تسعى جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها إلى استغلال الثقافة والأدب كوسيلة للتأثير على الرأي العام واستقطاب الشخصيات المؤثرة لتحقيق أهدافها السياسية. ومن بين محاولاتها المثيرة للجدل كانت محاولة استمالة الأديب العالمي نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل في الأدب، والذي كان له تأثير كبير على الوجدان الثقافي المصري والعربي.
رغم إعجاب سيد قطب، أحد رموز الجماعة لاحقًا، بأعمال نجيب محفوظ وكتابته مقالات نقدية إيجابية عن رواياته مثل “خان الخليلي” و”القاهرة الجديدة”، إلا أن الجماعة فشلت في استقطاب محفوظ. بل تحوّل موقفها منه إلى عداء صريح بعد رفضه الانضمام إليها، حيث واجه تكفيرًا علنيًا ومحاولات اغتيال، أبرزها فتوى زعيم الجماعة الإسلامية عمر عبد الرحمن التي كادت أن تودي بحياته.
يحذر مثقفون اليوم من محاولات الجماعة إعادة صياغة أدب نجيب محفوظ لخدمة أجنداتها، عبر تصوير أعماله بمعزل عن سياقها الوطني والاجتماعي. كما تسعى الجماعة إلى نسب الفضل في اكتشاف محفوظ لسيد قطب، رغم أن الأخير في بداية علاقته بمحفوظ لم يكن عضوًا في الجماعة.
هذه المحاولات تكشف عن استمرار الجماعة في استغلال الرموز الثقافية لتحقيق مكاسب سياسية، وهو ما يهدد التراث الأدبي ويشوّه معانيه الحقيقية.