بقلم: نورا حمدي
تعتبر تربية الأطفال منذ صغرهم على التربية السليمة وغرز القيم والمبادئ والأخلاق فيهم ليس بالأمر الهين، بل هو عبء على أكتاف كل أسرة تحمله تجاه أبناءها. ولكن عندما ننظر إلى الطفل الذي أخذ كل الاهتمام والرعاية وصُرف نحوه جل التفكير في إصلاحه، لوجدناه يمثل كل شخص فينا من بداية حياته وأثناء تكوين شخصيته إلى عجزه وشيبه. كل إنسان ما يتذكر ما حدث له طوال حياته سواء كانت حياته مرفهة أو صعبة، وما قابل فيها من أزمات وكيف تصدى لها وواجهها حسب إمكانياته والبيئة المفروضة عليه. تمر الصغار بما مررنا نحن به من قبل، فهم الجيل القادم وبناة المستقبل، وسوف نحصد منهم ما زرعناه فيهم من قبل، ليس هذا فحسب بل سيمتد ذلك إلى الأجيال القادمة والأجيال التي تليها. يقتضي علينا العمل على إعداد أولادنا إعدادًا متكاملًا بما فيه من الماضي والحاضر والمستقبل، ولكن هذا الإعداد لابد وأن تتوفر له عدة عوامل تساعده في تحقيق غايته. يجب على المربي أن يبني كيان الطفل على نهج صحيح، وأن يكون شخصيته بصورة شبه متكاملة، حتى يصبح بهذه الأمور شخص صالح في المجتمع ومتفاعل معه ومع أقرانه به. الجيل الحالي ينظر إلى مستقبله بنظرة مختلفة تمامًا عن الأجيال السابقة، طبقًا للأحداث والأوضاع التي يتعايش معها. فبعد تخطيه مراحل الدراسة جميعها ينتقل إلى عالم آخر وهو عالم تحقيق الأحلام والطموحات. فإذا كانت تربيته سليمة مستقيمة مبنية على أهداف واتجاهات معينة سيسعى وراء أهدافه ولا يمل ولا يكل وسيبذل قصارى جهده في تحقيقها والارتقاء بنفسه وسيصبح شخص مميز في المجتمع يفتخر به الجميع. القدوة الحسنة خير معين على التربية وتحقيق الأهداف، فإذا اقتدى الفرد بشخص درس واجتهد. ومن ثم تخرج وانتابه الكسل ولم يسعى ويجري وراء طموحه، سينتابه أيضًا الكسل وسيصبح من الأشخاص غير مؤثرين في المجتمع ولا في نفسه
عندما ينساق الفرد وراء كسله وعواطفه ويجنح لخموله، لا يصبح له أي نصيب من التعليم. فعندها سيصبح إنسانًا شاذًا عن المنظومة الاجتماعية، ولا يكون له مكانه مع أقرانه الذين سبقوه في المعرفة.