مع حلول شهر رمضان المبارك، يكثر استفسار المسلمين عن الأمور التي قد تؤثر على صحة الصيام، ومن بين هذه الأسئلة المتكررة: هل البخور يفطر الصائم؟.
وتزداد أهمية هذا التساؤل مع الجمعة الأولى من رمضان، حيث يحرص المسلمون على استخدام البخور في هذا اليوم المبارك، لما له من فضل عظيم، فهو من العادات الطيبة التي تضفي رائحة زكية وتبعث على الشعور بالراحة والطمأنينة.
حكم استنشاق البخور أثناء الصيام
أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن هذا التساؤل موضحًا أن الروائح الطيبة لا تفطر الصائم اتفاقًا، إلا أن استنشاق البخور عمدًا هو موضع خلاف فقهي.
واستشهد المركز بآراء المذاهب الفقهية:
- ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن استنشاق البخور عمدًا يفسد الصوم، لأنه يحتوي على جزيئات مادية تدخل إلى الجوف.
- أما شمه دون قصد أو استنشاق مباشر فلا يُفطر.
في المقابل، رأى الشافعية أن استنشاق البخور يفطر الصائم، سواء كان ذلك عمدًا أو دون قصد.
وأشار المركز إلى أن الراجح فقهيًا هو ما ذهب إليه الجمهور، أي أن استنشاق البخور عمدًا قد يؤدي إلى إفساد الصيام، بينما شمه بشكل عابر دون قصد لا يؤثر على صحة الصيام.
رأي دار الإفتاء
أما دار الإفتاء، فقد أكدت أن العطور والروائح الطيبة لا تفطر الصائم، موضحة أن استخدام البخور لا يفسد الصيام، طالما لم يتم استنشاق دخانه عمدًا.
أشياء مباحة في الصيام
وأوضحت الإفتاء، الأشياء المباحة في الصيام وهي كالآتي:
- استعمال الكحل: حتى وإن وجد طعم الكحل في حلقه؛ لأن العين لا تعتبر منفذًا شرعًا على المختار للفتوى.
- استعمال القطرة في العين: حتى ولو وصل إلى الحلق على المختار للفتوى.
- استعمال الزيوت والمستحضرات الطبية: حتى ولو وصل إلى الجوف بتسَرُّب المدهون عن كريق مسام الجلد والبشرة.
- استعمال السواك قبل الظهر.
- الاغتسال: حيث روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه “كان يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ مِنَ الْعَطَشِ أَوْ مِنَ الْحَرِّ”.
- الحقن عن طريق الجلد في العضل أو في الوريد، بخلاف الحقنة الشرجية فإنها مُفَطِّرَة، بينما مكروهة عند المالكية فقط فلا يجب القضاء عندهم بالحقنة الشرجيَّة.
- النَّوم: حتى لو استغرق جميع النهار، بشرط عدم تعمد تضييع الصلوات فإن ذلك حرام.
- بَلْع ما لا يمكن التحرز عنه: مثل الريق، وغبار الطريق.
- يُباح شَم الروائح الطيبة.
