يعود الفنان ياسر جلال إلى الدراما الرمضانية هذا العام، بعمل من التاريخ ولكنه يختلف عن مسلسل الاختيار، كنوع من الدراما التاريخية الواقعية، حيث يشارك في السباق الرمضاني بمسلسل جودر (ألف ليلة وليلة سابقا) وهو من التراث التاريخي التخيلي، المقتبس من إحدى القصص التي وردت في ليالي ألف ليلة وليلة، العمل الأبرز في الحكايات الشعبية العربية.
قدم ياسر جلال، العام الماضي، مسلسل علاقة مشروعة، وشاركته البطولة مي عمر وداليا مصطفى، لكن العمل لم يحظى بنجاح جماهيري كبير، مقارنة بمسلسلات أخرى حصدت شعبية واسعة مثل جعفر العمدة لمحمد رمضان أو تحت الوصاية لمنى زكي، وكانت تدور أحداثه حول الثيمة الدرامية الشهيرة الخيانة، ولكنه حاز على بعض الإشادات النقدية مثل ما كتبه الناقد طارق الشناوي “أنا بشوف مسلسل علاقة مشروعة هو عمل فني جيد جدا جاء في توقيت مهم، وياسر جلال ممثل موهوب”.
تعد شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسي واحدة من أبرز الشخصيات التي قدمها جلال، خلال السنوات العشرة الماضية، في مسيرته الفنية، ورغم أن العمل عرض في 2022 إلا أن أداءه في المسلسل ظل ملتصقا به على منصات التواصل الاجتماعي، ومسلسل “الاختيار –القرار” واحد من سلسلة أجزاء تناولت أحداث واقعية مختلفة حدثت في مصر منذ ثورة 30 يونيو 2013.
يعود ياسر جلال مرة أخرى إلى التاريخ بشكل مختلف من خلال القصة الخيالية الواردة في كتاب ألف ليلة وليلة، ويجسد شخصية جودر، إحدى الشخصيات الخيالية التي يضمها كتاب القصص الشهير، مثل شخصية الملك شهريار وشهرزاد والوزير جعفر وهم شخصيات في القصة الرئيسية، وسندباد وشاه زمان ومرجانة وخليفة الصياد وغيرهم وهم من شخصيات قصص شهرزاد.
من هو جودر؟
جودر هو ابن عمر التاجر، وعمر له ثلاثة أبناء مختلفون في الصفات والشخصيات، ويقسم ميراثه بينهم وبين أمهم بالعدل، وبسبب طمع سالم وسليم رفعا دعوى على جودر لتوزيع الميراث، وأخذ شقيقه أموال أمهم، ثم ضرباها وطرداها من المنزل، يهدئ جودر قلب أمه ثم يكسب المال من صيد السمك في البحر في أي مكان.
ذات يوم لم يحالف جودر الحظ فذهب إلى بركة قارون ومن هنا تبدأ ذروة القصة وصراعه مع “الشيطانة التي تشبه أمه والكنز”، ثم تتطور الأحداث ويتعرض جودر للضرب على يد حراس الكنز ويلقى به خارج الكنز في حالة غيبوبة، ويكافح جودر فيما بعد لعدم تكرار نفس أخطائه في محاولات الحصول على الكنز ويقوي إصراره وتصميمه على تجاوز العقبات ويتخطى الأبواب السبعة الفاصلة بينه وبين الكنز، حتى ينجح في وقت لاحق ويحصل على كنوز الشمردل الأربعة.
تظهر القصة صفات جودر الحميدة في مقابل صفات شقيقيه التي تعبر عن الطمع والكراهية للغير، كما ورد في الجمل التالية من القصة: “ثم جاء أخواه إلى أمهم وضحكا عليها وأخذامالها وضرباها وطرداها فجاءت إلى ابنها جودر وقالت له قد فعل أخواك معي كذا وكذا وصارت تدعوا عليهما فقال لها جودر يا أمي لا تدعي عليهما فالله يجازي كلا منهما بعمله ولكن يا أمي أنا أصبحت فقيرا والمخاصمة تحتاج إلى خسارة المال واختصمت أنا وإياهما كثيرا بين أيد الحكام ولم يفدنا ذلك شيئا بل خسرنا جميع ما خلفه لنا والدنا وهتكنا الناس بسبب الشهادة”.
وفي جزء آخر من القصة قال: “لا شيء تسألين في الطريق، قالت يابني من جوعي قال أنا اعطيتك قبل أن اسافر …فقالت يا ولدي قد مكرا بي وأخذاها مني فصرت اسأل في الطريق من شدة الجوع”.
“تسبب طمع شقيقي جودر في الهلاك والدمار لأنفسهم وللآخرين في حين أن لطف جودر كان قادرا على تهدئة قلق أمه، ثم تمكن من تقديم حل دون الحاجة إلى الانتقام، وتبدأ القصة بصوت شهرزاد قائلة: “وبلغني أيضا أن رجلا تاجرا اسمه عمر قد خلف من الذرية ثلاثة أولاد إحداهم يسمى سالما والأصغر يسمى جودر والأوسد سليما ورباهم إلى أن صاروا رجالا”، ألف ليلة وليلة الكتاب الثالث.
الشخصيات الرئيسية في القصة، هم جودر، بطل القصة، وأخويه سالم وسليم، ووالده ووالدته، والخباز وأربعة مغاربة، وعبدالسلام، وعبد الأحد، وعبدالصمد، وعبدالرحيم ووالدهم، والكهين الأبطن، ورحمة بنة عبدالصمد، وشخصيات أخرى فرعية.