كتب إسماعيل السعداوي

مشروع جديد لإنتاج المسحوق الأبيض والمخدر اللعين، إنه مصنع “القناة للسكر”  والذي يتم من خلال شراكة بين رجل الأعمال الإماراتي جمال الغرير، العضو المنتدب والمساهم الرئيسي في شركة (الخليج للسكر)، ومستثمرين إماراتيين آخرين، وشركة (الأهلي كابيتال) القابضة المصرية، الذراع الاستثماري للبنك الأهلي المصري .. أي أن الأهلي كابيتال المصرية ورجل الأعمال الإماراتي أصبحوا أكبر تجار مخدرات شرعيين في مصر

إن للأسف مشروع مدمر لصحة المصريين والعرب والأفارقة .. ويا فرحة الصهاينة وأعدائنا فينا!

فقد أوشك المشروع على الإنتهاء حيث يعد هذا المصنع أكبر مصنع لإنتاج سكر البنجر في العالم، والذي يتم إقامته بغرب محافظة المنيا وعلى مساحة ٢٤٠ فدانا، بطاقة إنتاجية ٩٠٠ ألف طن سنويًا، بالإضافة إلى استصلاح واستزراع أراض صحراوية على مساحة ١٨١ ألف فدان لزراعة بنجر السكر، وبعض المحاصيل الأخرى تشمل القمح، والذرة، والحمص، ويضم المشروع أكبر صومعة تخزين للسكر الأبيض بالعالم، بسعة تخزينية ٤٠٠ ألف طن سكر.

وتبلغ قيمة الاستثمار في هذا المشروع مليار دولار وهي كافية لإستصلاح ولزراعة نصف مليون فدان تقريبا بدلا عن هذا المشروع الضار جدا..

مصر وحدها بها أكثر من ١٥٠ مصنع عملاق للسكر ومع ذلك الإنتاج غير كافي الإستهلاك المحلي ويتم إستيراد كميات ضخمة كل سنة، وتمثل تجارة وثقافة السكر في مصر حقا كارثة كبيرة جدا، فالسكر يعد سلاح بيلوجي خطير، ولعل ما قالته جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة والتي هزمت هزيمة نكراء في حرب أكتوبر ٧٣ المجيدة، أن يكون عظة لينا، وسواء قد قالته بالفعل أم لا، فهو حقا صحيح….

فيذكر موقع بوابة الزراعة المصري في مقال بعنوان السر الرهيب ويقول:

في مذكرات رئيسة الحكومة الإسرائيلية ” جولدا مائير ” قالت لجماعتها إنها مطمئنة على بقاء إسرائيل في فلسطين ما دام السكر بين أيدي العرب .. و أكبر نجاح لنا هو إدخال السكر في كل إستعمالاتهم،
فقالوا لها لقد فضحتي سرنا،
فكان ردها للأسف: ” لا تخافوا العرب لا يقرأون”

و إدخال السكر إلأبيض إلى الشعوب العربية فهو بمثابة المخدر ومعطل العقول ويجعل الشخص تابع ومدمن له.

فبعد الطاقة الكبيرة و الملوثة للجسم التي ينتجها يحدث انهيار سريع ومفاجيء للطاقة وضعف عام فيدخل الشخص تلك الحلقة المفرغة من الإدمان عليه.

كما هو معروف أن السكر الأبيض له ٱدمان أقوى من إدمان المخدرات، فيصبح الشخص مرتبط به ليريح نفسيته عند أعراض الجوع،
والسكر الأبيض هو الطعام المفضل لكل البكتيريا الضارة الطفيليات والديدان المعوية وحتى الحشرات.

وأكدت الأبحاث العلمية أنه يستحيل على الشخص الذي يتناول السكر أن يكون سعيد!! .. بفعل تعطيل عمل هرمون السيروتونين المسؤول عن السعادة وتأثيره السلبي على توازن كل المعادن في الجسم خاصة المغنيزيوم الضروري لكل الأعضاء والدماغ بشكل خاص.

