“قتلوني ملايين المرات بخناجر مسمومة لم يعبأوا أن تلك خلقة الله، فذهبوا من الصغر إلى وصفي بأبشع بالكلمات التي أصبحت الآن ذكرى سيئة لي”.. هكذا وصفت نها رضوان ما تتعرض له من تنمر على مدار حياتها بسبب شكلها.

قررت الفتاة الثلاثينية أن تخرج عن صمتها عبر منشور لها على صفحتها الشخصية على “فيسبوك”، لتنصر إيمان خليف لاعبة الملاكمة الجزائرية التي اتهمها العالم بأنها “رجل”، بسبب شكلها المختلف عن غيرها من الفتيات، حتى جاء قرار من  الأولمبياد أنها “أنثى”، وكل ما يقال عنها مجرد شائعات.

نها رضوان

تنمر العائلة

بصوت حزين يغالبه نبرات المقاومة، أخذت “نها” تروي بداية معاناتها، التي بدأت في طفولتها، وخاصة في قريتها الصغيرة التي ولدت بها في الشرقية، فبدلًا من أن تجد أهلها هم حائط الصدّ ضد التنمر الذي تتعرض له كانوا ضمن القائمة، قائلة: “خلقت بقدم أكبر ممن في سني فبدأ الجميع يقول عني (دي رجل بني آدم ولا خُف جمل)”، بحسب حديثها لـ”تليجراف مصر”.

وتابعت: “علة مدار فترة طفولتي، كان الجميع يفرّق بيني وبين شقيقتي الكبرى فهي خلقت بالمعايير المجتمعية المتعارف عليها (فلقة قمر)، كما يقال، على عكس ما خلقني الله بشعر مجعد وملامح بارزة وصوت خشن، لذلك بدأ الجميع في عائلتي في تمييز شقيقتي عني”.

نها رضوان

تنمر المجتمع

تضيف أنها بدأت في مرحلة من عمرها في “تفصيل” الأحذية الخاصة بها، لتجد أن المتنمرين هم الباعة الذين ينعتونها بأن قدمها قدم رجل، قائلين: “الستات حلاوتها في رجلها أكيد أنتي راجل”، لتبدأ رحلة جديدة في التنمر عليها وهي شراء الأحذية من محال الأحذية الرجالي، حينها كان يقف البائعون في حالة ذهول.

“الدكتورة قلعتني هدومي عشان تتأكد إني بنت”، بهذه الكلمات روت “نها”، موقفًا من ضمن مواقف التنمر التي تعرضت لها خلال الكشف الطبي عليها، مؤكدةً أن الطبيبة التي كانت مكلفة بإجراء الكشف الطبي عليها للانضمام إلى التأمين الصحي الشامل، ولم تصدق أنها فتاة وأصرت على خلع ملابسها حتى تتأكد من ذلك.

نها رضوان

“معاناة أفقدتها أنوثتها”

واستكملت أنها عانت كثيرًا من التنمر حتى فقدت الثقة في أنوثتها، متابعة: “لا أرى نفسي أنثى، لكني أرى نفسي نها رضوان التي خلقها الله مكافحة، خلقت أنثى بدرجة محارب جسور”.

حتى العلاقات العاطفية التي دخلت فيها قرر الرجال تركها عند آخر محطة بعد مقارنتها بالفتيات الأخريات واختيار الأجمل والأكثر أنوثة، على حد قولها.

واختتمت حديثها، قائلة: “مين قال إنه كان بإيدينا أن نكون على هذه الخلقة والجسد والصوت، لو كان لنا اختيار صورتنا لطالبنا الله القدير بأن يُجملنا في أحسن صورة، على الرغم من إننا في أحسن صورة “تبارك الله أحسن الخالقين”.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني