رأى خبيران سياسيان، أن مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» الجديد لن يقدم جديدًا بشأن الحرب الأوكرانية الروسية.

وأشارا في حديث لـ”إرم نيوز” أن روته سيسير على نهج النرويجي ينس ستولتنبرج، فيما يتعلق بدعم أوكرانيا في مواجهاتها العسكرية ضد روسيا، لتنفيذ خطة كسر هيبة الدب الروسي.

وفي أول تصريحات للهولندي مارك روته، بعد توليه قيادة الناتو رسميًا، أفصح للصحافيين في بروكسل، عن خطته وأولوياته خلال فترة ولايته التي تمتد لأربعة أعوام، قائلًا: «أوكرانيا تحظى بقمة القائمة والأولوية القصوى لعمل الحلف، ويعقبها تعزيز الدفاع الجماعي لدول شمال الأطلسي».

وعن النتائج المرتقبة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، واحتمالية عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب لرئاسة البيت الأبيض مُجددًا، أكد: «لست قلقًا، وأعرف المرشحين جيدًا، وعملت مع دونالد ترامب لمدة أربعة أعوام».

وفي أعقاب تولي الهولندي مارك روته قيادة الناتو، والإدلاء بهذه التصريحات، سادت حالة من الترقب لدى المراقبين بشأن مصير الحرب الأوكرانية الروسية، وأثارت معها العديد من التساؤلات، وأبرزها هل تخلق الفترة الجديدة لروته موجة تصعيدية جديدة ضد موسكو؟ وما أشكال الدعم الأوروبي المحتمل لكييف، رغم نفاذ العديد من مخازن الأسلحة الغربية؟ وأيضًا سيناريوهات التعامل الروسي مع تهديدات الأمين العام الجديد للناتو.

“لا تغيير”

وفي هذا الصدد، قال عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، إن حلف الناتو يعد أداة في يد الولايات المتحدة، ولم يعد أداة عسكرية فقط، بل أصبح أداة سياسية بعد إنشائه في أعقاب الحرب الباردة، ويعمل وفقًا للمصالح الأمريكية، حيث تمول واشنطن 65% إلى 70% من مصروفات وتسليح الحلف، كما أن ثلث جنوده وقياداته من الأمريكيين.

وأضاف قناة لـ “إرم نيوز” أن حلف الناتو فقد جزءًا كبيرًا من أدائه المتوقع في التعامل مع الأزمة الروسية الأوكرانية، فيما يتعلق بردع روسيا، وأن سياسة الحلف لم تكن مؤيدة للانخراط الكبير في الحرب، ضد روسيا.

وعن تصريحات روته، بأولوية تقديم الدعم لأوكرانيا، أكد أستاذ العلوم السياسية، أنها سياسة متعلقة بالظرف السياسي للولايات المتحدة وتعاملها مع الأزمة الأوكرانية، وفقًا للظروف الحالية.

وأضاف أنه لن يتغير شيء في السياسات تجاه أوكرانيا، بينما أصبح هناك عجز واضح في تسليح كييف، مشيرًا إلى موقف الحلف في بداية الأزمة الروسية الأوكرانية بأنه لم يكن مؤيدًا لبدء العملية العسكرية في أوكرانيا والانخراط فيها.

وأوضح أنه منذ العام 2014 كانت تتم عمليات التحصينات في منطقة الدونباس الموجودة في شرق أوكرانيا، والتي كان يشرف عليها حلف الناتو حتى سيطرت عليها روسيا الآن. كما بدأ الحلف عمليات تدريب الجيش الأوكراني العام 2014 هناك.

“لا فرق”

وقال بسام البني المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن السياسة الأمريكية واضحة تجاه روسيا، سواء تغير الأمين العام لحلف الناتو، أو تغيرت الحكومات الأوروبية.

وأوضح أن الأمر لم يتغير حال مجيء دونالد ترامب أو كاملا هاريس إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، موضحًا أنه لا فرق بين الديمقراطيين والجمهوريين فيما يتعلق بسياسة أمريكا ضد روسيا، كما أن حلف الناتو ينفذ السياسات الأمريكية.

وأضاف البني لـ”إرم نيوز”، أن السياسات الأمريكية الخارجية محكومة من الدولة العميقة، ومن ثم فهي لن تتغير بمجيء الديمقراطيين أو الجمهوريين موضحًا أن تغيير الأمين العام لحلف الناتو لن يغير شيئًا في المشهد السياسي.

أما فيما يتعلق بتصريحات الأمين العام الجديد لحلف الناتو، والذي أكد أن أولوية الحلف لصالح دعم أوكرانيا، أكد البني أن الصورة لم تتغير كثيرًا عما كانت عليه في السابق، مشيرًا أيضًا إلى التصعيد الإيراني ضد إسرائيل الذي سيؤدي إلى إرسال أمريكا لكميات كبيرة من الأسلحة إلى إسرائيل؛ ما يخلق أزمة في مخازن الأسلحة الأمريكية والأوروبية بشكل عام.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني