إيناس عبد الله
نشر في: الأربعاء 25 أكتوبر 2023 – 12:11 م | آخر تحديث: الأربعاء 25 أكتوبر 2023 – 12:11 م
يشهد الوسط الفني حاليا حالة انقسام شديدة في الرأي بين العاملين به، في ظل تبني البعض فكرة ضرورة التوقف عن إحياء حفلات غنائية، وتقديم عروض مسرحية كوميدية، تضامنا مع الأحداث المؤسفة التي تشهدها غزة، والمجازر التي ترتكب يوميا في حق أهلها، والتي يروح ضحيتها مئات من الأطفال الأبرياء والنساء والرجال والشيوخ.
في حين يرى البعض الآخر أن عجلة الحياة لابد أن تستمر، وأن الفن مهنة مثل أي مهنة أخرى، والفنان إذا توقف عن العمل، لن يستطيع العيش، لا هو ولا من معه.
– أكل عيشنا
ورغم أن الرأي الأخير لم يلقى قبولا من أغلبية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا جموع الفنانين، خاصة المطربين منهم بالتوقف عن الغناء تضامنا مع الأحداث الحزينة التي نشهدها حاليا، إلا أن الفنانة اللبنانية إليسا، وهي من مؤيدي إقامة الحفلات، خرجت عبر حسابها الرسمي على موقع x لتعلن أنها لن تتوقف عن العمل.
وكتبت إليسا: “يعني إذا المهندس بيوقف الورشة، والمحامي بيوقف مرافعة، وصاحب المطعم بيوقف خدمة، والمصرفي بيوقف تداولات، ساعتها منوقّف شغلنا كلنا”.
وتابعت: “بعز الحرب كان الفنانون مستمرون لأن هيدا شغلنا ورزقتنا، وما رح نوقّف كرمال كم حدا فاشل وفاضي عم يحكي.. ما بقا حدا يزايد علينا بوطنيتنا ومواقفنا.. نقطة على السطر”.
واتفق معها مطرب المهرجانات عمر كمال، الذي تعرض لهجوم بسبب إصراره على إحياء حفلات غنائية في هذا الوقت الصعب.
وكتب عبر حسابه على موقع “انستجرام”: “أنا بنزل شغلي عادي وشغال الحمد لله، لأن ده شغلي وأكل عيشي، ولازم أنزل أفرح الناس، ولازم ألتزم بأي اتفاق، وكمان علشان ورايا حوالي 40 فردا بـ40 أسرة شغالين معايا فاتحين بيوت”.
وأوضح، “لكن أنا بتأسف لأي حد بيعملي منشن في الاستوري بتاعته الفترة دي، مش هقدر أقبله مراعاة لمشاعر إخواتنا في فلسطين، ولكل إنسان حاسس حالة حزن على اللي بيحصل، ربنا يسعدكم يا رب، ويا رب أكون قدرت أفرحكم في مناسباتكم سواء فرح أو حفلة، بس سامحوني الفترة دي”.
أما الفنان محمد رمضان الذي لم يتوقف هو أيضا عن إحياء حفلاته الغنائية، فقد رأى أن التبرع بأرباح الحفل لصالح أهالي غزة أكثر نفعا من التوقف عن العمل.
وأعلن رمضان على صفحته الرسمية بموقع انستجرام: “كل جولاتي الفنية في المنطقة العربية وخارجها لمساندة أخواتي في غزة”.
– متضامنون
في المقابل أعلن عدد من نجوم الغناء، إلغاء حفلاتهم تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وإعلان حالة الحداد على الشهداء منهم، ومن بينهم أنغام، وعمرو دياب، ومحمد حماقي، وأحمد سعد، روبي، وائل جسار، محمد عبده، والفنانة مي فاروق.
وكتبت فاروق عبر حسابها بموقع فيسبوك: “حيث إننا لا نملك سوى موهبتنا التي منحنا الله إياها، فهي سلاحنا في الحرب لإيصال صوتنا إلى العالم وكل صناع القرار فيه، جمهوري الكريم في جميع أنحاء العالم، نظرا لصعوبة الأحداث الجارية والعنف بحق لشعب الفلسطيني وإراقة دماء الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى مطالبتهم بالحق في الحياة، قررت إلغاء جميع حفلاتي خلال الفترة القادمة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني وحتى تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه”.
وأضافت، “كذلك التبرع بأجري في حفلتي الأخيرة كاملا لصالح الأطفال والأسر في فلسطين الحبيبة، وقريبا سأقيم حفلا وطنيا خيريا في بلدي الحبيب مصر، وكل أرباحه ستخصص لأهالينا وأولادنا في غزة”.
وأكملت، “أناشد جميع الفنانين المصريين والعرب المشاركة في هذا الحفل وأدعو جميع القوى الناعمة في مصر والوطن العربي التكاتف من أجل القضية الفلسطينية، داعية من المولى -عز وجل- أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، وأن يمنح الأراضي الفلسطينية السلام والسكينة”.
– من الغناء للتمثيل
ومنذ ساعات قليلة أعلن الفنان الكوميدي محمد سلام أنه اعتذر عن عدم السفر إلى السعودية لتقديم مسرحية “زواج اصطناعي” في موسم الرياض، تضامنا مع الشعب الفلسطيني لما يتعرض له من عدوان غاشم من جيش الاحتلال.
ونشر فيديو عبر حسابه بموقع فيسبوك، قال فيه، إنه توقع أن يتم إلغاء موسم الرياض بسبب الأحداث التي تشهدها غزة، بعد قرار إلغاء مهرجانات كبيرة مثل القاهرة السينمائي والجونة، لكن لم يحدث فاضطر الاعتذار عن السفر، لأنه لن يتستطيع أن يقدم كوميديا ورقص، تزامنا مع ما تشهده فلسطين من أحداث مؤسفة.
وقال إنه شعر لو فعل ذلك كأنه يساهم في قتلهم أيضا، وهو ما رفضه تماما، رغم يقينه أن القرار قد يأتي بنتائج عكسية له، ويؤثر على عمله ودخله فيما بعد، لكنه أصر، وقال: “مش هموت من الجوع”.
ورغم أن قراره أثار إعجاب وتقدير عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بل ونال إشادة من عدد من الفنانين ومنهم، صبري فواز، وعمرو عبدالعزيز، ومفيد عاشور، والمؤلف عمر طاهر وغيرهم، لكن في المقابل تعرض لحملة هجوم ضارية خاصة من قبل عدد من السعوديين الذين أبدوا اعتراضهم علي مطالبته بإلغاء موسم الرياض، رغم أنه لم يطالب بإلغاءه، ولكنه قال أنه كان متوقعا إلغاءه، وانهال الهجوم عليه بضراوة عبر موقع x الأشهر بالسعودية.