كتب _ عبدالرحمن شاهين

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن حوالي 50 من القادة الأفارقة تجمعوا في واشنطن أمس الثلاثاء، في مستهل ثلاثة أيام من المحادثات حول القضايا المحورية لمستقبل القارة السمراء والعالم، بما في ذلك الصحة والأمن الغذائي وتغير المناخ والحروب الأهلية وحتى استكشاف الفضاء الخارجي.

وقالت الصحيفة، في تقرير عبر موقعها الإليكتروني اليوم الأربعاء، إن إدارة الرئيس جو بايدن تسعى إلى إصلاح العلاقات مع الدول الأفريقية بعد أن تجاهلها الرئيس السابق دونالد ترامب إلى حد كبير واستخفافه ببعضها خلال اجتماع بالبيت الأبيض في عام 2018.

وأضافت الصحيفة أن قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا، هي الأولى التي تعقد منذ عام 2014، وتأتي في الوقت الذي يعاني فيه العالم من أزمات طاحنة، بعضها له آثار كارثية على إفريقيا، إذ تواجه القارة نقصا في الغذاء والذي تفاقم بسبب الحرب الروسية مع أوكرانيا والمشاكل في سلاسل التوريد الناجمة عن جائحة كوفيد-19.

لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنهم يرغبون أيضا في مناقشة موضوعات مستقبلية مثل الاستثمارات التجارية والتكنولوجيا التي يمكن أن يكون لها فوائد طويلة الأجل للقارة.

وفي هذا السياق نسبت الصحيفة إلى وزير الخارجية أنطوني بلينكين قوله – في حفل افتتاح القمة، وهو منتدى لما أطلقت عليه وزارة الخارجية اسم “القادة الشباب الأفارقة والشتات” – “خلال الأيام القليلة المقبلة، سنعلن عن استثمارات إضافية لتسهيل مشاركة الطلاب في برامج التبادل بين بلدينا وزيادة الفرص التجارية لأعضاء الشتات الأفريقي ودعم رواد الأعمال الأفارقة والشركات الصغيرة”.

وأضاف بلينكين: “كل من هذه الاستثمارات تسترشد بهدف شامل واحد وهو: مواصلة بناء شراكتنا حتى نتمكن من معالجة التحديات المشتركة التي نواجهها بشكل أفضل”.

وأشارت الصحيفة إلى أن اجتماعات اليوم الأول تركزت على مواضيع مهمة بما في ذلك البيئة والصحة العامة والحكم الديمقراطي والأمن، واستضاف بلينكن، جلسة الحوكمة والأمن إضافة إلى وزير الدفاع لويد أوستن وسامانثا باور، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بينما ترأست كاثرين تاي الممثلة التجارية للولايات المتحدة، مؤتمرا وزاريا حول التجارة.

وأضافت نيويورك تايمز أنه من المتوقع أن يلقي بايدن خطابات اليوم الأربعاء وغدا الخميس، وكذلك من المقرر أن يستضيف الرئيس الأمريكي وقرينته جيل بايدن، رؤساء الوفود على العشاء مساء اليوم.

ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق إزاء النفوذ الصيني والروسي في القارة، فضلا عن حالة عدم الاستقرار الناجمة عن المجاعة والتغير المناخي والأوبئة والحروب، فيما يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يريدون أيضا مد يد العون للبلدان الأفريقية ومساعدتها على إيجاد فرص اقتصادية لشبابها المتزايد.

وفي منتدى حول الفضاء الخارجي أمس الثلاثاء أصبحت نيجيريا ورواندا أول دولتين في أفريقيا توقعان على اتفاقيات أرتميس، وهي اتفاقية تهدف إلى وضع مبادئ توجيهية لاستكشاف الفضاء.
ونقلت الصحيفة عن موكجويتسي ماسيسي، رئيس بوتسوانا قوله – في معهد بروكينجز أمس – إن العديد من الدول الأفريقية تتوخى الحذر حيال نوايا القوى العظمى في العالم وسعت إلى ممارسة نوع من السلطة تجاه سياسات تلك الدول الكبرى.

وأضاف: “العالم لم يكن لطيفا للغاية تجاه إفريقيا، يبدو الأمر كما لو أن استثناء واستعمار إفريقيا قد اتخذ شكلا جديدا دون المسمى الاستعماري – ولكن هو نوع من الغزو، ونحن نحاول الابتعاد عن ذلك والانخراط حتى يعملوا معنا وليس علينا ومن خلالنا أيضا”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في استراتيجية أفريقية تم الكشف عنها في أغسطس الماضي، شدد البيت الأبيض على الحاجة إلى تعزيز الديمقراطيات في جميع أنحاء القارة ومساعدتها على تلبية احتياجات مواطنيها، بهدف تعزيز الاستقرار ، وشدد بلينكين على نفس الموضوعات في خطاب سياسي ألقاه في جنوب إفريقيا قبل زيارة جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا.

وبحسب الصحيفة، شملت جهود إدارة بايدن لتعزيز الديمقراطية برامج مكافحة الفساد ودعم الصحافة المستقلة ، ومن جانبها رتبت الحكومة الأمريكية لحضور 25 صحفيا من أفريقيا للقمة.

ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن المسؤولين الأمريكيين حرصوا على عدم توصيف قمة هذا الأسبوع أو استراتيجية بايدن تجاه إفريقيا، على أنها تتعلق بالتنافس مع الصين التي سعت لتوسيع التجارة في القارة لسنوات ، بينما في الواقع، غالبا ما تدور المناقشات في واشنطن بشأن إفريقيا حول الصين.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني