كتبت: إيمان باشا
تتواصل في مركز إكسبو الشارقة أعمال ملتقى الشارقة الدولي للراوي في نسختة الـ 21 تحت شعار “قصص الحيوان”، بمشاركة اماراتية وعربية ودولية رفيعة المستوى.
ويقام الملتقى الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حيث تم عقد جلستين الأولى عن “الجهود المؤسسية لحماية الكنوز البشرية ” والثانية بعنوان “قصص الحيوانات في الدراما الخليجي
تناولت الجلسة الافتتاحية الأولى للملتقى “الجهود المؤسسية لحماية الكنوز البشرية”، أدارها الدكتور أسعد عبد الرحمن عوض وتحدث فيها كل من الدكتور عبد الإله بن عرفة من المغرب نائب المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة وهو روائي وأديب والدكتور هاني هياجنة من الأردن وهو عميد كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك والدكتورة التونسية حياة قرميزي مديرة دارة الثقافة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).
وتطرق د. بن عرفة عن الجهود المؤسسية لمنظمة العالم الإسلامي من خلال إنشاء مجموعة من الأجهزة، ووضع مجموعة من الآليات والضوابط في حماية التراث الثقافي والمحافظة عليه، سواء كان تراثاً مادياً أو غير مادي، أو طبيعي أو صناعي.
لافتاً إلى أن من بين أهم وأبرز ما قامت به المنظمة، تسجيل التراث الثقافي على لائحة تراث العالم الإسلامي.
وقال ان هناك لائحة تراث عالمية وهناك لائحة التراث الإسلامي وهناك لائحة خاصة بتراث العالم الإسلامي واليوم لدينا أكثر من 300 موقع وعنصر ثقافي مسجل على هذه اللائحة وهذا بداية تملك هذا التراث وهو تراثنا بالأساس ونحن مؤتمنون عليه، ويجب أن نسجله بأنفسنا وأن نحافظ عليه.
وقدمت المنظمة مجموعة من الورش والدورات التدريبية لفائدة الشباب في كيفية إعداد ملفات التسجيل وفي كيفية العناية بالتراث وفي قضايا فنية ومتخصصة لحماية التراث، وفي الترميم، خصوصاً ترميم المعالم الأثرية.
من جانبه شرح د. هاني الهياجنة مجالات تطبيق اتفاقية اليونسكو بشأن صون التراث الثقافي غر المادي.
وأكد أن هذا اللقاء الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث وإمارة الشارقة هو لقاء مهم جداً على مستوى العالم الثقافي العربي، بل والعالمي، وأجده من أفضل المستويات في عالمنا العربية ومن أفضل المناسبات التي يمكن أن تعزز التراث الثقافي غير المادي على المستوى المحلي والوطني والدولي.
وقال لقد تحدثت اليوم عن التراث المادي وغير المادي، الآيل إلى الاندثار والغياب لأنها مهددة بالعولمة رغم سلبيات وإيجابيات العولمة، لكننا نجد أن التراث غير المادي بعناصره مهدد بالزوال، ففي هذه الحالة ثمة عناصر فيها أناس مبدعون لهم تجاربهم في هذه العناصر، فنحن لا بد أن نقوم بإنشاء نظم مؤسسية على مستوى الدول لكي نضع لهم أطراً قانونية تشريعية إدارية، تضمن لهذه الكنوز البشرية الحية أن تنقل هذا التراث إلى أجيال المستقبل، أو حتى إلى الأجيال الحالية، من خلال وضع برامج تدريبية وإعطائهم مكافآت أو رواتب شهرية، أو تكريمهم بوسائل مختلفة، ولكل دولة رؤيتها الخاصة في إنشاء مثل هذه البرامج، وهذا سيضمن بالتأكيد وصول هذه العناصر وبثها ونقلها إلى شرائح مختلفة من المجتمع من خلال الأطر المؤسسية.
بدورها، قالت د. حياة قرمازي، إن الراوي هو حامل التراث ولهذا فقد كسب هذا الملتقى حجمه الدولي وقد عرضنا جهود المنظمة العربية في العناية بالكنوز البشرية الحية، وهو موضوع مهم وقد تعمدت وضعه في إطاره فلا يمكن فصل التراث الثقافي المادي عن حملته فهؤلاء الكنوز البشرية الحية يعود لهم الفضل في وصول العديد من المعارف والمهارات والعادات والتقاليد والقيم الينا، وعبرت أجيالاً وأجيالاً لتصل إلينا.
