كتبت: إيمان عبد الحليم
أحد أشرس الجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني في الفلسطينيين ، وقعت المذبحة في قرية دير ياسين ، في التاسع من أبريل عام 1948م ، وقام بالمذبحة فريقين من الإسرائيليين المتطرفين أرجون وشتيرون .

وحدثت المجزرة بعد أسبوعين من توقيع معاهدة السلام التي طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية وكذالك أهالي قرية دير ياسين ، قتل في هذه المذبحة العديد من سكان القرية ، ولم يفرق الإرهابيين الصهاينة بين شاب أو طفل أو حتى النساء ، وأكدت التقارير العربية أن عدد القتلى في المذبحة بين المائتان وخمسون إلى ثلاثمائة وستون قتيل ، أما التقارير الغربية فقد أكدت أن القتلى فقط مئة وتسعة .

كانت مذبحة دير ياسين أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى زيادة معدلات هجرة الفلسطينيين إلى المناطق الأخرى من فلسطين وأيضًا إلى لبنان وعدد من الدول العربية الأخرى .

بداية الأزمة بدأت الأزمة حين شكل جيش التحرير العربي والذي اشترك فيه الفلسطينيين ومتطوعين من باقي الدول العربية ، وقام الجيش بعدة هجمات على المستوطنات الصهيونية ، وكان الرد بأن قامت الجماعات الصهيونية بالعديد من الهجمات المضادة .

وتم الهجوم على قرية دير ياسين لأنها من أصغر القرى ويمكن بسهولة أن يتم السيطرة عليها ، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع الروح المعنوية لليهود بعد العديد من خيبات الأمل .

وكانت قرية دير ياسين قرية صغيرة لم تشترك في المقاومة ضد اليهود ، وكان اليهود يعرفون ذلك جيدًا ، حتى أن كبار أهالي القرية رفضوا أن تستخدم القرية في المقاومة ، وأرادوا السلم بينهم وبين اليهود ولكن النهاية غدر اليهود بهم .

يوم المذبحة :
بدأت جماعات الأرجون وشتيرون ، في شن الهجوم على القرية في تمام الثالثة فجراً ، وكان الهدف إثارة الفزع بين أهالي القرية ، حتى يفروا هاربين منها وبالتالي يستوطن فيها اليهود ، بدأ الهجوم بسيارة مصفحة تهجم على القرية ، وبدأ أهالي القرية في إطلاق النيران دفاعًا عن أرضهم ، وبالفعل تم قتل أربعة من القوات اليهودية وجرح حوالي اثنان وثلاثون ، شعر الصهاينة أن الأمر أصعب من تخيلاتهم ، فاستعانوا بالهجانة .

وبالفعل بدأت الإمدادات ، وبداو في فتح النيران على القرويين ، وعلى السيارات والمنازل ، وبالفعل بدأت الدماء تتناثر في شوارع القرية ، وبدأ الضحايا يتساقطون ، وحرص الصهاينة على الإطاحة بكل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ، من قتل واغتصاب وتعذيب وتشويه للضحايا وهم أحياء .

ضحايا دير ياسين :
يقال أن أصدق تقرير حول أعداد الضحايا ، هو تقرير الصحفيين والذي يؤكد أن عدد ضحايا المذبحة هو مائتان وأربعة وخمسون قتيل ، ولم يكذب الجانب الإسرائيلي التقارير التي تناولت أعداد الضحايا ، وذلك لأن الأعداد الكبيرة للقتلى من شأنها إرهاب وتخويف باقي القرى ، ومنعهم من الاشتراك في المقاومة .

تداعيات مذبحة دير ياسين :
تم تناول المذبحة في كافة وسائل الإعلام العربية والعالمية ، وبدأت الضغوط الدولية التي تسعى لإثارة الرأي العام على الإسرائيليين ، بالإضافة إلى ذلك كانت هذه المجزرة أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى هجرة العديد من الفلسطينيين إلى الدول المجاورة ، وأبرزها لبنان وسوريا ومصر .

جديرًا بالذكر أن هذه ليست المجزرة الوحيدة التي تم ممارستها ضد الشعب الفلسطيني وكان دائما المجرم وراء هذه المجازر جماعات الهاجاناه ومنظمة شتيرن وكذالك الإرجون والجيش الإسرائيلي ويعتقد المؤرخون العرب أن السبب الحقيقي وراء هذه المجازر هو التطهير العرقي ، والذي ينفذه اليهود من أجل التخلص من الشعب الفلسطيني للاستيلاء على أراضيهم .

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز