مع اقتراب حفل الكرة الذهبية لعام 2025، المقرر إقامته في 22 سبتمبر 2025 في مسرح شاتليه بباريس، يشتعل الجدل حول اللاعب الأحق بهذه الجائزة المرموقة التي تمنحها مجلة “فرانس فوتبول”.

يعتمد التقييم على أداء اللاعبين خلال موسم 2024-2025، من 1 أغسطس 2024 إلى 31 يوليو 2025، مع التركيز على الأداء الفردي، نجاح الفريق، والسلوك الرياضي.

في هذا التقرير، نلقي نظرة على الثلاث مرشحين ، محمد صلاح من ليفربول، ورافينيا ولامين يامال من برشلونة، بعد إقتراب الموسم من نهايته.

تعتبر جائزة الكرة الذهبية المعيار الأعلى لتكريم أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، في موسم 2024-2025، يتم تقييم اللاعبين بناءً على أدائهم في الدوريات المحلية، البطولات الأوروبية مثل دوري أبطال أوروبا، وبطولات دولية مثل دوري الأمم الأوروبية، والتي ستقام نهائياتها في يونيو المقبل، ومع غياب بطولات دولية كبرى مثل كأس أمم أوروبا أو كأس العالم في هذا الموسم، يتركز التقييم بشكل رئيسي على الأداء مع الأندية، ويبرز محمد صلاح، رافينيا، ولامين يامال كمرشحين بارزين.

تحليل الأداء الفردي

رافينيا.. القوة الهجومية

قدم رافينيا، نجم برشلونة البرازيلي، موسمًا استثنائيًا في 2024-2025، حيث أثبت نفسه كأحد أبرز اللاعبين في أوروبا. سجل 34 هدفًا وقدم 22 تمريرة حاسمة في 56 مباراة عبر مختلف البطولات.

في الدوري الإسباني، سجل 18 هدفًا وقدم 9 تمريرة حاسمة في 35 مباراة، كما أن تألقه الأبرز جاء في دوري أبطال أوروبا، حيث سجل 13 هدفًا في 14 مباراة، بما في ذلك هاتريك ضد بايرن ميونيخ، مما ساعد برشلونة على الوصول إلى نصف نهائي البطولة إضافة إلى ذلك، ساهم في فوز برشلونة بالسوبر الإسباني وكأس الملك، مما يعزز مكانته كمرشح قوي.

 

محمد صلاح.. الثبات والتألق

واصل محمد صلاح، نجم ليفربول، تألقه كواحد من أفضل المهاجمين في العالم، خلال موسم 2024-2025، سجل 33 هدفًا وقدم 23 تمريرة حاسمة في 51 مباراة.

في الدوري الإنجليزي الممتاز، سجل 28 هدفًا وقدم 18 تمريرة حاسمة في 37 مباراة، مما جعله العامل الأساسي في فوز ليفربول باللقب. حصل صلاح على جائزة لاعب العام من جمعية كتاب كرة القدم لعام 2025، بالإضافة إلى جائزتي لاعب الشهر في نوفمبر 2024 وفبراير 2025.

ومع ذلك، كان أداؤه في دوري أبطال أوروبا أقل تأثيرًا، حيث سجل 3 أهداف فقط في 9 مباريات، مع خروج ليفربول في دور الـ16 أمام باريس سان جيرمان رغم تصدر الريدز ترتيب دور المجموعات ولم يتلقى سوى هزيمة واحدة فيها.

 

لامين يامال: الموهبة الصاعدة

أظهر لامين يامال، النجم الشاب البالغ من العمر 17 عامًا، إمكانيات هائلة، لكنه لم يصل إلى مستوى زملائه في الأرقام التهديفية.

سجل 18 هدفًا وقدم 21 تمريرة حاسمة في 54 مباراة، مع 9 أهداف و15 تمريرة حاسمة في الدوري الإسباني وفي دوري أبطال أوروبا، سجل 5 أهداف في 13 مباراة، ومع ذلك، شهد النصف الثاني من الموسم في الدوري الإسباني تراجعًا ملحوظًا، حيث سجل هدفًا واحدًا فقط من نوفمبر 2024 إلى أبريل 2025، ذلك في شهر مارس أمام أتلتيكو مدريد، مع معدل تحويل تسديدات منخفض (6% فقط)، مما وضعه في المركز 158 في الفاعلية التهديفية.

على الرغم من مساهمته في فوز برشلونة بالدوري الإسباني، إلا أن أرقامه التهديفية المنخفضة قد تجعل من الصعب منافسته على الكرة الذهبية.

لكن تحقيق الفريق للبطولات يلعب دورًا حاسمًا في تقييم الكرة الذهبية، فبرشلونة، فريق رافينيا ويامال، حقق بطولات كبيرة في موسم 2024-2025، حيث فاز بالدوري الإسباني، كأس الملك، والسوبر الإسباني، ووصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ما يعزز حظوظ لاعبي برشلونة، خاصة رافينيا، الذي كان له دور بارز في هذه الإنجازات.

من ناحية أخرى، فاز ليفربول، فريق صلاح، بالدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه خرج مبكرًا من دوري أبطال أوروبا في دور الـ16، مما قد يقلل من تأثير صلاح مقارنة بلاعبي برشلونة لكن مع إقصاء البارسا من دوري أبطال أوروبا بعد الخسارة أمام إنتر ميلان، يجعل المنافسة أكثر تركيزًا على الأداء الفردي ونجاح الدوريات المحلية.

 

في موسم 2024-2025، لا توجد بطولات دولية كبرى مثل كأس أمم أوروبا أو كأس العالم سوى نهائيات دوري الأمم الأوروبية في يونيو المقبل والتي سيشارك يامال مع إسبانيا.

بينما لن يشارك صلاح ورافينيا في بطولات دولية كبرى مع منتخبيهما (مصر والبرازيل)، مما يمنح يامال ميزة جديدة ومع ذلك، نظرًا لأن التقييم يركز بشكل رئيسي على الأداء مع الأندية هذا الموسم، فإن هذا العامل قد يكون له تأثير محدود.

كما أن أندية اللاعبين الثلاثة لن تتواجد في كأس العالم للأندية التي تنطلق في شهر يونيو المقبل.

مقارنة الأداء

رافينيا: أرقامه المذهلة (34 هدفًا و22 تمريرة حاسمة) تعكس تأثيره الهجومي الكبير مع برشلونة، بالإضافة إلى تألقه في دوري أبطال أوروبا، حيث سجل 13 هدفًا، يمنحه ميزة كبيرة، خاصة أن الناخبين غالبًا ما يفضلون اللاعبين الذين يتألقون في المسابقات الأوروبية، كما دوره في فوز برشلونة بالألقاب المحلية يعزز حظوظه.

أما محمد صلاح بتسجيله 33 هدفًا و23 تمريرة حاسمة، يظل منافسًا قويًا، حيث أن قيادته لليفربول للفوز بالدوري الإنجليزي تثبت أهميته، لكن أداؤه الأقل تأثيرًا في دوري الأبطال قد يؤثر على فرص تتويجه بالكرة الذهبية.

فيما يأتي لامين يامال على الرغم من موهبته الكبيرة ومساهمته بـ21 تمريرة حاسمة، وتسجيله 18 هدفًا لكن مساهماته التهديفية تظل بعيدة عن الثنائي حيث ساهم بـ 39 مساهمة، ما يجعله أقل حظًا، يامال دوره كصانع ألعاب مميز، لكنه قد يكون أكثر ملاءمة لجائزة كوبا (لأفضل لاعب شاب) بدلاً من الكرة الذهبية.

في النهاية تعتمد جائزة الكرة الذهبية على تصويت لجنة من الصحفيين الدوليين، الذين يأخذون في الاعتبار الأداء الفردي، نجاح الفريق، والسلوك الرياضي ويتساوى صلاح ورافينيا في المساهمات التهديفية لتكون المنافسة شرسة بين الثنائي على الجائزة المرموقة.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني