بقلم : مصطفى سبته

لم تعرف الدّنيا كحبِّ محمدٍ
حُباً تجاوز في تساميه المدىٰ
مَن لم يذُق في العُمر لذّةَ حُبهِ
أنّى لهُ يلقىٰ لِحبٍ مورِدا!
يا ربّ أسعِدنا برؤيةِ وجههِ
فالشوقُ زادَ مع الحياةِ توقُّدا
صلّىٰ عليكَ إِلهُنا ما أشرَقتْ
شمسٌ وما لبّىٰ المُصلّون الندا ّ
يا سيِّدَ الخَلْق، أحلاهُمْ وأشرفَهُمْ
ومنجيَ النّاسِ مِن ظُلْمٍ ومِن ظُلَمِ
ظهرتَ شمسًا بلا صُبْحٍ ولا شَفَقٍ
تعلو وتزدادُ مِن نورٍ كذا عِظَمِ
نورَ الوجودِ، حبيبَ الله، يا سندي
لولاكَ لم تُخْرَجِ الأكوانُ مِن عدمِ
رُوحُ النّبوّةِ كانتْ فيكَ ساريةً
مذكنتَ في المهدِأعلى أجْمَلِ النُّجُمِ
ما بين أصلابِ أهْلِ الطُّهْرِ منتقلًا
قد كنتَ حتّى ثويتُمْ أشرفِ الرَّحِمِ
حتّى وُلِدْتَ فصار الخيرُ منتشرًا
وفاحتِ البركاتُ – الدّهْرَ- للأمَمِ
نُسِجْتَ مولايَ مِن خيطِ الكمالِ
خُلِقْتَ فردًا بحُسْنِ الخَلْقِ والشّيمِ
وُهِبْتَ وجهًا -وجوهَ البدرِ أخجلَها
فكان بين يديكُمْ خيرَ منقسِمِ
وُهِبْتَ عينًا تغطّي كلَّ بارقةٍ
والشّمسَ إنْ برقتْ يا سيّدِ النّسمِ
يا سعْدَ مَن حملتْ عينُ العنايةِ، لا
خوفٌ عليهمْ مِنَ الأهوالِ والنِّقَمِ
وحين أهوالُ يومِ الحشرِ تذهلُنا
بسجدةٍ منكَ ينجو النّاسُ مِن حُمَمِ
إنْ تَدْنُ مِن حيِّنا الأزمْاتُ قمتَ لها
مبدِّدًا، ويَخِرَّ الكرْبُ كالغَنَمِ
وإنْ تُحَرِّكْ لنا خدّيْكَ مبتسمًا
تغْدُ الخوافقُ في سُكْرٍ بمبتسِمِ
كأنّما اللّؤلؤُ المنحوتُ مسكنُه
ثغْرُ الحبيبِ، وأبدى أكملَ النُّظُمِ
إذا تكلّمَ. يسبي القومَ منطقُه
وشاهدوا النُّورَ مقرونًا مع الكَلِمِ
خيرُ العبادِ بخيرِ الهَدْيِ جاءَ لنا
فطهَّرَ الأرضَ -بالتّوحيدِ- مِن صنمِ
أحبَّه الُله حتّى لم يدَعْ صِفَةً
إلّا وأبدعَها في المفردِ العَلَمِ
متى يُسَلِّمْ عليه المسلمونَ يُجِبْ
وإن ذكرتُ اسمَه الغالي يُزَلْ ألمي
وإنْ يُسَرْ بيْ إلى النّيرانِ لذتُ به
متمتمًا يا رسولَ الله ذا الهِمَمِ
أدرِكْ فقيرَكَ، ما للمجرمينَ سوى
عونِ الرّؤوفِ الرّحيمِ الشّافعِ العَمَمِ

Loading