الحدث، الذي يقام في مركز إكسبو الشارقة حتى 4 مايو، يضع الإمارة على خريطة الصناعة الإبداعية العالمية عبر برنامج يجمع بين الندوات المتخصصة، ورش العمل، والعروض السينمائية، بمشاركة 72 خبيرا دوليا من رواد صناعة الرسوم المتحركة.
اطلع حاكم الشارقة على أجندة المؤتمر التي تضم 26 ورشة عمل و21 جلسة نقاشية، تتنوع بين تصميم الشخصيات، تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحويل الأدب إلى أعمال بصرية، وخلال جولة تفقدية، تعرف على أحدث الأدوات التقنية التي تقدمها جهات مثل استديوهات بنسيليش أنيميشن وبوليجون بكتشرز، في خطوة تهدف إلى ربط المواهب العربية بالتقنيات العالمية. البرنامج يشمل أيضا عروضا سينمائية تسلط الضوء على إبداعات مثل “بكار” و”فريج”، والتي شكلت ذاكرة جيل عربي بأكمله.
أبرزت الفعاليات عرض فيلم قصير أنتجته هيئة الشارقة للكتاب، يوثق رحلة الرسوم المتحركة العربية منذ المحاولات الأولى في القرن العشرين، مرورا بأعمال الدبلجة التي أعادت صياغة الهوية الثقافية، ووصولا إلى إنجازات “سبيس تون” التي حولت الرسوم إلى أداة تعليمية وترفيهية. الفيلم، الذي مزج بين الوثائقي والدراما، اختتم برسالة مفادها أن الشارقة تعيد اليوم كتابة هذه القصة عبر توفير منصات لإنتاج محتوى عربي ينافس عالميا.
في كلمتها الافتتاحية، أكدت خولة المجيني، المدير التنفيذي للمؤتمر، أن هذه الدورة تعد جزءا من استراتيجية متكاملة لتمكين صناعة المحتوى العربي: “نحن نحلم بأعمال عربية تدهش العالم، تحمل هويتنا وتخاطب قلوب أطفالنا أولا”.
وأشارت إلى أن المؤتمر لا يكتفي بالندوات، بل يوفر برامج تدريبية على مدار العام، مثل ورش “مخطوطات الفنان” و”تحريك الشخصيات الخيالية”، التي يقدمها خبراء من اليابان وإيطاليا.
بدوره، أعلن فهد الحساوي، الرئيس التنفيذي لشركة “دو” الراعي الرسمي، أن دعم المؤتمر ينبع من إيمان الشركة بدور الثقافة في بناء اقتصاد المعرفة: “الرسوم المتحركة ليست فنا فقط، بل لغة جديدة للتواصل بين الحضارات”.
يحتفي المؤتمر هذا العام بفن الأنيمي الياباني، عبر استضافة مبدعين مثل ماسايوكي مياجي وتاميا تيراشيما من استوديو “جيبلي”، الذي أنتج أعمالا خالدة مثل “سبيريتد أواي”.
وتتضمن الجلسات نقاشات حول “سياحة الأنيمي”، وكيفية استلهام التجربة اليابانية في تطوير صناعة محلية مستدامة، كما يشارك توم بانكروفت، مصمم شخصيات ديزني، في ورش حول تحويل الأساطير الشعبية إلى أعمال بصرية.
