بقلم: زكريا كرش
في الوقت الذي تعتقد بعض دول أوروبا أن الوضع الأمني في اليمن آمن أو قابل لأن يكون آمن هناك مجازر واشتباكات يومية تحصل داخل اليمن أقربها مجزرة ارتكبها الحوثيين بحق بعض أهالي منطقة رداع في محافظة البيضاء شمال اليمن تم تفجير بعض المنازل على رؤوس ساكنيها وأسفر ذلك عن استشهاد العشرات من الأطفال والنساء وكبار السن.
مخاوف كبيرة سادت طالبي اللجوء في هولندا ممن يحملون الجنسية اليمنية بعد القرارات الأخيرة التي أصدرت من دائرة الهجرة والجنسية الهولندية ind تجاههم وذلك بنية تأخير دراسة طلبات اللجوء بحقهم وأن دراسة ملفاتهم لن يكون بشكل أسرع كما كان سابقًا وأن الأولوية في دراسة طلبات اللجوء ستكون لمن لديهم قضايا شخصية بالإضافة للوضع العام داخل اليمن.
قرار أصاب الكثيرين بحالة من الهلع وبات لسان حالهم يقول غادرنا اليمن للبحث عن أوطان تحتوينا بعد أن أحرقت الحرب كل جميل فيها لكننا تهنا فلم نجد الأوطان.
أسئلة كثيرة طرحت بعد القرارات الصادرة ماذا لو؟ ماذا لو تم رفض لجوؤنا إلى أين سنلجأ؟
من يعيد لنا وطنا الذي دمرته الحرب وأستوطنت به المليشيات المسلحة في شماله وجنوبه؟!
لن نكون أنانيين ونتمنى أن تستمر الحرب في اليمن وذلك من أجل مصالحنا الشخصية وقبولنا كلاجئين بل خالص أمنياتنا أن تنتهي الحرب فيها وأن يعود الوطن سعيد لكن مع الأسف الواقع يقول عكس ذلك فالوضع الأمني منهار وكل شيء على حاله منذ اندلاع الحرب مطلع العام 2015.
فسر البعض أن الهدوء الحاصل داخل اليمن هو بسبب الأمان لكنه عكس ذلك لقد تعب الشعب من المقاومة وشاخ وباتوا يبحثون عن السكينة والتأقلم مع الوضع حتى حين!
إن الشعب اليمني مغلوب على أمره فإن لم تقتلهم نيران الحرب قد يلتهمهم الجوع والجوع في كثير من الحالات أشد وأعظم فهو الموت البطيء وما أصعبها من نهاية لإنسان يعيش في القرن الواحد والعشرين!
إن الوضع المعيشي في اليمن لا يقل قسوة عن الحرب وهو وحده كفيل بأن يجعل المرء يغادر وطنه للبحث عن وطن ينعم بالأمن والأمان يعيش فيه كباقي البشر لكن ماذا لو اجتمع السببين معًا؟
رسالة لحاملي الجنسية اليمنية لا تقلقوا فكلنا ثقة في الاتحاد الأوروبي وعلى وجه الخصوص هولندا.
نثق أنهم سيعطون اللاجئ اليمني حقه في الحماية كالمعتاد أسوة بطالبي اللجوء من الجنسيات الأخرى وأن القرارات لن تكون ضده بل لصالحه فالوضع في اليمن مأساوي ومقلق للغاية كان الوضع أمني أو معيشي.