وأكدت بأن عالم اليوم يعيش في زمن مفصلي وتغييرات سريعة، زادتها مشكلة جائحة كورونا، وسارعت في وتيرتها تداعيات الظروف الدقيقة التي تمر بها بعض البلدان العربية، خصوصاً بعد أثر ثورات ما يسمى بالربيع العربي، وقد تأكدنا بأن الوقت ضيق حتى نتمكن أولاً من المحافظة على هذا التراث الثقافي غير المادي، وتبدأ المحافظة بالتوثيق باستعمال التكنولوجيا الحديثة، وباستعمال جميع الوسائل للتسجيل، لماذا؟ لأن حملة هذا التراث أغلبهم من كبار السن، ومن هنا لا بد أن نهتم بهم، ونأخذ منهم قبل أن يقضي الله أمره بحكم أعمارهم، ما يتسبب في اختفاء العديد من هذه الكنوز. وأقول إذا مات شيخ كبير بالسن تموت مكتبة بموته.
وكانت الجلسة الثانية بعنوان “قصص الحيوانات في الدراما الخليجية”، أدارها الفنان الدكتور حبيب غلوم وتحدث فيها كل من الفنان محمد ياسين من البحرين والفنانة سناء بكر يونس من السعودية والفنان الاماراتي جاسم عبيد الزعابي.
وتناول المستشار جاسم عبيد الزعابي تربية الأطفال وطرق معاملتهم وضرورة الاستماع لهم وإعطائهم الاهتمام اللازم، وأشار إلى ضرورة أن يحترم الأبناء والديهم ويستمعون إلى كلامهم وينفذون لهم رغباتهم. كما تطرق إلى أهمية التربية والاحترام المتبادل.
من جانبه ركز محمد ياسين في كلمته على تربية الأطفال التربية الحديثة وتطرق إلى برامج الأطفال التي كنا نعرفها وقدمها سابقاً في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وتجربته في هذا المجال، وقدم بعض الاقتراحات من أهمها ضرورة عودة مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي، لأهمية الدور الذي كانت تقوم فيه.
وأكدت الفنانة سناء يونس على ضرورة عودة مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك ودورها المهم، خصوصاً في إنتاج مسلسل افتح يا سمسم، وأفلام الكرتون، وعن مشاركتها في هذه الأعمال، كما تحدثت عن قيامها مع آخرين لتأسيس مجموعة من الأطفال ليواصلوا المسيرة، معربة عن تواصلها وجيلها مع الأطفال لتقديم الخبرة والنصح.
على صعيد متصل وضمن عروض الحكي لملتقى الشارقة الدولي للراوي، نظم ركن المدرسة الدولي للحكاية وفنون الحكي التابعة لمعهد الشارقة للتراث، “سرد حكايات باللغة العربية”، حيث قدمت هاجر يوسف، من الإمارات، حكاية “الغابة”، تناولت القصة الحيوانات في الغابة، وكيف تكون العلاقات بين الحيوانات، حيث تمثل القصة الصداقة ما بين الأسد والفار، هدفت من خلالها إلى تنمية مهارات الأطفال المختلفة، وخيالهم وتنمية مهارات التعبير، وترسيخ الأخلاق والقيم النبيلة لدى الأطفال.
وقدمت سوسن محمد خبيز وهي من سوريا حكاية بعنوان “العنزات الثلاث”، وتدور الحكاية حول حب الأم لأطفالها، وكيف تكون حنونة عليهم وتدافع عنهم، والقصة كانت ترفيهية وفيها الكثير من القيم البناءة.
كما قدمت غريس وانغاري، من كينيا، حكاية بطريقة تقليد صوت الحيوانات المتنوعة، وقدمت ريا من اليابان، ورشة للأطفال لتعليمهم سرد الحكاية بواسطة الأوراق، حيث يقوم الأطفال بالرسم، وتضمن ركن المدرسة الدولية للحكاية ورشة صناعة الدمى، وورشة فن المانغا الياباني قدمتها ريا من اليابان، تم من خلاها تعريف الحضور من الكبار والصغار على أساسيات فن المانغا، كما تم تدريب الأطفال على تخطيط أشكال الحيوانات وفق مبادئ فن المانغا، وتم تطبيق نماذج من فن المانغا الياباني بشكل عملي، حيث تم رسم أكثر من حيوان أمام الصغار المشاركين في الورشة.
وساهمت الورشة في تعليم الأطفال طريقة سرد القصة بواسطة رسم الحيوان الذي يحبه الطفل، وتم رسم الحيوانات بطريقة فن المانغا بأجواء مليئة بالمرح والسعادة والحماسة بين الصغار والكبار. كما تم تنظيم ورشة الخط العربي على جلد الحيوانات في ركن المدرسة الدولية للحكاية، قدمها الخطاط نجيب الخروبي، من تونس، والتي جذبت الأطفال لتعليمهم طرق كتابة الخط العربي على جلود الحيوانات، بطريقة فائقة الروعة والجمال
وكانت فعاليات اليوم الأول لملتقى الشارقة الدولي للراوي قد اختتمت بجلسة سمر قدمتها أكاديمية الفجيرة للفنون، تضمنت معزوفات موسيقية على عدد من الأدوات والآلات الموسيقية، تنوعت ما بين العزف المنفرد والعزف الجماعي، والتي نالت إعجاب الحضور والزوار.