متابعة _ عبدالرحمن شاهين
أعلنت إيران استئناف العلاقات الدبلوماسية مع السعودية يوم الجمعة الماضية، بعد انقطاع 7 سنوات بين فيما سيتم افتتاح السفارتين في طهران والرياض خلال شهرين وسيجتمع وزيرا خارجية البلدين قريبًا، وقالت واشنطن، إنها ترحّب باستئناف إيران والسعودية علاقاتهما الدبلوماسية إثر مفاوضات استضافتها الصين، لكنها أعربت عن شكوكها في احترام طهران التزاماتها.
ليس من الواضح كيف سيؤثر التطبيع بين السعودية وإيران على العلاقات بين السعودية وإسرائيل التي برزت وراء الكواليس في السنوات الأخيرة، لكنها لم تصبح رسمية ومرئية كما حدث مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، خاصة مع أنباء عن احتمالية توقيع اتفاق تطبيع قريباً بين السعودية وإسرائيل.
هناك رأي داخل إسرائيل يرى أن عودة العلاقات بين إيران والسعودية هو نصر سياسي لـ”إيران” وفشل لحكومة بنيامين نتنياهو، حيث تستخدم المعارضة الإسرائيلية الاتفاق بين السعودية وإيران لانتقاد نتنياهو، “يعكس الفشل الكامل والخطير للسياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية” ، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد وهو يستغل اللحظة لمهاجمة نتنياهو.
كما علق وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، على العلاقات الدبلوماسية المتجددة بين إيران والسعودية، قائلاً إنها مدعاة للقلق وتطور لا يمكن تجاهله. وانتقد “غانتس” رئيس الوزراء نتنياهو، قائلاً إن “التحديات الأمنية الهائلة التي تواجه البلاد تتزايد ورئيس الوزراء وحكومته مشغولون بانقلاب”.
فيما ألقى مسؤول كبير سافر مع الوفد المرافق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الجمعة الماضية إلى روما اللوم على الحكومة الإسرائيلية السابقة والضعف المشترك لإدارة بايدن. وقال المسؤول : “كان هناك شعور بضعف أمريكي وإسرائيلي، لذا لجأت السعودية إلى قنوات أخرى”. وزعم المسؤول أن المحادثات بين الرياض وطهران بدأت في عام 2021 أثناء ولاية نفتالي بينيت وحكومة يائير لابيد التي لم تدم طويلاً عندما كانت إدارة بايدن أكثر التزامًا بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.
كما أعرب السياسيون الإسرائيليون على الفور عن قلقهم حيث يبدو أن هذه الخطوة تلقي بجرأة في إحدى المبادرات السياسية الرئيسية لحكومة نتنياهو الجديدة – لتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
هزة أم خطوة متوقعة؟
ليس من الواضح كيف سيؤثر التطبيع بين السعودية وإيران على العلاقات بين السعودية وإسرائيل، إذ افترضت إسرائيل أن ضرورة إقامة تحالف خليجي بين إسرائيل وشركائها العرب ضد إيران، ستساعد في توفير حافز لإقامة علاقات بين إسرائيل والدولة اليهودية، وفي وقت الحديث الإسرائيلي عن التطبيع مع السعودية قامت الأخيرة باستئناف العلاقات مع إيران.
تجديد العلاقات اعتبره البعض إنه رسالة لإسرائيل مفادها أن حلمها بتحالف إقليمي لم يكن ممكنا ولم يكن أبدا، مع التوضيح أن معظم دول المنطقة تعتبر الحوار أفضل طريقة للتعامل مع إيران، مما يجعل إسرائيل الدولة الوحيدة التي تركز على الخيار العسكري.
لكن من ناحية أخرى، هناك رأي آخر، أن استئناف العلاقات لايعني إنهاء الصراع، ولكن يعني خفض درجة التوتر في الشرق الأوسط وهو أمر إيجابي لجميع الأطراف، ويرمي إلى أهداف الولايات المتحدة التي ترى أن التوتر في المنطقة يضر بمصالحها.
كما علق مسؤول إسرائيلي كبير لقناة “إيران إنترناشيونال”، إن نتنياهو لم يتفاجأ بالإعلان عن تجديد العلاقات بين إيران والسعودية. وأضاف المسؤول، “أن الحكومة الإسرائيلية على علم بهذا الأمر منذ فترة طويلة”.
أما عن التطبيع بين السعودية وإسرائيل، فبإمكان الرياض أن تسير في خطين متوازين في الوقت نفسه، أي تستأنف العلاقات مع طهران وتقوم بتطبيع العلاقات مع تل أبيب، ولكن العوائق في اتفاق التطبيع معقدة حتى هذه اللحظة، والأسباب لا تخص إيران.
حيث تريد الرياض دعم الولايات المتحدة لتخصيب اليورانيوم وتطوير نظام إنتاج الوقود الخاص بها. ويخشى المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن يسمح ذلك للسعودية بتطوير أسلحة نووية وتسريع سباق التسلح مع إيران التي لديها برنامجها النووي.
فمن المرجح أن بايدن والولايات المتحدة لن يوافقواعلى الشروط السعودية للطاقة النووية والضمانات الأمنية.
