بسنت الشرقاوي

مع اقتراب دخول حرب الإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة شهرها الثالث، انتهت يوم الجمعة 1 ديسمبر الهدنة التي بدأ سريانها بين حركة المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، في 24 نوفمبر المنصرم لمدة أسبوع واحد.

وأتاحت الهدنة، إطلاق سراح 80 رهينة إسرائيلية و240 معتقلا فلسطينيا، فيما أطلق سراح أجانب معظمهم تايلانديون يعملون في إسرائيل خارج إطار اتفاق الهدنة.

وأدانت مصر، يوم السبت، انهيار الهدنة وتجدد القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة الفقير والمحاصر الذي أدى لسقوط ما يزيد على 100 شهيد يوم الجمعة، محذرة من عواقب التهجير القسري للفلسطينيين خارج أرضهم، وسط أحاديث إسرائيلية عن عملية في جنوبي القطاع المتاخم للحدود مع مصر.

وفي غضون ذلك، يواصل الوسيطان المصري والقطري المفاوضات حول تمديد الهدنة في قطاع غزة، بالرغم من استئناف القتال بين إسرائيل وحركة حماس، وليلة من المحادثات المكثفة لم تنجح في تمديد الهدنة الإنسانية التي كانت سارية، بحسب مصدر مطلع لوكالة “فرانس برس”.

– فاينانشيال: إسرائيل تخطط لاغتيال 3 من كبار قادة المقاومة بينهم السنوار

قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” الأمريكية، الجمعة -مع انتهاء الهدنة بين المقاومة وإسرائيل- إن أشخاص مطلعون على الاستراتيجية الإسرائيلية قالوا إن الهجوم البري المكثف في غزة سيستمر حتى أوائل عام 2024.

وذكرت الصحيفة، أن إسرائيل تهدف لقتل 3 من كبار قادة حماس هم يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والقياديين محمد ضيف، ومروان عيسى مع تحقيق نصر عسكري “حاسم” ضد كتائب الحركة البالغ عددها 24 كتيبة، وتدمير شبكة الأنفاق تحت الأرض.

وأضافت الصحيفة، أن الاستراتيجية الإسرائيلية متعددة المراحل سيجري خلالها توغل القوات الإسرائيلية المتمركزة داخل شمال غزة في عمق جنوب القطاع الفلسطيني المحاصر.

وعلى النقيض، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، أفيغدور ليبرمان، النبأ الذي نشره الصحافي بن كسبيت في صحيفة “معاريف” العبرية، الثلاثاء الماضي، أن جهاز المخابرات العامة “الشاباك” عرض على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو 6 مخططات لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في قطاع غزة يحيى السنوار وغيره من قادة الحركة في الفترة ما بين 2011 و2023، لكن نتنياهو رفض المصادقة على أي منها.

– من أسر الاحتلال لزعامة حماس.. لماذا تريد إسرائيل تصفية السنوار.

في عام 2011، ضمن صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، اعتقدت وقتَها الاستخبارات الإسرائيلية أن يحيى السنوار لم يعد يشكل تهديدا باعتبارِه قضى نحو 23 عاما في السجون الإسرائيلية، وربما يتفرغ لكتابة مذكراتِه، وفقا لصحيفة “جلوبز” الإسرائيلية.

لكن “السنوار”، الذي حكم عليه 4 مرات بالسجن مدى الحياة، استغل الوقت لتعلم العبرية ومتابعة الإعلام الإسرائيلي وقراءة جميع الكتب التي صدرت عن شخصيات إسرائيلية بارزة، مثل مناحم بيجن وإسحق رابين، بحسب “فايننشنال تايمز”.

واعترف ضباط مخابرات إسرائيليون سابقون وحاليون بقراءة السنوار بشكل خاطئ، حيث أعطى انطباعا بأنه لا يرغب في القتال مع إسرائيل، وأن حماس مهتمة فقط بضمان حصول العمال في غزة على تصاريح العمل الإسرائيلية والمزيد من الحوافز الاقتصادية.

أما الآن فتعتبر إسرائيل، يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة منذ 2017، العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر، وهو على رأس قائمتها للمستهدفين من الحركة، ويصفونه بالرجل الميت.

وتنظر إسرائيل السنوار باعتباره خدعها بعدما امتنعت حركة حماس بالفعل عن تنفيذ أي عمليات عسكرية ضد إسرائيل خلال العامين الماضيين، ما منح قادة إسرائيل الشعور بأنها نجحت أخيرا في ترويضِ حماس، حتى مع استمرار التدريبات غير السرية لكتائب القسام، وفقا لـ”رويترز”.

وتجاهلت إسرائيل الكثير من الإشارات، منها إعلانُ السنوار رغبته في اختراق الجدار الإسرائيلي الحدودي مع غزة، وقت تصاعد الاحتجاجات ضد نقل السفارة الأميركية للقدس، حيث تعتقد المخابرات الإسرائيلية أن هجوم السابع من أكتوبر تطلب سنة على الأقل من التخطيط.

– يحيى السنوار.. نظرة عن قرب

. في العقد السادس من عمره.
. ابن مخيم للاجئين بقطاع غزة.
. أصبح ناشطا طلابيا.
. كان قريبا من مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل في عام 2004
. أدانت محكمة إسرائيلية السنوار في عام 1988 بقتل جنديين إسرائيليين و4 فلسطينيين بتهمة التعاون مع إسرائيل.
. أمضى عقدين من الزمن في سجون إسرائيل.
. أنقذ أطباء إسرائيليون حياته عندما أصيب بمرض دماغي وأجريت له عملية جراحية في مستشفى إسرائيلي، وفقا لمسئول السجن السابق ومسئولين عسكريين سابقين.
. أُفرج عنه بين 1000 أسير فلسطيني في 2011 مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
. أنجب أطفاله بعد الخروج من السجن.
. ساعد في تشكيل الجناح العسكري الحماس بعد انتفاضة الثمانينيات، وفقا لمسئولين إسرائيليين.
. أنشأ وحدة للأمن الداخلي لمطاردة المخبرين، بحسب مسؤولين في حماس.
. يشكل مع القياديين الضيف وعيسى مجلسا عسكريا سريا مكونا على رأس حماس.
. يعتقد استخدامه استراتيجية مزدوجة للتعامل مع إسرائيل.

– محاولات اغتيال فاشلة

نجا قادة حماس الثلاثة من عمليات اغتيال إسرائيلية كثيرة، حيث يعيش القيادي محمد ضيف تحديدا في الظل بعد نجاته من 7 محاولات اغتيال فاشلة قبل عام 2021، كلفته فقدان عين وإصابة خطيرة في ساقه، بحسب سكاي نيوز عربية.

وتتكهن مصادر إسرائيلية وفلسطينية، بأن الرجال الثلاثة يختبئون في الأنفاق تحت القطاع، لكن مصادر مقربة تقول إنهم قد يكونون في أي مكان داخل غزة.

وقالت مصادر في حماس، إن يحيى السنوار الذي ظهر كثيرا في السابق في تجمعات عامة، على عكس ضيف وعيسى، لم يعد يستخدم أي أجهزة إلكترونية خوفا من أن يتتبع الإسرائيليون الإشارة للوصول اليه.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني