بقلم : بسيونى ابوزيد
نحن بحاجة الى اعمال فنية كبيرة تعلم الاجيال كيفية احترام سيادة القانون وتنبذ العنف والقتل من المجتمع ، لا شك أن الظلم والقهر يحول الانسان الطيب الى وحش كاسر ويحول الطفل الصغير الى رجل شايب يتحمل المسئولية منذ نعومة اظافره ، على الرغم من إعجابى الشديد بمسلسل الأجهر ورفضى لكم الظلم الذى تعرض له مصطفى الاجهر (( يوسف شريف منصور )) وهو يرى مقتل امه بلا ذنب ولكنى اختلف مع اسلوب الانتقام الذى انتهجه مصطفى الأجهر فى تنفيذ حكم الإعدام بنفسه من الجناه الدين حرضوا او قتلوا امه لأنه اسلوب همجى يبين أننا نعيش فى غابة البقاء فيها للأقوى ولا مكان فيها لدولة القانون كنت اتمنى من الكاتب والمخرج والمنتج التفكير فى اسلوب عودة الحقوق لأصحابها بالقانون ، على سبيل المثال أن يسجل مصطفى الأجهراعترافاتهم ويقوم بتسليمهم للعدالة لمعاقبتهم بالقانون لأننا نريد أن ننبذ العنف من المجتمع الذى عانى فى السنوات الاخيرة من افلام ومسلسلات كانت سبب مباشر فى تفشى ظاهرة العنف فى المجتمع علاوة على ظاهرة الأخذ بالثأر الموجودة لدينا فى صعيد مصر منذ قديم الأزل ، ولكنه فى المجمل مسلسل ناجح بكل المقاييس ومن الأعمال الدرامية التى تعالج قضايا المجتمع وتكشف عوراته فى نفس الوقت فشخصية مصطفى الأجهر موجودة فى المجتمع العربى والمصرى ، شخصية طفل فقير ذنبه الوحيد أن والدته سيدة شريفة تعمل فى وظيفة متواضعة بشرف لدى رجل اعمال كبير فيحبها ويتزوجها سرًا لتنجب له طفل (( يوسف الشهير بمصطفى الأجهر )) ، تلك الشخصية الجميلة لطفل تحمل المسئولية فى مقتبل العمر كى يرعى امه المسكينة واخوته ، تلك المرأة الجميلة التى وقع فى غرامها رجل الاعمال الكبير شريف منصور صاحب المال والجاه الذى تخيل انه يستطيع شراء كل شيئ بالمال او بإسم الحب حتى يصل الى فريسته وبعدها يتخلص منها إما بالطلاق او بالقتل مثلما فعل مع والدة مصطفى الاجهر تنفيذًا لأوامر زوجته التى امرت بقتل الزوجة والابن معا حتى لايشارك ابنها فى الميراث ولكن القدر ينجى الابن الذى أتهم ظلمًا بقتل امه واودعوه دار للأحداث ولكنه يهرب لإحساسه بالظلم والقهر ليبدا رحلة البحث عن اخواته والانتقام ممن قتلوا امه لم تكن الرحلة سهلة او بسيطة ولكنها كانت مليئة بالتحديات والمخاطر ، تلك الشخصية التى جسدها الفنان الكبير عمرو سعد بإقتدار شديد ، ممثل قدير تفوق على نفسه وجسد الشخصية بإحترافية واقتدار ،
تحية تقدير لفريق العمل بالمسلسل الذى أبهر الجميع ونال استحسان واعجاب اطياف المجتمع بصرف النظر عن اختلافى مع الكاتب فى اسلوب الانتقام واخذ الحق بالقتل تلك الثقافة التى اتمنى أن تختفى من المجتمع المصرى والمجتمعات العربية والتى تفشت فى الآونة الاخيرة بشكل مخيف ،