متابعة عاطف محمد
صعوبة وأمل
رغم صعوبة هذا العام الدراسى بسبب ما حدث من تبعات جائحة« كوفيد 19» والتى ألجأت كل الدول إلى تقليص العام الدراسى والتحول إلى التعلم عن بعد من خلال وسائل الإنترنت، لكن دفعة الثانوية العامة بمدرسة الشهيد رائد ياسر جنينة الرسمية المتميزة لغات الحكومية التابعة لإدارة الشروق بمحافظة القاهرة كان لها رأى آخر ، فقد نظم أفراد الدفعة أنفسهم وقرروا الاحتفال بطريقتهم الخاصة ، عن طريق احتفالية بسيطة يعلنوا من خلالها تحديهم لكل الظروف من ناحية والخروج من عبء الضغط الدراسي استعدادا للامتحان من ناحية أخرى، وكان إصرارهم على النجاح ينبع من إيمانهم بأنفسهم ويبدو أن هذه الدفعة «تحديدا» كتب عليها التحدى فكل التغيرات التى طرأت على التعليم فى السنوات الأخيرة حدثت خلال مشوار تعليمهم ،ولكن دفعة الثانوية العامة هذا العام لم تستسلم، وكان شعار تحركها خلال مشوارها إن كانت الحياة لحن فسوف نعزفه باستمتاع ،وإن كانت أغنية فسوف نجيد الغناء دون نشاذ وإن كانت الحياة لعبة سوف ننتصر باللعب الماهر والتعاون المثمر، والحياة إن كانت حلم سوف نحققه بالتحدي .
انطلاق وشعار
وانطلقت الاحتفالية تحت شعار
lt’s been fun But now I’m done
لقد كانت ممتعة ولكن الآن انتهيت
ومن خلال شعار دفعة عام 21 ولون ( قميص الدفعة الأبيض)الذى أختير كرمز لصفاء القلوب وكلمة Senior المكتوبة بطريقة مضيئة حال انعكاس الإضاءة عليها مما يعنى رمزية أنهم يحملون الضوء وعند تركيز الضوء عليهم ينيرون للآخرين طريقهم ، و تعنى كلمة Senior الأول و الإرشد والأعلى مقاما وفى خلفية القميص الأبيض نجد جملة
lt’s been fun But now I’m done
والله تعنى (لقد كانت ممتعة ولكن الآن انتهيت) ويعلو الجملة قبعة التخرج والتى ترمز إلى النهاية السعيدة بالتخرج من المدرسة والانتهاء للجامعة بمشيئة الله ، و يلى ذلك اسم الطالب أو الطالبة كتوقيع على المضمون المنتقى .
وقد أكد الطلاب على استمتاعهم بالتعليم داخل المدرسة وقضاء أوقات جميلة فى الدراسة و النشاط بكل صوره، و الذى صنع من بعضهم أبطالا للجمهورية فى السباحة والتايكوندو والجمباز الكاراتيه و كرة القدم والسلة واليد والخماسى الحديث وألعاب القوى والتفوق فى الغناء والتمثيل والرسم والأشغال اليدوية .
داخل الاحتقالية
بعد تجمع أفراد الدفعة تم توزيع المشروبات المعده سلفا ، واختيار اماكن التصوير وزوياه وتحديد شكل صورة الدفعة والتى اختير لها شكل الرقم 21 وهو سنة تخرج الدفعة إن شاء الله إلى الدراسة الجامعية .
وقد انتشر الطلاب والطالبات فى مشهد متحضر يحمل كل منهم العرفان بالجميل وعظيم الوفاء فى كل أنحاء المدرسة لشكر المعلمين والمعلمات والإداريين والعاملات والعاملين على ما بذلوه من جهد لوصول دفعتهم إلى هذه النقطة المضيئة وتلك اللحظة الفارقة التى يتم انتظار الامتحان فيها ليكون النجاح حليفهم بأذن الله والتخرج إلى مكان تعليمي آخر، وقد انتشرت الضحكات والتعليقات المرحة وتذكر المواقف الحياتية التى حدثت بالمدرسة أو خارجها أثناء الانشطة المختلفة حتى أن معلمة مرحلة رياض الأطفال ا:نرمين طه عند دخول الدفعة والتى صارت مشرفة رياض الأطفال الآن قامت بتوزيع بعض البسكويت عليهم لتذكرهم بتلك المرحلة وكيف كانت البداية، وشاهد الجميع الصور القديمة لهم وكيف تغيرت أشكالهم ولكن لم تتغير قيمهم أو مبادئهم ، صارت العقول أكثر اتساعا وتفهما ،فما تم التربية عليه صار طريقا مضيئا للسير فيه ،
ورغم حرارة الشمس وضيق الوقت لارتباطهم بمواعيد المذاكرة ، لكن لم يمنعهم هذا من استكمال الاحتفال بصورة الدفعة التى ظهر من خلالها نظرات وجوه تتطلع بأمل للمستقبل تتحدى كل الصعوبات لتحقق الأهداف، وكان لسان حالهم جهدنا المتواصل هو المفتاح الحقيقى لانطلاق القدرات الكامنة لدينا، والتغلب على الصعاب يحتاج لاختراق المستحيل .
حديث له شجون
وفى جلسة سريعة مع مدير المدرسة أ :نهلةابو العنين اكدت لهم أن دفعتهم من أفضل دفعات المدرسة خلقا ونشاطا وتمنت لهم الوصول لغاياتهم وتحقيق أحلامهم .
وشكرت ا:عبير عفيفي وكيل المرحلة الابتدائية الطالبات المسئولات عن إعداد خطوات الاحتفالية وأكدت أن البنات يحسن التخطيط والتنفيذ وهنا ابدى شباب الدفعة تحفظهم بأنهم شاركوا فى التخطيط وقاموا بالتنفيذ فالعمل كان مشاركة .
وقال ا :خالد حسن وكيل المرحلة الثانوية إن المدرسةسوف تفتقد هذه الدفعة التى كانت مصدرا للنشاط بالمرسة وأكد وكيل النشاط أ:عاطف محمد ذلك معربا عن أمله فى ظهور عناصر تعوض من تخرجوا من المدرسة.
وتطرق حديث طلاب الدفعة عن الكليات التى يرغبون الإلتحاق بها فى المستقبل وكيف استعد كل منهم لهذا خصوصا من يريدون الإلتحاق بالكليات العسكرية .
وبعد طقوس بسيطة انتهى الاحتفال وحانت لحظة العودة للمنازل وهنا طفرت اشباح الدموع فى أعين بعض الطالبات إما للإحساس بأنهم يتركون المدرسة لمكان أخر لأول مرة منذ أربعة عشر سنة مدة دراستهم (برياض الأطفال والابتدائي والإعدادي والثانوي) أو لتفرقهم فى كليات مختلفة ولكن ما دعاهم إلى الاطمئنان أنهم فى مدينة واحدة وهى الشروق التى تجمعهم دائما فى مناسبات مختلفة وحتما سيتقابلون وستبقى الصداقة الى أخر العمر.