بقلم الكاتبة الدكتورة زينب شرف محمد

وراء كل ضربة ناجحة لكابتن هاجر جمال، وكل نصر مستحق، كانت هناك أم تمدّ ابنتها بطاقة الحب والإيمان في عالم الرياضة، يقف وراء كل نجاح قصة كفاح، ووراء كل بطلة عظيمة أم عظيمة، أم كابتن هاجر جمال فهمى بطلة الكيك بوكسينج، لم تصل إلى منصات التتويج بمجهودها وحده، بل كان دعم والدتها هو السند الحقيقي في كل خطوة من رحلتها.

منذ أول خطوة لكابتن هاجر جمال على بساط التدريب، كانت الأم ترى في هاجر بطلة قبل أن ترفع أي ميدالية منذ بدايات هاجر جمال فهمى في رياضة الكيك بوكسينج، كانت والدتها ترى فيها موهبة وإصرارًا يستحقان الدعم، لم تكن الرياضة بالنسبة للأم مجرد هواية لابنتها، بل كانت رسالة إيمان وتشجيع، كانت تساندها في التدريبات، وترافقها إلى البطولات، وتشجعها على تجاوز الصعوبات بثقة وإصرار.
كانت أمي تشد على يديّ عندما تضعف عزيمتي، فترجع قوتي كما لو أن الحياة عادت إليّ من جديد: لم تقتصر مساندة الأم على الجانب المادي فقط، بل كانت الدعم النفسي والمعنوي الأكبر لكابتن هاجر، وكانت كلماتها الدافئة تزرع في قلب هاجر القوة كلما شعرت بالتعب أو الإحباط.

كل فوز أحققه هو امتداد لدعائك يا أمي، وكل سقوط أتجاوزه هو بفضل إيمانك بى: تتحدث كابتن هاجر دائمًا عن والدتها بفخر وامتنان، مؤكدة أن لولا دعمها لما استطاعت أن تواصل مشوارها الرياضي الشاق، فالأم لم تكن فقط مشجعة من بعيد، بل كانت شريكة في الحلم، تحفزها لتكون هاجر جمال الأفضل بكل شرف وفخر، لذلك أمي لم ترحل، بل تركت في قلبي بذور القوة التي تنبت مع كل تحدٍّ أواجهه.
أمي تؤمن بي حين كنت أنا لا أؤمن بنفسي، واليوم أعيش على أثر دعواتها التي ما زالت تحميني.
إن قصة كابتن هاجر جمال تذكرنا بأن وراء كل بطلة أم عظيمة، تؤمن بقدرات ابنتها، وتمنحها الثقة لتقف في وجه التحديات، فالأم هي أول مدربة، وأول داعمة، وأول من يزرع في النفس حب النجاح.

ومن هذا المنطلق تتحدث هاجر جمال بصوت النجاح وتقول كانت تدعمني بصمت، وتؤمن بي بقوة، واليوم أكمل الطريق لأكون كما كانت تتمنى، واليوم تعيش كابتن هاجر جمال على أثر دعواتها التي ما زالت تحميها، ما زلت أسمع صوتها في دعواتي يا أمى، وأشعر بحنانك في صبري؛ لم ترحل يا أمي، بل تحولتى إلى دعائى دائم في قلبي، وختامًا اللهم ارحم أمي كما كانت رحيمة بي، واغفر لها بقدر ما منحتني حبًا ودفئًا لا يُقاس.

![]()