وبعد تناول السكر تحدث حالة نشوة تليها حالة كآبة و ضجر كبير وإحباط نفسي وقلق ولا يمكن إزالة تلك المشاكل النفسية إلا عند تناول المزيد منه.

ويؤكد الدكتور الأمريكي رايموند فرانسيس مؤلف عدة كتب لعلاج العديد من الأمراض أن السكر مهلك أكثر من التدخين والمخدرات لأنه يكبح عمل المناعة بالإضافة للتشويش الذي تحدثه على كل خلايا الجسم بفعل عدم توازنه بالعناصر الغذائية الضرورية لعملية الهضم و التمثيل الغذائي.

ويقول العالم أيضٱ أنه إذا أردت أن لا تصاب بالزكام مجددٱ إمتنع عن السكر فهو المعطل لمناعتك و يتسبب في ظهور أي مرض في جسمك سريعا.
ويقول الدكتور جراهام سيمبسون الكبير أكبر المدافعين عن الطب والصحة (الطبيعية والاستباقية) يقول في مقال بعنوان “السكر هو مصدر كل شر” (Root of All Evil)
“أن السكر يتسبب بخمس أمراض خطيرة تؤثر على صحة البشر، حفظنا وحفظكم الله وهي: السرطان، فالسكريات تعتبر أهم غذاء للخلايا السرطانية، أمراض القلب، أمراض زيادة الوزن والسمنة، مرض السكري، أمراض الكبد، ويؤدي للخمول والكسل والشعور بالتعب والنعاس”

فليس كما هو معروف ان السكر يرفع مستوى الطاقة بل على العكس فهو يوحي بذلك في البداية عند تعاطيه، ولكن بعد بضعة دقائق يقوم بتفتيت الجولوكوز في الدم فتتعطل ٤٠% من وظائف المخ، فيسبب إنحدار الطاقة ونقص التركيز وضعف الذاكرة والاكتئاب.

إن السكر يسبب البدانة لأنه يعطل هرمون الليبتين هرمون الشبع .. وهو قاتل لنضارة البشرة والمسبب الرئيسي للبثور وللشيخوخة المبكرة، إن الأسنان والتي يستدل منها على حفريات البشر والحيوانات من آلاف السنين، لإحتوائها على أقوى نسيجين في جسم الاسنان وهما (المينا والعاج) (Enamel and Dentin)، ومع ذلك السكر أقوى منهما، ينحر فيهما كالسوس ويأكلهما ويدمرهما، وبدل من بياض الأسنان الناصع، يجعلها السكر سوداء قاتمة كالليل الحزين، فإذا كان ذلك المسحوق الأبيض الحلو القاتل والمدمر يستطيع فعل ذلك بالأسنان، وبأقوى نسيج في جسم الإنسان وهو الظاهر لنا، فما بالكم إذن بما يستطيع هذا الماكر أن يفعله بباقي الأنسجة الأضعف؟!!

إن السكر والسكريات والمسكرات يضروا الكلى والأوعية الدموية والعيون والأعصاب والجلد والمناعة وعضلة القلب والمخ، والدم والكبد ويتلاعبوا بمستويات السكر في الدم بالزيادة والنقصان، فيخلوا بالنظام الطبيعي للجسد ويدمروه

هل تعلم حضرة القاريء المحترم أنه يوجد في مصر ما بين ٩ ل ١٠ مليون مريض سكري يمثلوا نسبة ١٦% تقريبا من اجمالي عدد البالغين، ويكلفوا الدولة ما بين ٢٥ ل ٣٠ مليار جنيه سنويا أي ما يفوق تكلفة مشروع القرن للسكر بمرة ونصف سنويا، وتشغل مصر المرتبة التاسعة عالمياً من حيث معدلات انتشار المرض.
حقا إن مرض السكر يُعد من أكبر المشكلات الصحية وأكثرها انتشاراً في العالم..

إن مرض السكري يكلف قطاع الصحة أكثر ثلث الموازنة السنوية والتي تبلغ تقريبا ٧٥ مليار جنيه، والأخطر من ذلك أن ذلك تكلفة واحد فقط من الأمراض التي يسببها السكر، ومن المعروف أن السكر يسبب أكثر من ١٥٠ مرضا ويسبب الموت ومع ذلك لا نجد الحكومات العربية تقوم بتوعية المواطنين بخطورة السكريات والحلويات والمشروبات الغازية بل على العكس، نجد أعلانات السكر وتلك المنتجات السامة في كل مكان، ونجد الدول العربية تتنافس في إنتاج السكر وإعطاءه للناس، وإذا سافر أحدا إلى أوروبا أو أمريكا وقارن أنواع الشيكولاتة هناك مع نظيرتها من نفس النوع والمصنع في مصر مثلا سنجد أن المنتجة لمصر او في مصر سكرها أعلى، وسعرها أرخص، والغريب أن معظم المنتجات التي بها سكر أرخص، وكأنه أمر مقصود تدمير هذا الشعب بأسرع ما يمكن..

إن صحة المواطن العربي أولوية ومسؤوليه كبيرة، ونرجو أن تتعامل الدولة مع مشكلة السكر ومشكلة التعود عليه وإدمانه وأضراره كما تتعامل وتهتم بقضايا المخدرات والصحة .. وتمنع تماما إقامة مشاريع مصانع السكر، واستثمار تلك الأموال في مصانع مفيدة للناس والبشر وعدم وضع المال أولوية

وبحسبة بسيطة فإن مشروع القرن (مصنع السكر) سوف يسبب خسارة مالية واقتصادية فادحة وكبيرة بسبب توابع ما يسببه السكر من أمراض تثقل ميزانية الدولة لعقود، فلا تفرحوا بإستثمار مليار دولار سوف يكلف مصر خسارة سنويا تزيد عن مليار ونصف دولار على الأقل…

فبدل من استثمار تلك الأموال في مصنع سموم سوف يسبب خراب العقول وخراب الصحة والموت، ويؤثر بالسلب على موازنة الدولة لكي يستفيد بعض المنتفعين، يجب توجيه تلك الأموال لزراعة نصف مليون فدان، أو بناء مراكز بحوث علمية، أو مشافي للمدمنين، أو صرفها على حملات إعلامية للتوعية ضد هذا السم الأبيض الحلو القاتل المدمر، والمكسب كبير جدا جدا، وهو التغلب على كثير من الأمراض وعلى السمنة والبدانة وبلادة العقل والكسل، وسوف تزيد القدرة الإنتاجية لدى المواطنين وتدور عجلة الإنتاج والحياة بشكل أفضل بكثير ويتم إنقاذ الملايين ويوفر المليارات على خزانة الدولة..

إن الرئيس السيسي منذ توليه المسئولية وهو حريص على صحة المواطن المصري، ويشجع على ممارسة الرياضة والتوقف عن التدخين، واستثمار الوقت والمال فيما هو أنفع، والسكر والمسكرات والسكريات كلها أخطر من التدخين على الصحة، فالسكر يتسبب في أكثر من ١٥٠ مرضا تمثل عبئا كبيرا جدا على كاهل الدولة والناس..

يجب وضع آليات لتقليل إنتاج واستيراد السكر ومخاطره، مثل حملات التوعية، وتوعية الأطفال في المدارس وأولياء أمورهم والطلبة في الجامعات وفي الإعلام كما ذكرنا، وأيضا رفع أي دعم حكومي على جميع أنواع السكر، وفرض ضرائب كبيرة عليه مثل تلك التي تفرض على السجائر والخمور والمسكرات كلها، ووضع حد أقصى لإستخدامه لدى مصانع الحلويات والشيكولاتة وجميع المصانع الغذائية وفرض عقوبات عليهم وعلى أصاحب المناحل إذا ما وجد أي مخالفة أو استهتار في استخدام السكر بشكل مفرط…

هذا المصنع (القناة للسكر) يسعى لتوزيع الإنتاج في مصر إفريقيا والوطن العربي، أي تدمير جيراننا وتدمير أنفسنا بأنفسنا..

نسأل الله أن يحفظ جمهورية مصر العربية وجميع العرب والأفارقة والناس من هذا السكر المسكر اللعين

سعداوي

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز