تستحقه؟!